إفتتحَ الأديب ناجي نعمان الموسم السّادس لصالونه الأدبي الثَّقافيّ (2013-2014)، فاستقبلَ السَّفير الدُّكتور ظافر الحَسَن في مؤسَّسته للثَّقافة بالمجَّان ضيفًا مُكرَّمًا في "لقاء الأربعاء" الحادي والثَّلاثين.
بعد النَّشيد الوطنيّ، كلمةٌ من نعمان في الحَسَن، ومنها: "دنانُه مزيجٌ مُحكَمٌ من أدبٍ ودبلوماسيَّة، بحيث أدَّبَ، بتواضعه، الدِّبلوماسيَّةَ، و"دَبلَسَ" الأدبَ"؛ و"هو، في الزَّمن الصَّعب، أحسنَ الجهادَ فظَفَرَ به لبنانُ، وحَسُنَ مُحيَّا الوطن".
وتكلَّم الصِّحافيُّ جورج عَلَم، وممَّا قالَه: "حجَّ من القضاء إلى السِّلك الدِّبلوماسي، وقفزَ من صهوة القانون ليمتطيَ الصَّهوةَ المنفتحة على الآخَر؛ وإذ به يُعلي جيادَ المطالع الصَّعبة في الإدارة، وفي السِّياسة المسؤولة المحترفة المتَّكِئَة على علمٍ ومعرفة، المُنزَّهة عن المزايدات المصلحيَّة، والمنافع الشَّخصيَّة، والانحرافات المذهبيَّة والطَّائفيَّة". وأردف: "ولم تسلبِ الدِّبلوماسيَّةُ المُرهِقَةُ الشَّاعرَ أحاسيسَه، ففاضت مشاعره وتأمُّلاتُه جداولَ رقراقة مُنسابة من أريحيَّة نقيَّة صافية شفَّافة مُفعَمَة بالحبِّ والنُّبل والإباء والتَّسامح".
ثمَّ تكلَّمَ رئيسُ تحرير صحيفة "اللِّواء"، الأستاذ صلاح سلام، وممَّا قاله في الحَسَن: "حمل لبنانَ في قلبه وعلى عاتقه، مُتنقِّلاً بين عواصم العالم، مُصحِّحًا انطباعًا هنا، وموضِحًا غموضًا والتباسًا هناك. وفي كلِّ هذا، كان الوطنُ هو الهمُّ الأوَّلُ والأخير، إلى أن ألقى بمرساة سفينته أخيرًا في الأمانة العامَّة لوزارة الخارجيَّة اللبنانيَّة". وأنهى سلام مُوجِّها كلامَه إلى المُحتفى به: "ظافر الحَسَن، لقد قدَّمتَ سِفرًا وطنيًّا سوف يقدِّره الوطن لك، آملاً أن تكون "موسوعة الدِّبلوماسيَّة اللبنانيَّة" نموذجًا تقتدي به الأجيالُ الحاليَّة والآتية".
وجاء في كلمة الدُّكتور ميشال كعدي التي ألقاها باسم دار نعمان للثَّقافة ومؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان: "على جبينه صَفيٌ صَلوحٌ ولوحةٌ لم تعرفِ الهدوءَ، وفي مُقلتَيه تموُّجات ظافرٍ تَصَوَّنَ من المعايِب؛ وإذا استقرَّ نظرُك على قامته، رأيتَ إرادةً عريقةً، وشَمخةَ نَهَّاضٍ إلى العَلياء؛ وفي مطلق الأحوال، يُضفي على المُرسَلِ إليه من قلبه وشِعره وأدبه ما يُحيِّرُ الألباب".
وألقى المُحتفى به كلمةً توقَّف فيها عند محطَّاتٍ من سيرته مجهولةٍ حتَّى من أصدقائه المُقرَّبين، وذلك للدَّلالة على مسألتَين على ما عبَّر: صلته بالزَّمان، وصلته بدولة لبنان. والصِّلتان تتقاطعان وتتداخلان، وفي قصَّتهما بعضُ التَّسلية والعبرة على ما قال. وأوضح الحَسَن أنَّ السَّلبيَّات من الدَّولة اللبنانيَّة تجاهه لم تحل يومًا دون عمله، على جميع مستوياته، من أجل لبنان، ولا هي أضعفت مثقال ذرَّةٍ قوَّةَ انتمائه وولائه وتضحياته في سبيل دولة لبنان. وأنهى، بما أنَّ ما يكتبه شعرًا هو الذي يحملُ التَّعبيرَ الأدقَّ والأصدقَ لمكنوناته النَّفسيَّة والفكريَّة، بقراءة قصيدتَين، الأولى عن صلته بالزَّمان، والثَّانية عن صلته بلبنان.
وكانت مداخلةٌ بالمَحكيَّة من الشَّاعر الياس خليل، منها: يا سيِّد الكلمه، يا أكبر من سفير/كرَّمت كلّ النَّاس بالإسم الحَسَن/لمَّا بتخدم شعب لبنان الكبير/بيكون شعبَك ظافر وشُغلَك حَسَن.
وسلَّمَ ناجي نَعمان السَّفيرَ الحَسَن شهادةَ التَّكريم والاستِضافة، فيما قدَّم سلام إلى نعمان مجموعتَه "عشر سنوات.. بين الآمال والآلام" الصَّادرة مؤخِّرًا، بأجزائها الخمسة؛ وانتقلَ الجميعُ إلى نخب المناسبة، وإلى توزيعٍ مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نَعمان للثَّقافة بالمجَّان ودار نَعمان للثَّقافة. كما جالَ الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة مِتري وأنجليك نَعمان الاستِعاديَّة.
هذا، وتميَّزَ اللِّقاءُ بحضور حَشدٍ من رجال الدِّين، من مِثل المونسينيور جورج يغيايان، والأبوين سهيل وقاشا وبيرج سبع؛ والسُّفراء: فخري صاغيَّة، سمير شمَّا، ميشال خوري، سمير حبيقة، يوسف أرسانيوس، سمير مبارك، ميشال بيطار، فريد سماحة، فؤاد عون؛ بالإضافة إلى جمهرةٍ من مُحِبِّي الثَّقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: جان كمَيد، ميشال جحا، ريمون عازار، نبيل بو عبسي، فرنسيس الحدَّاد، جوزف جدعون، سمير خيَّاط، شربل عقل، أديب القسِّيس، إميل كَبا، رياض حلاَّق، موريس نجَّار وعقيلتُه، إقبال الشَّايب غانم، جورج شامي، نزيه شلالا، نلسي جبرايل، جوزيف مسلِّم وعقيلتُه، أمين زغيب، بول غصن، أنيس مسلِّم، الياس زغيب، سامي سلام، أنطوان رعد، جان-كلود جدعون، جوزف مسيحي، سارة وسوسن الشَّامي؛ إلى عقيلة المُحتفى به.