على إيقاع طبول فرقة سلاوية شابة ، دأبت على المشاركة في تظاهرات دولية ، وفي جو إحتفالي يذكرنا بأجواء مهرجانات سينمائية عالمية ، حيث مر النجوم المغاربة والعرب والعالميون تباعا على السجاد الأحمر تحت هتاف وتصفيق جمهور سلاوي عاشق للسينما والفن ، إنطلقت مساء أمس الإثنين بفضاء قاعة هوليود الجميلة بحي كريمة فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا ، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق.
ابتدأ الحفل بكلمة لنور الدين لزرق عمدة مدينة سلا، الذي رحب بالحضور من الفنانين المغاربة والأجانب والعرب، مثمنا هذه التظاهرة ، ومؤكدا على مضي جماعة سلا في تحقيق ما التزمت به بخصوص المهرجان، وذلك باقتناء قاعة سينما ملكي ب 50 مليون سنتيم، والتي ستكون تحت تصرف المهرجان إبتداء من الدورة القادمة.
ليعلن مقدما الحفل الإعلاميان محمد عمورة و سناء الزعيم عن انطلاق فقرة التكريمات ، والتي انطلقت بتكريم الباحث والناقد السينمائي المرحوم محمد الدهان ، الذي كان أحد المشاركين المهمين في المهرجان ، طيلة دوراته السابقة، وذلك يتسيير وإدارة ندوات نقاش الأفلام الصباحية به، وقد عرضت بالمناسبة لقطات عن أنشطة و ندوات شارك فيها ، ليلقي بعد ذلك الناقد والقاص محمد اشويكة شهادة في حقه.
وكان ثاني المكرمين ، الناقد والصحفي السينمائي المصري أشرف بيومي ، الذي وافته المنية منذ أشهر معدودات أثناء حضوره لفعاليات مهرجان مرتيل السينمائي، والذي عُرف في الوسط السينمائي المغربي كونه عاشقا كبيرا للسينما المغربية، وقد إرتجل في حقه بالمناسبة الناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي كلمة مؤثرة ، مما جاء فيها أن بيومي قد وصل به حبه للمغرب كونه روج لسينماه بالعديد من المواقع الإلكترونية التي كان يتعامل معها أو يشرف عليها، وأنه كان سفيرا للسينما المغربية بمصر وسفيرا للسينما المصرية بالمغرب، وكان صلة وصل بين الفنانين المصريين والمهرجانات السينمائية المغربية، وختم المسناوي كلمته قائلا أن عشق أشرف بيومي للمغرب وصل به إلى درجة أن دُفن بترابه…
ومن تكريم الراحلين، تم الانتقال لتكريم الفنانة المصرية آثار الحكيم ، التي ألقت في حقها الإعلامية المغربية صباح بن داوود كلمة سردت فيها مسار هذه الممثلة المتميزة وصاحبة المسار الزاخر بالأعمال السينمائية والتلفزيونية المهمة والتي اشتغلت فيها مع مخرجين متميزين أمثال عاطف الطيب وداوود عبد السيد سينمائيا ، وإسماعيل عبد الحافظ وإنعام محمد علي تلفزيونيا في أفلام ك"الحب فوق هضبة الهرم" و "طائر على الطريق" و "البحث عن سيد مرزوق" و "النمر والأنثى"، ومسلسلات تلفزيونية ك "ليالي الحلمية" و "الحب وأشياء أخرى" و"زيزينيا" و "أبنائي الأعزاء شكرا"…وختمت صباح بن داوود كلمتها قائلة أن أسبابا كثيرة جعلت آثار الحكيم تعتزل الفن أهمها تردي مستوى الأعمال الفنية السينمائية والتلفزيونية، وصعوبة إيجاد عمل في مستوى تلك الأعمال الخالدة التي شاركت فيها .
أما آثار الحكيم فقد تطرقت في معرض تدخلها إلى فترة حكم الإخوان والتي كرمت خلالها في أحد المهرجانات السينمائية المصرية لكنها لم تكن سعيدة بذلك التكريم كونه جاء في أوج هجمة مُمنهجة على الثقافة والفن المصريين بحيث كُسر تمثال طه حسين وغُطي تمثال أم كلثوم وتمت المنادات بتغطية أهرامات وتماثيل مصر العظيمة بالشمع..لكنها استدركت قائلة أنها سعيدة بهذا التكريم الذي خصصه لها مهرجان سلا لفيلم المرأة.
وكانت الفقرة ما قبل الأخيرة في حفل افتتاح الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا هي التي تم خلالها تقديم لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية والمكونة من المخرجة والموضبة التشيلية فاليريا سارميينطو كرئيسة، وعضوية كل من الممثلة المغربية سناء عكرود والممثلة المصرية داليا البحيري والممثلة الألمانية أنيت كولب والصحفية والناقدة السينمائية البولندية مارزينا موسكال والممثلة والمخرجة الفرنسية أنا موكلاليس والمخرجة والمنتجة البوركينابية أبولين طراوري.
وفي الأخير تم تكريم المخرجة المغربية فريدة بورقية بعرض فيلمها الجديد "زينب ، زهرة أغمات"، والذي سبقه إلقاء كلمة للمخرجة وتقديم الفريقين الفني والتقني لفيلمها ، الذي يشارك بدوره في المسابقة الرسمية للمهرجان.
صبيحة اليوم الثلاثاء 24 شتنبر 2013 ، شهدت ندوة قٌدم خلالها كتابان هما رواية "شاما بلانكا" للكاتبة المغربية سونيا التراب، والرواية الأوتو بيوغرافية "النيل الأزرق" عن حياة ومسار عبد القوي عصمان محمد مصطفى عبد الحي المغربي،الرئيس السابق للسودان ذو الأصول المغربية، وقدمتها إبنته الكاتبة أنيت عصمان محمد المغربي . وقدم اللقاء وسيره الناقد والصحفي حسن نرايس . وتلت ذلك، ندوة صحفية مع الفنانة آثار الحكيم عبرت فيها عن آرائها السياسية وتحدثت خلالها عن مسارها الفني المتميز .