عقد مختبر السرديات بتنسيق مع شبكة تنمية القراءة بالمغرب، في إطار محاورة المؤلفات و كتابها والقضايا التي تطرحها، لقاء دراسيا حول كتاب ''التحليل النفسي بالمغرب'' لرشدي شمشام، بكلية الآداب و والعلوم الإنسانية بنمسيك- الدارالبيضاء صبيحة يوم الثلاثاء 25مارس 2014 .
افتتح هذا اللقاء الذي ترأست أشغاله لطيفة لبصير والتي أشارت في البداية إلى الكاتب رشدي شمشام الذي يزاوج بين العمل الجامعي و العمل العيادي، والأهمية التي يحتلها هذا الكتاب في التأصيل للتحليل النفسي بالمغرب من خلال عقده لمجموعة من المقاربات التي تدخل في نطاق حياتنا اليومية لأن مجاله الواسع يحتوي على منظومة من المفاهيم التي تؤسس لطرحه النظري.
ورقة سلمى جلال كانت حول الكتاب (التحليل النفسي بالمغرب) الذي يضم ثلاثة فصول تعالج قضية التحليل النفسي بالمغرب. إذ نجد في الفصل الأول تناول الطفل مقدما تصورا عاما حول مراحل تطوره ونموه مركزا على نفسيته. بينما انبرى في الفصل الثاني إلى الحديث عن الإنسان الراشد و مختلف الجوانب النفسية التي ارتبطت به. أما الفصل الثالث فعالج التحليل النفسي في العديد من المجالات على سبيل المثال لا الحصر، الرياضة و الفن. و في الأخير تساءلت الباحثة عن وجود التحليل النفسي في المغرب، وهل عرف طريقه في ظل ما تطرحه المسألة الدينية في هذا السياق.
أما عبد الرحمان الغندور فقد تحدث عن وضعية التحليل النفسي من خلال نفس الكتاب ، معتبرا أن المجتمع المغربي لا يميز بين الأمراض العقلية والأمراض النفسية، بل إنه يصنف المرض العقلي دوما في خانة الجنون. كما أبدى عدم الاستعداد الثقافي للمغاربة في التوجه إلى المعالج النفسي، خاصة أن الإنسان يعاني من الكثير من الأمراض النفسية كالقلق، والأوهام، والتخوفات المرضية، والوساوس القهرية، كل ذلك ينعكس سلبا على شخصية الأنا. و اعتبر أن التحليل النفسي ليس وصفات جاهزة بل هو جلسات تتطلب حصصا تدريبية طويلة الأمد حتى يتسنى للمعالج النفسي معرفة الخلل وإيجاد الحلول للمرض النفسي.
كلمة المؤلف رشدي شمشام طرحت مجموعة من الأفكار التي تصب في ميدان التحليل النفسي والقضايا التي يطرحها في المغرب من خلال تجربته باحثا وممارسا . وقد استعار أثناء حديثه فن القضايا ،مقولة التوحيدي "اجعل من دعامتك الأرسخ أن لا تنسى" ليطرح ظاهرة النسيان عند الإنسان، و نوه إلى أن التحليل النفسي هو علم يحاول إنعاش النسيان الكامن في بواطن النفس البشرية، حيث يحفز المريض النفسي على التذكر. وطرحَ أيضا مجموعة من الطابوهات التي يحاول التحليل النفسي تكسيرها والخوض فيها، و أضاف أيضا أن التحليل النفسي هو بمثابة المفتاح الذي يساعد على التوغل في أعماق الإنسان، وتفريغ مكبوتاته.
في الأخير اختتم اللقاء بطرح العديد من الأسئلة و الإشكاليات المتعلقة بالتحليل النفسي ووضعه بالمغرب. كما تلت هذه الإشكاليات مداخلات وتعقيبات وملاحظات في المجال النفسي بمشاركة ثلة من الأساتذة و الباحثين و الطلبة.