شكل حفل اختتام الدورة الأولى لفعاليات المهرجان الدولي لفنون الفرجة، والذي ينظمه الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بآسفي بدعم من فرقة همزة وصل للإبداع بأسفي والمكتب الشريف للفوسفاط اليوسفية الكنتور وشارت بلو الراعي الإعلامي ومسرح محمد الخامس والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة دكالة عبدة، حفلا استثنائيا إذ ضم ضمن فقراته حفل تكريم الفنانة المتألقة فاطمة وشاي {مواليد أسفي} ولأول مرة بمدينتها وقد أعرب مدير المهرجان الأستاذ عبدالحق ميفراني عن سعادة الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بتكريم أحد أهم أيقونات الفن المغربي اليوم وأحد الوجوه التي تحظى بمحبة الجمهور المغربي. الحفل الذي احتضنته قاعة العروض بمدينة الفنون شهد إلقاء كلمات وشهادات كل من رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح الفنان مسعود بوحسين والذي تحدث عن تجربته التمثيلية مع الفنانة وشاي خصوصا في فيلم الغرفة السوداء، وشهادة المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي الذي عبر عن سعادته باختيار الفرع الجهوي لهوية المهرجان وهو ما يميزه عن باقي المهرجانات كما أشاد في كلمته بنضالية وتفاني الفنانة فاطمة وشاي وحسها الإنساني أما الفنان عبدالكبير الركاكنة فقدم بورتريها لمسار فاطمة وشاي المهني والمسرحي والتلفزيوني. وفي كلمتها القصيرة أعربت الفنانة فاطمة وشاي عن سعادتها بالتكريم في مدينتها لأول مرة، وقدمت قصيدة شعرية عربون محبة للمنظمين والحاضرين، واختتم اليوم بتقديم فرقة مسرح الحال بالرباط لمسرحيتها "الجذبة" وهو العرض الذي حج إليه جمهور غفير من ساكنة المدينة.
وقد انطلقت فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي لفنون الفرجة يوم الثلاثاء 25 مارس واحتضنت مدينة اليوسفية محطته الأولى بالمركب الثقافي في ثلاثة أيام متواصلة عرفت تقديم عروض مسرحية من فرنسا وبلجيكا. إذ قدمت فرقة محترف موفرين "بنات بابا ياغا"، ومسرح لوكارن "لعبة صغيرة بدون نتائج" وهو نفس العرض الذي أعيد تقديمه بقاعة أطلنتيد بأسفي يوم الأربعاء 26 مارس على الساعة السابعة مساء، وتواصلت الفعاليات بمدينة اليوسفية بتقديم مسرحية "غوانتانامور" البلجيكية لفرقة الدونت. الجمعة 28 مارس تحولت الفعاليات الى مدينة أسفي بإطلاق فرقة همزة وصل للإبداع وبشاركة ودعم من وزارة الثقافة الدورة الثالثة لتقنيات التكوين المسرحي أيام {28،29،30 مارس 2014} بفضاء جمعية المغربية للتربية على السلامة الطرقية، وهو التكوين الذي أشرف على تأطيره نخبة من المشتغلين في المجال: المسرحي الدكتور ابراهيم الهنائي، والسينوغراف الحسين الهوفي والمسرحي عمر جدلي والفنان أمين ناسور. وضمن فعاليات المهرجان شهدت الخزانة الجهوية بأسفي الاثنين31 مارس انعقاد ندوة وطنية حول موضوع "قانون الفنان: الواقع والرهانات" شارك فيها د. مسعود بوحين {مسرحي، نقيب رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح} ـ ذ.الحسين الشعبي {إعلامي ومسرحي} وتوقفت الندوة عند أهم الملاحظات التي ظلت موضوع نقاش واختلاف بين الفاعلين في المجال والوزارة الوصية، كما توقفت مداخلات الحاضرين عند راهن ووضعية الفنان المغربي الهشة في ظل غياب الدعم وعدم تقنين ومأسسة القانون المنظم لوضعيته.
كما عرفت قاعة العروض بمدينة الفنون يوم السبت 29 مارس تنظيم لحظة الاحتفاء بالراحل الطاهر واعزيز شهد حضور عائلته وتلامذته ونسق فقرات هذا التكريم الأستاذ سالم اكويندي وقد قدم كل من الأساتذة عبدالعالي الحافظي وبديع الزمان اليمني وسالم اكويندي شهاداتهم حول الراحل والتعريف بمساره العلمي والأكاديمي كما تقدمت كل من الأستاذة مليكة واعزيز ومنير واعزيز باسم العائلة بتقديرهما الخاص للفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح لاختياره اسم الراحل المفكر الطاهر واعزيز، أحد مؤسسي فرقة المعمورة للمسرح، اسما للدورة الأولى للمهرجان الدولي لفنون الفرجة في ظل غياب كلي للاعتراف من لدن مؤسسات كان من الأجدر أن تستذكر الرجل وتعيد لمكانتها التاريخية والعلمية ومسيرته الأكاديمية قليلا من ثقافة الاعتراف.
وتواصلت العروض المسرحية بمدينة الفنون إذ قدمت فرقة مسرح شراع عرضها المسرحي الجديد "العربة والناقوس" وهو من إعداد وإخراج محمد الأعرج، كما تواصلت الفعاليات يوم الأحد بتقديم مسرحية "اوفراج دو دام" لفرقة مسرح فادروي من فرنسا وهي سخرية لاذعة من عوالم الذكورة في المجتمعات الغربية. وتواصلت الفعاليات بتقديم مسرحية "الساروت" لفرقة نادي مرآة المسرح بفاس، المسرحية من تأليف الحسين الشعبي وإخراج حسن امراني العلوي.
المهرجان الدولي لفنون الفرجة يسعى أن يرسخ هويته وسط خريطة المهرجانات الفنية في المغرب من خلال اختياره للفرجة في فنون الأداء والعرض. مهرجان للاحتفاء بالإنسان في لحظة اندماج وتفاعل مع المتعة والفرح والمعرفة، في قدرته على إبراز هذه القواسم المشتركة من خلال ما يقدمه من فرجات تمتح من تجارب إنسانية مختلفة. وانفتاح المهرجان دوليا هي رغبة من المنظمين لتأسيس حوار حضاري جمالي ومسرحي يبرز قيم التسامح والتثاقف بين الفرجات الكونية وتفاعلها الكاشفة عن عمق وتجدر الفرح والأسى الإنساني من خلال الأداء المسرحي واللعب. إن المهرجان وهو يسعى في أولى دوراته للكشف عن هويته الخاصة، فإنما يعرب عن إيمانه العميق، أن الدورات القادمة هي القادرة على تشكيل هذه الهوية وإعطائها الملمح القوي.