أتيتك حاملاً جرحاً إسمه عراق
أتيتُ والنزف ما زال في قلبي يُراق
أتيتُ حاملاً ظلمَ ذوي القربى
ومن ظَننته أخاً وخلاً بعد طول عناق
أراه شَّارعاً للظُلم وللأغراب بابَه
صارَ دليلاً لموتنا وفاجراً بذلٍّ يُساق
ويصبُّ الزيت على ألمي وحرائقي
ويقهقه ترفاً وينثر على جرحي حُرَاق
أتيتك حاملاً دَمعاً تحجَّر في مقلتي
ومن طَعنةٍ في الظهر أغمدها الرِفاق
أتيتُ لا أشكيك ضُعفي ، بل أبثك
عجبي من ضحكةِ تيسٍ أتعبها النقاق
وشماتةً من ظَنناه مظلوماً
وجدناه رَقطاء كأفعى تبثُّ سُماً وشِقاق
ليضْحك اليوم وقد بانت سَريرته
ودناءة النفس مخمرَّة في سلفه العُتاق
أتيتك اَحملُ جرحاً إسمه عراق
وأنبئك إن الأوفياء هبو وشدو الوثاق
وانطلقو كالأسود لتطهير أرضٍ
لطالما وطأ أبانا آدم وملأ نَسله الآفاق
وأوقدو النار لطَمس معالم الشر
لنا الأمس والغدُ وإشراقَ شمسٍ باق
لنا تأريخ يغطي بقاع الأرض
وجرحنا غائر وأنّة الظلم فينا عراق
إنه العراق يا ظالمي ...
وهو المنار إن خبا نجمي أو اِستفاق
إنه نعمة الرَب
وأين يكون المستقرٌ إن بلغني التراق
فهو نطفتي الأولى ومنه ..
أتيت وإليه تعود طينتي بلا اِنعتاق
أنه العراق يا أخوتي
والجرحُ غائرٌ إسمه وطني العراق
إنه العراق .. العراق ......