غريب أنت في مملكتك تناشد الفراغ
جاحد لنعيمك بين أحبائك، موصدا باب الوصال
سافرت في بحر الحياة، قاومت آلاما وآهات
شارفت فجر الأمان، فاقتلعت جذور المحبة والوئام
أوصدْتَ نشوة الفرح بالنجاح ورميت مفتاح الفخر بالفلاح
فروعك أينعت مزهرة تعشق الحياة
مفعمة بالأمل تتطلع لنفحة نصر، ضحكت محاسنه
كأنها دروع لغدر الدهر صامدة شامخه
بل نغمة طيف غرد أنشودة الصباح
محلقا بانشراح يغمره دفء وعشق المسار
لكنك كبسْت عبق ورد تفتح من عليل
لينْطِقَ : انتصر الحبيب، أهلا بالعهد الجديد
غريب أنت غريب
أمن وأمان، فرحة العمر بالنصر منّ الله بهما
وقلتُ رُحماك ربّي تحققت البشرى
فتطلّعتُ إلى محيّاك لتعم النشوة
أيْقنتُ بعدها أنني وحيدةُُ تغمرني البهجة،
وأنت غريب، راكد لا تعي شيئا
بل أنت في مملكتك وحيد تعشق أوتار نغماتك
وتُشهر غرورا يعلن أنه من بعدك الطوفان
غريب أنت غريب
فروعك تمردتْ وتساءلتْ في حيرة
متعطشة لدفئك الذي ولى وحنانك الذي أمسى
قلتَ: نشوة شباب، ويا ليت الشباب يعود يوما
قلتُ: آه لجحود شباب بعد شيب
لسعة لهيب تدمي القلوب، وتقتلع جذوعا عمّرت سنين
فحرام أن تسحق أحلاما تصبو لعيش رغيد
ولدفء حبيب ملك البصيرة والفؤاد.
أيها الغريب، أناجيك أن تعود إلى أحضان وطنك
لتنبعث فروعك من جديد
وتزهر الحياة ثمارنجاح لن ينكسر
وتعم الفرحة لتغني للحياة مبتهجة بالعيد
عدْ، فأنت في وطنك حبيب