يتضمن كاتالوغ الدورة السادسة للجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري ، المنظمة من طرف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب من 4 إلى 7 شتنبر 2014 بالمحمدية ، كلمة تقديمية هذا نصها :
" بعد نجاح الدورة الخامسة للجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري ، التي نظّمت من 4 إلى 7 شتنبر 2013 بين الدار البيضاء والمحمدية ، ترسّخت لدى المكتب الجامعي قناعة ثابتة بضرورة استمرارية وتأصيل هذا التقليد الثقافي الذي يرمي إلى جمع شتات النوادي السينمائية المنتشرة عبر تراب الوطن و مد الجسور بين أطرها ومنخرطيها ربطا للحاضر بالماضي ونقلا للخبرات من جيل الرواد إلى الأجيال الشابة ، هذا فضلا عن خلق فضاء للتكوين في مختلف مهن السينما و فسح المجال للتمتع بالفرجة السينمائية الراقية المؤطرة من طرف متخصصين في التنشيط السينمائي والقراءة الفيلمية ، من جهة ، وتمكين مبدعي النوادي السينمائية من فرص التباري الشريف في إطار مسابقة محمد الركاب للأفلام القصيرة ، من جهة أخرى .
ولعل ما شجعنا للمضي قدما في هذا المسار هو دعم العديد من أطر جواسم لمكتبنا الجامعي الجديد والتحاق العديد من الأندية السينمائية الجديدة من مختلف المدن المغربية بإطارنا الوطني العتيد "جواسم" (الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب) والتفافها حوله ونجاحنا في توقيع اتفاقيتي شراكة مع وزارة الإتصال ووزارة الشباب والرياضة كان من ثمارهما هذا الحدث الثقافي الوطني .
نحن ندرك جيدا أن انتظارات شباب اليوم مختلفة تماما عما كان عليه الأمر في المحطات السابقة لحركة الأندية السينمائية ببلادنا ، وهذا الإدراك هو ما يجعلنا نستشعر أهمية بل ضرورة تطوير فعلنا الجمعوي الثقافي ، على الرغم من كل الصعوبات التي نصطدم بها .
فتنظيم الجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري يعدّ التزاما أخلاقيا ورهانا ثقافيا ، وموعدا سنويا قارّاً يمكن أن ينتقل مستقبلا من المركز إلى المناطق القصيّة من الوطن في أفق إعطاء نفس جديد للفعل السينمائي في البلد ومناهضة الفكر المتطرف ، بجميع أشكاله وتجلياته . وسيلتنا في ذلك نشر القيم الإنسانية وتشجيع الشباب على الفرجة الجماعية خاصة وأن هناك تراجع ملحوظ في نسب ارتياد القاعات السينمائية المتبقية ببلادنا من طرف الشباب الذين كانوا يشكلون العمود الفقري لروادها في العقود الماضية .
مسؤولية الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب جسيمة ، خاصة في جانب التأطير، وفي هذا المضمار على جامعتنا الصيفية أن تعيد الإعتبار للسينما الوطنية وللسينما الدولية من خلال عرض أفلام مرجعية في تاريخ السينما العالمية ، حتى يتسنى للناشئة الإطلاع عليها ومناقشتها مع نقاد ومخرجين وممثلين لمحاولة فهم خطابها الذي يرتكز أساسا على الصورة .
سيظل سؤال الثقافة هو الأساس في تصورنا للجامعة الصيفية للسينما في نسختها السادسة ، بإمكانيات بسيطة ومحدودة لكن بتحديات كثيرة في انتظار أن نساهم جميعا في النهوض بواقع الأندية السينمائية المغربية بغية إعادة الألق لها لتستعيد دورها الريادي في تأطير جمهور الشباب .
يدا في يد لنساهم جميعا كفاعلين ، كل من موقعه ، وبدون إقصاء لأي طرف ، من أجل تحقيق هذه الأهداف."