تتميز السهرة السينمائية التي تحتضنها القاعة الكبرى لبلدية سيدي قاسم مساء السبت 17 ماي الجاري ابتداء من السابعة بتكريم مستحق للفنانة الشابة سهام أسيف وهي في أوج عطائها ، وذلك في اطار الدورة 15 لملتقى السينما المغربية بهذه المدينة ، وفيما يلي ورقة تلقي بعض الأضواء على هذه الشخصية الفنية المحبوبة :
عشق كبير للغناء والتشخيص والرقص اسمه سهام أسيف
سهام أسيف ، المزدادة بالرباط ، من الممثلات المغربيات الجميلات اللواتي شكلن اضافة نوعية للتشخيص السينمائي والتلفزيوني بحضورهن القوي أمام الكاميرا من خلال تقمص أدوار شخصيات نسائية في وضعيات اجتماعية ونفسية مختلفة .
شاهدناها تباعا في الأفلام السينمائية المغربية التالية : " زنقة القاهرة " (1998) لمحمد عبد الكريم الدرقاوي و " غراميات الحاج المختار الصولدي " (2001) لمصطفى الدرقاوي و " وبعد " (2002) لمحمد اسماعيل و " العيون الجافة " (2003) و" انهض يا مغرب " (2006) لنرجس النجار و " الدراجة " (2007) لحميد فريدي و " عاشقة من الريف " (2011) لنرجس النجار .
كما شاهدناها في أعمال تلفزيونية من بينها أفلام " خيط الرمل " من اخراج لطيف لحلو و " ليالي بيضاء " من اخراج حسن بنجلون و " انكسار " من اخراج محمد عبد الكريم الدرقاوي ، و سلسلتي " العوني " (الجزءان 1 و 2) من اخراج حسن غنجة و " زينة الحياة " من اخراج جماعي ، ومسلسلي " صقر قريش " و " عمر " من اخراج السوري حاتم علي ... وفي بعض الأعمال الأجنبية المصورة ببلادنا من قبيل " الملك سليمان " من اخراج روجي يونغ و " مقهى الشاطىء من اخراج بونوا كرافان ...
ظهر ميل سهام للفن منذ مرحلة الطفولة حيث عشقت الغناء والرقص الشرقي ، وانخرطت كهاوية للموسيقى والتشخيص المسرحي في جمعيات دور الشباب وغيرها . ومما شجعها على المضي في درب الفن بمختلف تعبيراته الوسط الأسري الذي ترعرعت داخله ، حيث سبق لأمها السيدة فاطمة الساهل أن مارست الغناء وكتابة كلمات الأغاني وأصبح اخوانها وأخواتها من ممتهني تخصصات فنية معينة .
تزامن توقف سهام أسيف عن الدراسة مع حصولها سنة 1994 على جائزة ملكة جمال طنجة وانطلاقتها الفنية الحقيقية كمغنية بأربع لغات (العربية والفرنسية والاسبانية والأنجليزية) بمطعم يحج اليه الأجانب بكثرة بمدينة أكادير . ويرجع الفضل لمدير التصوير المتميز محمد عبد الكريم الدرقاوي في اكتشافها كممثلة أثناء احدى زياراته لأكادير ومنحها دور البطولة النسائية في فيلمه الروائي الطويل الأول " زنقة القاهرة " الى جانب الممثل والمخرج المسرحي عزيز السالمي (القادم آنذاك من فرنسا بعد حصوله على شهادة الدكتوراه) ، وهو الدور الذي تم التنويه بمشخصته من طرف لجنة تحكيم مسابقة الدورة الخامسة للمهرجان السينمائي الوطني المقام بالدار البيضاء سنة 1998 .
لم يقف الاعجاب بأداء الممثلة الشابة سهام أسيف عند التنويه بدور المعلمة الذي شخصته بتلقائية واقناع في فيلمها الأول مع عبد الكريم الدرقاوي ، وانما تمكنت من الحصول على جوائز أحسن ممثلة من مهرجانات أجنبية باسبانيا وفرنسا وبلجيكا عن أدوار أخرى شخصتها في أفلام لاحقة لعل أشهرها دورها في فيلم " العيون الجافة " لنرجس النجار . كما شاركت كعضوة في لجن تحكيم بعض المهرجانات المغربية والأجنبية ولها رصيد محترم من الأغاني من بينها أغنية جينيريك فيلم " مقهى الشاطىء " المذكور أعلاه . ويمكن اعتبار لحظة تكريمها بملتقى السينما المغربية بسيدي قاسم سنة 2014 ، وهي في أوج نضجها الفني وتألقها ، مناسبة للتذكير بقدراتها التشخيصية الهائلة التي لم تستثمر مع كامل الأسف بما فيه الكفاية في أعمالنا السينمائية والتلفزيونية وغيرها.