رغم شح الإمكانيات استطاعت جمعية النادي السينمائي ، بدعم مادي أومعنوي أو لوجيستيكي من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ،الشريك الأساسي ، والمركز السينمائي المغربي وجهات أخرى ، أن تنظم بنجاح ملحوظ الدورة الثانية لملتقى السينما والابداع الفني الأمازيغي بدار الشباب وفضاءات أخرى بسيدي قاسم.
وقد كانت عروس هذه التظاهرة الفنية هي الممثلة والمغنية الرايسة فاطمة تيحيحيت ، التي استقطب حضورها العديد من الأسر القاسمية والعديد من عشاق أغانيها الشعبية السوسية ومتتبعي أعمالها السينمائية والتلفزيونية ، حيث تم الاحتفاء بها وبتجربتها الفنية الثرية والمتنوعة على امتداد ما يفوق ربع قرن من العطاء ، مساء السبت 28 دجنبر 2013 ، من طرف المعهد الموسيقي لمدينة سيدي قاسم والفنان الأمازيغي حميد الزموري وفرقته عبر مجموعة من الأغاني والمعزوفات الموسيقية المهداة لها بالمناسبة ، وألقيت تباعا في حقها ثلاث شهادات من الناقد أحمد سيجلماسي والممثل والمخرج عبد الله أوزاد والفاعل الجمعوي علي خدود، وقدمت لها هدايا رمزية وشهادة تقديرية وباقة ورد ، وأخدت صور تذكارية لها ومعها وسط تصفيقات حارة من الجمهور الحاضر .
وفي كلمتها بمناسبة هذا التكريم القاسمي شكرت الفنانة فاطمة تيحيحيت المنظمين والجمهور الحاضر وكل من شارك من قريب أو بعيد في حفل تكريمها ، مؤكدة على أنها لن تنسى أبدا هذه اللحظات الجميلة التي عكست بصدق الحب المتبادل بينها وبين جمهورها الواسع في سيدي قاسم ومختلف المدن والقرى المغربية .
ومما تجدر الاشارة اليه التجاوب الكبير الذي حصل بين الفنانة فاطمة والجمهور الحاضر بسبب دماثة خلقها وبساطتها وتواضعها ، ولعل هذه الصفات المجتمعة فيها هي التي تجعل جل التظاهرات الفنية المنظمة في مختلف ربوع المملكة تستدعيها كضيفة من ضيوفها ، حيث كانت آخر تظاهرة سينمائية حضرتها خلال سنة 2013 هي الدورة 13 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم .
بالاضافة الى فقرة التكريم تميز برنامج الدورة الثانية لملتقى السينما والابداع الفني الأمازيغي بسيدي قاسم (من 27 الى 29 دجنبر 2013) بعرض أربعة أفلام أمازيغية بحضور مخرجيها هي : الفيلم الطويل " أغرابو " (= القارب) من اخراج أحمد بايدو ، والفيلم المتوسط الطول " أكرام " (= الولي الصالح) من اخراج محمد عتيق ، والفيلمين القصيرين " وأنا " من اخراج الحسين شاني و " الشارب " من اخراج حكيم القبابي (لم يحضر المخرج وناب عنه بطل الفيلم الممثل رشيد غالمي) ، كما تميز باقامة معرضين الأول خاص بالكتب المغربية الأمازيغية والعربية وغيرها تحت اشراف الكتبي حسن بنعدادة والثاني خاص بلوحات تشكيلية من توقيع الفنانين عبد الله أوعبي وحسان الجوهري ورحمة مومن ، وتنظيم ورشات لتعلم تيفناغ من تأطير الأستاذين لحسن وادرو وعلي خدود وصبحية ترفيهية سينمائية وتربوية للأطفال ، وتنشيط السينمائي بوشتى المشروح لجلسة ثقافية قدم فيها الباحث السينمائي سعيد شملال كتاب " اضاءات حول الفيلم الأمازيغي " بحضور مؤلفه الناقد محمد زروال الذي تحدث بعد التقديم عن دواعي تأليف هذا الكتاب . هذا بالاضافة الى تنشيط جمعية النادي السينمائي لجلسة صباحية بمدرسة المعلمين والمعلمات عرضت فيها ونوقشت مجموعة من الأفلام الأمازيغية القصيرة .
حضرهذه التظاهرة الفنية الأمازيغية السنوية ، بالاضافة الى الأسماء المذكورة سابقا ، المخرج داوود أولاد السيد وثلة من الفنانين والمثقفين والفاعلين الجمعويين وأطر الأندية السينمائية وغيرهم ، وأشرف تقنيا على عروضها السينمائية ادريس التركي وحكيم الخمليشي ، من القافلة السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي .