عاد الإبن من رحلة البحث والدراسة ، بشهادة تقدير تعترف له فيها بلاد " برا " بالنبوغ والنباهة وتعده بالمستقبل الوضاء ، حمل الأب الشهادة واصطحب الابن ـ في أول خروج له إلى المسجد ـ لأداء صلاة الجمعة ، وفي نيته أن يفاخر به الأصحاب بعد الصلاة ، قضيت الصلاة وصادف خروجهما من المسجد مرور حشود لا تعد من عمال وطلبة وموظفين يتظاهرون سلميا على غلاء المعيشة وتفشي البطالة وغياب العدالة ، جرفهما الموكب في طريقه فإذا بهما يرددان مايردده المتظاهرون، جرفهما الحماس فسارا في المقدمة ، فجأة طلعت من الجهة المقابلة وجوه مكشرة وعضلات مفتولة وسيوف ومقدات وعصي وسكاكين . بُقرت بطون وكُسرت أضلع وركب ، وسقط الابن أمام أعين الأب مضرجا في دمه . ضمه الاب الى صدره بقوة.. وهمس قي أذنه " جبتي من عند البراني شهادة الحياة لقيت بلادك موجداليك شهادة الموت " حين رفع الأب رأسه اكتشف بان دم ابنه قد امتزج بمداد الشهادة.