نظم مسلك تدبير الإنتاج السينمائي و السمعي البصري بالكلية متعددة التخصصات بورزازات ، صباح الجمعة 21 نونبر 2014 باستوديو الكلية ، لقاء تواصليا مع المخرج نور الدين لخماري نوقش فيه موضوع " الممارسة السينمائية : مسارات الإبداع وآثاره الاجتماعية " .
وقد اندرج هذا اللقاء في إطار تعريف طلبة مسالك السينما على رواد التجارب السينمائية البارزة و تصوراتهم حول السينما ومكوناتها الإنتاجية و الإبداعية و التسويقية .
وللإشارة فنور الدين لخماري (50 سنة) يعد من بين الأسماء التي ساهمت في اقتراح إبدالات جمالية هامة في السينما المغربية من داخل الفيلم القصير رفقة مجموعة من المخرجين الشباب ابتداء من تسعينيات القرن الماضي .
تتشكل فيلموغرافيته من الأفلام القصيرة " مذكرات قصيرة " ، " ولد بدون خشبات تزحلق " ، " في مخالب الليل " ، " موزع الجرائد " ، " العرض الأخير " ، " شاشة سوداء " ، والطويلة " النظرة " ، " كازا نيغرا " ، " زيرو" ، وبعض الأعمال التلفزيونية (" القضية " نموذجا) التي أثارت نقاشات كثيرة و أفرزت مواقف متباينة .
انطلق اللقاء التواصلي مع المبدع لخماري بكلمة للدكتور حميد اتباتو ، المسؤول عن المسلك المذكور ، جاء فيها : " ارتأينا أن ننظم أنشطة موازية في المجال السينمائي قصد إغنائه وفتح آفاق أخرى تسمح للطلبة بالإحتكاك بالتجارب السينمائية أو النقدية أو النظرية ، لأن انقطاع الدرس السينمائي عن سياقه الثقافي والفني مسألة غير مقبولة لكون السينما فن منفتح على المجتمع وعلى المبدعين . إن الأهم هو تحسيس الطلبة بأن ميدان السينما غني ومتنوع وبإمكانه أن يوفر مناسبة للتحاور وطرح الأسئلة المرتبطة بالتخصص " .
وفي نفس الإتجاه أبرز السيد يونس بلحسن ، عميد الكلية ، أهمية تنظيم مثل هذه الأنشطة واللقاءات في إدماج الطلبة في صلب العملية الإبداعية والإنتاجية عبر الحوار وتبادل الخبرات ، كما عبر عن إعجابه بالأسلوب الذي يعتمده المبدع نور الدين لخماري في أفلامه السينمائية التي تعكس الواقع المعاش .
ومن جهته دافع المخرج المغربي نورالدين لخماري في هذا اللقاء التواصلي عن السينما التي يعنيه الارتباط بها و عن التصور الذي يؤسس عليه اشتغاله الفني، وخاصة الانتصار للشجاعة وجرأة الاقتراح الإبداعي وطرح ما يقلق لبناء مستقبل الثقافة و المجتمع . كما بين أهمية الصورة عامة والسينما بشكل خاص في خدمة المعاني الإيجابية للوجود ، وقدرتها على المرافعة بصيغ جميلة و مؤثرة و مقنعة لصالح ما هو إيجابي من قيم و قناعات بل من أجل التقدم و المستقبل .
إضافة إلى هذا أشار المخرج لخماري إلى أن مشكلتنا هي عقدة النقص ، وعدم قدرتنا على خلق أبطال لهم علاقة بنا وبسياقنا ، و هناك كذلك التضخيم الزائد للرقابة الذاتية و تبخيس ثقافة الحب وعدم توسيع مساحة الحوار و الاختلاف في وجودنا .
وقد وقف نورالدين لخماري أيضا عند المرجعيات التي وجهت تجربته من قبيل تجارب برغمان و فريتز لانغ و الفيلم الأسود والتجارب السينمائية الجريئة ، كما وقف عند تمرحلات إنتاج أعماله ، وتحدث كذلك عن أهم ما يحرك ارتباطه بالسينما ، خاصة الإنصات للمجتمع كما هو و محاربة الاشتغال المشوه و العجائبي و المخادع على قضاياه، مع تقديم ما يساهم في إيقاظ الوعي الإيجابي و يصدم اليقينيات المكرسة للسلبية و المصادرة و الخضوع و التنميط.
فالسينما حسب لخماري هي وسيلة حداثية هائلة لتجديد المجتمع و الذهنيات و بناء التقدم ،ولهذا علينا استغلالها وفق الغايات الإيجابية التي توظف بها عند الآخرين .