مُـتـمـردات-سيناريو: مُـعـاد مُـحـال-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
سينما

مُـتـمـردات

  مُـعـاد مُـحـال    

1.    داخلي – غرفة سارة – نهار

سيمفونية Swan Lake Waltz لتشايكوفسكي تملأ أرجاء الغرفة، سارة (18) شعرها أسود طويل وناعم يتهدل على كتفيها ترقص على إيقاع الموسيقى بمهارة واحترافية. فجأة نسمع صوت قفل الباب ينبعث من خارج الغرفة فتسرع وتقوم بإخراج قرص الموسيقى من الجهاز وتضع بدله قرصا آخر يحتوي على درس ديني وتخبئ قرص الموسيقى تحت السرير، تجمع شعرها وتضع الحجاب على رأسها. ينفتح باب الغرفة فيظهر حسن (35) ملتح وعلى جبهته زبيبة صلاة، يوجه لها نظرة نارية تُربكها، ثم يزداد غضبه حينما يرى النافذة مفتوحة فيتجه نحوها مسرعا لإغلاقها...

حسن
(في لهجة حادة)
شحال من مرة قلت ليك هاد الشرجم يبقا
مسدود، ممنوع يتحل.

سارة
فيا الصهد.

حسن
باراكاي من الفشوش، نعاود نلقاه
مفتوح غادي نرميك منو، سمعتي ؟

يخرج ويصعق الباب وراءه. تنهض سارة وتتجول في الغرفة في ملل.

سارة v.off
سميتي سارة..عمري 18 عام، وهذا خويا حسن،
 من بعد الموت ديال البا الله يرحمو هو اللي ولا ولي
الأمر ديالي،  ملي وصلت نالأولى بكالوريا خرجني من
القراية من بعد ما ساق الخبار باللي منخرطة فواحد
النادي ديال الرقص والمسرح فالليسي، قالك آ سيدي
خايف عليا نتفلس، ومن ديك الساعة وهو حابسني فهاد
البيت، حاسا براسي بحال ماعايشاش فهاد الدنيا
لدرجة أني تخليت على كاع الأحلام دياولي، واخا مرة
مرة كاتراودني فكرة الهرب.

تتجه نحو النافذة وهي تطل إلى الخارج عبر إحدى ثقوبها بعين واحدة

سارة v.off
وليت كانشوف الدنيا غير من هاد
الثقيبات هادو...

2.    خارجي – حي شعبي – نهار

من وجهة نظر سارة V.O.P
زاوية اختيار لفرن الحي

سارة O/S
هذا فران عمي ادريس، إنسان درويش
مديها غير فخدمتو وماسوقو فحد ..

زينب (17) تخرج من الفرن وهي تحمل بعض الكتب

سارة O/S
هادي بنتو زينب، هاد العام غاتشد
الباك، سعداتها لقات اللي يخليها تكمل
قرايتها...

من وجهة نظر سارة V.O.P
نافذة الشقة المقابلة لنافذة غرفة سارة مفتوحة، تظهر زبيدة (40) وهي تدخل الشقة رفقة رجل في الأربعين، تتقدم وتغلق النافذة ...

سارة O/S
هادي زبيدة، السلكوطة د الحومة، كاتجيب الرجال
للدار، كل نها رجل فشكل، عندا واحد البنت تكون
قدي ولا كبار مني، سيمتها يسرا، كيقولوا جات عن
طريق علاقة غير شرعية وماشي بعيد، ولكن ماطلعاتش
كاتشباه لأمها، ومع ذلك الناس د الحومة كيشوفوا
شوفة ناقصة...

من وجهة نظر سارة V.O.P
زاوية اختيار تتابع المختار (55) ضخم الجثة ومنتفخ البطن، يحمل التسبيح في يده ويسير بخطوات بطيئة وهو يلقي التحية على المارة وأصحاب المحلات الذين ينحنون له في احترام، ويداعب الأطفال...

سار ة O/S
هذا الحاج المختار، تاجر معروف، عندو
بزاف د الحوانت، ومعروف عليه كيساعد
الفقراء خصوصا فالعواشر وفالعيد

من وجهة نظر سارة V.O.P
المختار يقصد الفرن ويدخل إليه ...

سارة O/S
هاد الأيامات بديت كانلاحظو كيجي بزاف عند
عمي ادريس، شي حاجة تما ...

3.    داخلي – فرن ادريس – نهار

يدخل المختار الفرن فيجد ادريس (55) نحيل الجسم، منهمكا في تلبية طلبات الزبائن ...

المختار
السلام عليكم..

ويتخذ لنفسه مكانا على كرسي يجلس عليه ...

أحد الزبائن
وعليكم السلام آ السي المختار ..
 
ادريس
وعليكم السلام

عندما يخلو المحل من الزبائن، ينتقل ادريس من مكانه ويجلس قبالة المختار

المختار
(في شوق)
إيوا الله يسمعنا خبار الخير ..


ادريس
(يخفض رأسه في احترام)
آش غادي نقولك آ السي المختار، رجل فالمقام ديالك
يشرف أي أسرة تناسب معاه، إنسان فاضل وكايعرف الله
وكيساعد الفقراء، فين ماكان شي محتاج ولا شي جيعان
إلا وطعمتيه وكسيتيه، أو بالزايد عاد

المختار
(يتظاهر بالخجل)
أستغفر الله العظيم

ادريس
وحتى أنا السي المختار العيد اللي فات كان الغلا
فالسوق وديك البركة اللي كانت عندي ماكانت كافية
باش نشري خروف العيد، وماكنتيش انت عاونتيني كاع
ماكنت نفرح موالين الدار

المختار
(يتظاهر بالخجل)
أستغفر الله العظيم آ السي ادريس، آش هاد الهدرة !
" ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع بجنبه وهو يعلم"

ثم ترتسم على ملامحه ابتسامة شوق وهو يضيف

المختار
وزيدون واش أنا جيت باش نهدر
على هاد الشي !

ادريس
(مرتبك)
وا الصراحة مانخبيش عليك، عرضنا الأمر
 على البنت وراها ماوافقاتش،

يبدو الانزعاج على ملامح المختار لكنه يحتفظ بهدوئه

المختار
والأم ديالها شنو قالت ؟


ادريس
الأم ديالها اللي قالت البنت
هي معاها.

المختار يطيل النظر إلى ادريس

المختار
وانت السي ادريس شنو قلتي ؟

ادريس
هذا نهار السعد اللي غادي نتناسب
فيه مع السي المختار

المختار
إيوا السي ادريس ما دام انت راض
على الزواج، والبنت كيف عارف مازال
صغيرة وماعارفاش مصلحتها، من المفروض
انت اللي توجهها، وتوريلها مصلحتها.

ادريس
معلوم آ السي المختار، ولكن فأمور
بحال هادي مانقدرش نبزز عليها شي
حاجة اللي هي رافضاها، وحتى الرسول الكريم
تكلم فهاد المسألة وقال: " لا تنكح
الثيب  حتى تستأمر ولا تنكح البكر
حتى تستأذن "

المختار يرمق ادريس بنظرة غير مريحة

المختار
(في برود)
آش كاين آ السي ادريس ياك ما
وليتي كاتعرف الله اكثر مني !



ادريس
(مُعتذرا)
حاشا آ السي المختار حاشا..
المختار ينهض من مقعده ويغادر وهو يتمتم منزعجا ...

المختار
(متمتما)
لا حول ولا قوة إلا بالله..

4.    خارجي – الحي – نهار

المختار يخرج من فرن ادريس في غضب و بخطوات سريعة فيقابل يسرا (21) ويواصل طريقه.
زاوية اختيار تتابع يسرا وهي تسير في الحي، وتتعرض للمضايقات اللفظية من طرف شباب ومراهقي الحي ...

شاب 1 O/S
كيف داير السوق اليوم ؟

شاب 2 O/S
ماكاديروش التخفيضات ن الشباب
اللي مافحالهومش ؟

يطلقون ضحكات عالية. وهي تتابع سيرها متجاهلة إياهم.

5.    داخلي – منزل زبيدة – ليل

موسيقى شرقية تملأ أرجاء الشقة، يسرا جالسة أمام التلفاز، نسمع جرس الباب فتظهر زبيدة وقد تزينت وارتدت فستانا مثيرا يُبرز مفاتنها، تلقي نظرة أخيرة على المرآة ثم تتجه نحو الباب، تفتحه فيظهر رجل في الخمسين وهو يبتسم في شوق ويفتح ذراعيه ...

الرجل
عُمري

زبيدة
(تبتسم في غنج وبلهجة شرقية)
يا نور عيني ...

الرجل
توحشتك
زبيدة
وانا كمان يا حياتي ...

وتُطلق ضحكة غنج عالية، يسرا ترمقها في امتعاض، الرجل يتجاوز عتبة الباب ويغلق الباب خلفه..

زبيدة
فينا هوا الكادو اللي واعدتيني بيه ؟

يدخل يده في جيب معطفه ويُخرج منه علبة مجوهرات

الرجل
انت غير آمري يا ملكتي وأنا خادمك المطيع،
 كنوز الدنيا كلها مايغلاوش عليك.

يفتح العلبة فيظهر عقد ثمين، زبيدة تفتح عيناها من الذهول، تستدير نحو المرآة، ويقوم هو بوضع العقد حول رقبتها، تستدير نحوه وتطبع قبلة على خده تزيد من حماسته ...

الرجل
شنو موجدي لينا هاد الليلة ..

تفسح له الطريق داعية إياه للدخول ...

زبيدة
زيد بعدا زيد..غادي دوز واحد الليلة عمرك
ماتنساها ...

الرجل يطلق ضحكة عالية وهو يتقدم إلى وسط المنزل نحو يسرا

الرجل
(يتجه نحو يسرا)
الليالي معاك عمرهم ماكيتنساو آ حبي ..

يسرا تنهض من مكانه وتتجه نحو غرفتها وتصعق الباب وراءها.

6.    داخلي – غرفة يسرا – ليل

يسرا مستلقية على فراشها والقلق والحزن باديان عليها. من خارج الغرفة تتعالى ضحكات زبيدة وضيفها.

7.    داخلي – غرفة سارة – ليل

سارة مستلقية على سريرها تقرأ رواية، وتسمع الموسيقى. فجأة تسمع صوت الباب الخارجي ينفتح فتقوم بسرعة وتطفئ جهاز الموسيقى وتُخبئ الرواية ...

أم سارة O/S
سارة... العشاء واجد.

8.    داخلي – منزل سارة – ليل

سارة، حسن والأم جالسون حول المائدة يتناولون الطعام. والصمت يسود المكان. خلال تناول الطعام حسن يرمق سارة بنظرات غير مريحة، حينما تلتقي أعينهما تخفض هي عينيها في ارتباك.

حسن
(بلهجة باردة)
كانضن راكي كبرتي وجا الوقت باش تزوجي
بشي ولد الحلال اللي يرعاك ويصونك ويحافظ
عليك...

سارة والأم لا تتكلمان وتكتفيان بالإصغاء...

حسن
(بنفس البرود)
أنا لقيتهو ليك، ولكن كيفما عارفين راني
 مسافر غدا نالبلاد ماعارفش شحال نقدر نبقا
نقدر نطول، ولكن غير نرجع نصاوبلك أمورك باش

9.    داخلي – غرفة سارة – صباح

سارة تقوم بفتح نافذة الغرفة، حينما تفتحها يداعب الريح شعرها فتطلق تنهيدة ارتياح عميقة والسعادة تشع من عينيها، تتجه نحو السرير تسحب شريطا وتشغله فتنبعث موسيقى ، ثم تتجه نحو المرآة وتشرع في وضع الماكياج على وجهها، أحمر الشفاه وطلاء الأظافر، ثم تنهض لترقص في سعادة غامرة ..

سارة v.off
(وهي ترقص)
ملي هدر ليا على الزواج خفت، ولكن قررت
مانفكرش فهاد الموضوع دابا، مانخليهش يفسد
عليا هاد اللحظات الجميلة اللي غادي نعيشها
وهو مسافر...

وتواصل الرقص.

10.    داخلي – محل سيراميكا– نهار

صناديق تحتوي على مواد غذائية مصطفة على الأرض، المختار يتفقدها ويشرف عليها، ومساعده يسير معه وهو يعطيه أسماء مستحقيها، وخلفهما يسير شاب في منتصف العشرينات

مساعده
(يشير إلى الصناديق)
هادا ديال لالة ميمونة، وهذا ديال
السي عبد القادر

المختار يهز رأسه موافقا

مساعده
(يشير إلى صندوق آخر)
هذا ديال أسية الشاونية، سمح فيها الراجل
مسكينة وبقات هي وثلاثة ديال الولاد مالاقيين
اللي يكون بيهم
المختار
(متأسفا)
لا حول ولا قوة إلا بالله

مساعده
وهذا ديال حميد المعلم ديال الصباغة
المختار
آه سمعت دار كسيدة، كيف بقا ؟

مساعده
راه مشا ليه الرجل الليمين آ السي الحاج وماغاديش
يبقا يقدر يخدم مسكين وفرقبتو مرا وجوج اولاد.

يطلق تنهيدة أسى وهو يرفع حاجبيه

المختار
لا حول ولا قوة إلا بالله..المهم وصل ليهم هاد
الشي وكل واحد عطيه 500 درهم،

المختار
(مخاطبا الشاب)
آجي معايا انت آجي

المختار يتجه نحو مكتبه ويتبعه الشاب

11.    داخلي – المحل / مكتب المختار – نهار

يدخل المختار ويجلس على كرسي المكتب وهو يدعو الشاب بإشارة منه ليجلس على الكرسي المقابل له

المختار
(مازحا)
تبارك الله على السي ياسين..تبارك
الله على العريس ديالنا

المختار
(ترتسم على ملامح بعض الجدية)
آمدرا ياك لاباس ؟ فاش قصدتيني ؟
الشاب يظل صامتا خافض العينين للحظات، فجأة ينهار باكيا وهو يلطم خديه وفخذيه كالنساء ويملأ أرجاء المكتب عويلا ...

الشاب
(صوت باك)
الله يا سيدي ربي آش هاد الحصلة،
الحصلة اللي درت راسي فيها، كنت
عايش هاني ومرتاح آش داني لشي
زواج..آش داني لشي زواج !

المختار يبدو عليه عدم الارتياح وهو ينهض من على كرسه بخطوات سريعة ويتجه نحو الباب ليغلقها ثم يعود

المختار
(بصرامة)
سكوت باراكا ماديرليا بحال العيالات
واتّا ترجل شوية

الشاب يهدأ تدريجيا وهو يمسح دموعه

المختار
يالاه دابا عاود ليا آشنو
واقع ليك وغير بشوية عليك

الشاب
تقهرت..تقهرت آ السي المختار

ثم يغطي وجهه بكفيه وينحني وهو يدخل في نوبة بكاء أخرى، يبدو الاستياء على وجه المختار وهو ينفخ في غيض.
ثم يهدأ تدريجيا ليكمل كلامه

الشاب
ياك دابا انت عارفني على قد  الحال، والخدمة  ديالي ماكنصورش من موراها بزاف د الفلوس، واحد النسيبة
 لهلا يوريك الناس  بحالها آ سيدي  الحاج،  ديما  كاتجي
عندنا  للدار تاتعاير فيا  وكاتعطيني  فالهدرة باش
 نفرش الدار مزيان  وكاتقولي  أنا ماعاطياكش غنمة
باش  تعيش فهاد الزريبة، وحتى  بيت  النعاس اللي
 عطاتو لينا ملي تزوجنا  ندمات  عليه وسلطات
 عليا المرا  كاتقولي رد لماما البيت ديالها وشري ليا
 بيت نعاس جديد باش نحس براسي عندي قيمة، وزادت كملاتها
ولات كاطب علينا على غفلة فالساعة ديال الغذا
باش تشوفنا  شنو  كانطيبو أو واحد النهار وملي لقات  العدس والبيصار سخفات ليا تما، ملي ولينا كانديرو
ماكلة زوينة غرفتها بالكريديات عند الجزار ومول الحانوت
حتى  وليت  كانبدل عليهم الطريق. وخويا اللي كان سلف
ليا 5000 درهم باش ندير العرس دابا دايرلي القوق
فالراس باغي فلوسو. ومول الدار كل نهار تايصبح علينا
باغي فلوس الكرا. والوالدة ديالي مابقاتش كاتجي عندي
ولا كاتهدر معايا حيت مابقيتش كانعطيها فلوس المصروف ...
 
الشاب
(ينهار باكيا)
وانا منين غادي يجيوني ؟.. منين ؟

المختار يطلق تنهيدة عميقة وهو يشرد بذهنه

المختار
(يرفع حاجبيه في برود)
الصراحة بقيتي فيا..ولكن ماعرفتش علاش جاي
عندي ! آ شنو المطلوب مني أنا دابا ؟

الشاب يستغرب

الشاب
(في توسل)
الله يا سيدي الحاج، الناس قالوا ليا كادير
الخير، وكاتوقف مع المحتاجين، واللي عطاتهوم
الدنيا بالظهر

المختار
ها انت قلتيها بفمك آ السي ياسين، اللي
عطاتهوم الدنيا بالظهر ماشي اللي عطاوها
بالظهر..وكيف ما قلت كنت هاني ومرتاح مع
راسك، ملي انت ماشي قد الزواج أش داك ليه ؟

الشاب
نكمل ديني آ سيدي الحاج

المختار
وانت ماتقدرش تكمل دينك فجهة ودير تحراميات
فجهة أخرى...تولي كاتهرب من الجزار ومول الحانوت
وتعذب مول الدار تدي وتجيب فيه، وخوك مسكين ديك
الفلوس اللي مسلفك غادي يكون شقا وتعب عليهم،
والأم ديالك مسكينة من بعدما كبراتك حتى وليتي راجل
تسمح فيها وتمشي تزوج، والنسيبة ديالك كيبان ليا
عندها الحق ، حتى هي من حقها تشوف بنتها عايشة
العيشة اللي تليق بيها...

الشاب
(باكيا)
وانا كرهت ؟ غير خرجني من هاد الحصلة
آ سيدي الحاج، أنا فعارك

المختار
(يفكر)
فهمتي شغادير ؟ كاتعرف ديك المثل اللي تايقول
اللي دارها بيديه يفكها...

الشاب
بسنيه، عارف.. عارف آ سيدي الحاج

المختار
(في قسوة باردة)
إيوا سير فكها بسنيك وخليني نخدم

الشاب ينهض وهو محبط ويتجه خارجا

المختار
(يعقب في سخرية)
يا ودي على ولاد اليوم..غير آجي وتزوج

12.    داخلي – قاعة درس – نهار

الأستاذ يقوم بإملاء الدرس على التلاميذ المنهمكين في تدوين ما يمليه عليهم .
زاوية اختيار لزينب وهي شاردة الذهن ولا تكتب.
زاوية اختيار أخرى لصديقتها فاطمة (18) تجلس جانبها تلاحظ شرودها، ما يسبب لها الحيرة.

13.    خارجي – أمام باب الثانوية – نهار

زينب وفاطمة تسيران مبتعدتين عن باب المؤسسة ...
فاطمة
زينب، مالكي كاتباني ليا ماشي هاديك
هاد الأيامات..ياك لاباس ؟

زينب
(تحاول التظاهر بالتصرف على طبيعتها)
أنا ؟..لا عادي ...

فاطمة
إيوا ماكاتبانيش عادي، إذا مابغيتيش تعاودي
ليا انت تعرفي آ صاحبتي...

تواصلان السير دون أن تتبادلا أي كلمة، فجأة تنطق زينب

زينب
كاتعرفي الحاج المختار ؟


فاطمة
وشكون اللي ماكيعرفوش ..
مالو ؟

زينب
باغي يتزوج بيا ...

فاطمة
(تطلق ضحكة عالية)
مالو هاداك واش تسطا ولا مالو، راه عندو ثلاثة
د العيالات آش باقي عاد خصو، وزيدون الفارق
د السن...راه كبير على الباك.

زينب
تاضحكي يا فاطمة، وْ أنا من نهار سمعت أنو بغا
يتزوجني ماحسيت بالهنا ولا بالراحة..

فاطمة
إيو قولي ليه لا والله يعاونا ويعاونك، علاش  مصدعا
راسك ؟ ياك ما فالدار باغيين يزوجوك ليه ؟

زينب
(تهز رأسها نفيا)
لا ماشي على ماما وبابا، المشكلة أنه راجل
قوي ومشي كلمتو على ناس الحومة، كانخاف غير
يبقا فيه الرفض ويحاول يآذينا، وحنا ماشي
ديال الصداع.

فاطمة
وايلي حتى انتي شحال كاتكبري الموضوع،
وزيدون راه تاجر معروف وكيدير الخير
مايقدرش يغامر بالسمعة ديالو فالحومة

14.    داخلي – منزل ادريس – ليل

أثاث المنزل متواضع، ادريس يصلي، زينب تراجع دروسها، و أمها (40) تتقدم وهي تحمل الطعام وتضعه على المائدة ..

الأم
مزيان تبارك الله، بنتي الوحيدة تزوج براجل زايد
عليها بثلاثين عام وعاد يشاركوها فيه ثلاثة ديال
النسا، والله بيها لا حْلم. دابا تْقراي وتشدي الشهادة
ديالك وتولي همة وشان، وديك الساعة ألف راجل
يتمناك..غُزلان وباقيين صغار...


ادريس
ماتنايش الخير آ هاد المرا، وعاد الراجل
مادار عيب ..

الأم
خيرو على العين والراس، مانكرناهش، ولكن
إذا كان المقابل نعطيه بنتي بلاش منو

15.    داخلي – مصبنة – نهار

يسرا تعمل في المصبنة. يدخل رجل في الأربعينات يسلم لها ملابسه حينها يتعمد لمس أناملها وهو يبتسم ويرمقها بنظرات ذات معنى، تكتب له الإيصال وهي تتحاشى النظر إلى وجهه، حينما تسلمه الإيصال يتعمد لمس أناملها مرة أخرى دون أن يتوقف عن الابتسام ثم ينصرف.
يظهر رئيسها في العمل وهو رجل في الخمسينات يتقدم نحوها يتعمد لمس ذراعها وهو يخاطبها

رئيسها
يسرا، الله يرضي عليك سيري سربي دوك التكاشط
هوما اللولين حيت موالينهم وصاوني عليهم
يدوزوا موراهم ليوم، وديري فحسابك غادي
نتعطلوا اليوم حيت عندنا الخدمة البزاف،
كلشي زربان و خصو حوايجو يوجدوليه...

تنصرف للقيام بعملها وهي تنفخ في غيض والاستياء باد عليها.

16.    خارجي – موقف سيارات الأجرة – ليل

سيارات الأجرة تصطف في الموقف، والناس منتشرون في كل مكان.
زاوية اختيار ليسرى وهي تقترب من إحدى السيارات لتسأل سائقها ...

يسرا
حي السعادة ؟

السائق
15 درهم

يسرا
(في استغراب)
15 درهم ! حنا كانركبو غير ب 4 الدراهم

السائق
وا الليل هذا آ اختي

يسرى تتفقد محفظتها،

يسرا
8 دراهم هي اللي عندي

السائق
(يتظاهر بالأسف)
مامسلكانيش

يسرا
الله يرحم الوالدين

السائق
والله مامسلكاني ...

تنفخ في استياء وهي تتراجع عنه، وتتجول في الموقف في حيرة ولا تدري ماذا تفعل. تتوقف أمامها سيارة، تتجاهل صاحبها

صاحب السيارة
يسرا ؟ غادا ن الحومة ؟ طلعي نوصلك

يسرا
لا شكرا، غانشوف الطاكسي

صاحب السيارة
ماغاديش تلقاي الطرونسبور فهاد الساعة،
هنا غاتبقاي

يسرا تفكر

صاحب السيارة
واش ماكاتيقيش فيا ؟ أنا جاركم،
طلعي الله يهديك

يسرا تلتفت يمينا ويسارا ثم تصعد في المقعد الخلفي.

17.    خارجي – طريق نائي – ليل

السيارة تسير في طريق نائي .

18.    داخلي – داخل السيارة – ليل

يبدو القلق والخوف على ملامح يسرا. صاحب السيارة يراقب وجهها عبر المرآة الأمامية..

صاحب السيارة
ياك ما خفتي ؟ أنا ديما تاندوز من هاد الطريق
باش نوصل دغيا، انت عارفة الزحام اللي
فالطريق الأخرى، خصوصا فهاد الوقت، إذا
دزنا منها غادي نوصلو حتى للصباح ..

ويضحك. فجأة يتوقف ويخرج من السيارة مسرعا.

19.    خارجي – طريق نائية – ليل

صاحب السيارة يتجه بخطوات سريعة نحو حافة الطريق، يفك حزام سرواله ويشرع في التبول وهو يصفر في نغم.
يسرا ترمقه في غيض ثم تدير وجهها عنه.
ينتهي ويرجع نحو السيارة، وبحركة مباغتة يقوم بفتح الباب الخلفي للسيارة، يُسرا تُصاب بالذعر وهي تتراجع إلى الخلف في خوف، يدخل هو ويغلق الباب ويشرع في نزع قميصه، وهي تصرخ وتستنجد، تحاول مد يدها نحو مقبض الباب الآخر للسيارة لكنه يمسك به ويمنعها، فتواصل صراخها، فيضع يده على فمها. كف يسرا يلتصق بالزجاج للاستنجاد، والسيارة تهتز بفعل حركاته القوية، فيما صوت بكاء يسرا وصراخها وتوسلاتها يرتفع.. ترتفع اللقطة فيصبح المنظر عاما المكان خال من المارة والسيارات وصوت يسرا متواصل.

20.    خارجي – الحي – نهار

صوت موسيقى شرقية صاخبة يملأ أرجاء الحي. تقترب اللقطة من نافذة غرفة سارة فيزداد ارتفاع صوت الموسيقى.

21.    داخلي – غرفة سارة – نهار

صوت الموسيقى صاخب ومرتفع جدا
لقطة قريبة ليد تقوم بوضع سوار حول كاحل الساق، تتراجع اللقطة فتظهر سارة وهي تتجه نحو وسط الغرفة، تداعب شعرها، ثم تقذف بنعلي رجليها بعيدا، فتتدحرج فردتاه تباعا على الأرض إلى ركن الغرفة.



Inter cut
22.    داخلي – منزل سارة/الباب الخارجي للمنزل – نهار

الموسيقى مستمرة، أحدهم يقوم بفتح الباب الخارجي للمنزل من الخارج.

Inter cut
23.    داخلي – غرفة سارة –نهار

سارة تواصل الرقص حيث تنزل على ركبتيها وترفع ذراعيها.

Inter cut
24.    داخلي – منزل سارة / مصعد الأرجل - نهار

من وجهة نظر الشخص الذي فتح الباب وهو يصعد إلى الأعلى.

Inter cut
25.    داخلي – غرفة سارة – نهار

سارة تنهض ببطء وهي تهز وسطها وترج ثدييها.

Inter cut
26.    داخلي – أمام باب غرفة سارة – نهار

من وجهة نظر نفس الشخص وهو يقترب من غرفة سارة.

Inter cut
27.    داخلي – غرفة سارة – نهار

سارة تمد ذراعيها تجاه الباب وكأنها تتأهب لاحتضان شخص ما، تتقدم وتتأخر بصدرها وهي واقفة في مكانها.
فجأة، ينفتح الباب ويظهر حسن بنظراته الغاضبة والساخطة، تسمع صوت خفقان قلبها، تجحظ عيناها وتُصاب بالذعر والهلع وهي تتراجع إلى الوراء وترتعش بفعل الخوف، يتقدم نحوها وهي تحاول أن تقول شيئا لكنها لا تستطيع من شدة الرعب، يصل إليها ويصفعها فتطلق صرخة وتسقط على السرير، ثم يشرع في ضربها في كل مكان في جسدها وهي تواصل الصراخ والبكاء والاستنجاد،  ثم يسحبها من شعرها ويدفعها بعيدا فترتطم بالباب وهو يواصل ضربه.

28.    داخلي – فرن ادريس – نهار

ادريس منهمك في ترتيب الخبز، أمام الباب يظهر ثلاث رجال

الرجل 1
السلام عليكم

ادريس
وعليكم السلام ورحمة الله

الرجل 1
السي ادريس بغينا نهدروا معاك واحد
خمسة الدقايق اذا كان ممكن..

ادريس يتوقف عن عمله ..

ادريس
آه، مرحبا، تفضلوا

الرجال يدخلون، ادريس يحضر لهم الكراسي يجلسون، ثم يجلس هو
ادريس
(في فضول)
ياك لا باس ؟

الرجل 1
السي ادريس، لولا أننا عارفينك رجل طيب
وفاضل ومديها غير فخدمتك وماعندك غرض
فحد..كاع ماكنا نجيو عندك ..

تبدأ علامات عدم الفهم تظهر على ملامح ادريس

الرجل 2
على هاد الشي ماهناناش خاطرنا نسمعوا
الناس كاتهدر فيك وكاتشفى ونبقاو ساكتين

تزداد علامات عدم الفهم على ملامح ادريس

الرجل 1
(يتظاهر بالتأسف)
كادور عليك شي هدرة  فالحومة،
ماكاتعجبش.

ادريس
(في قلق)
هدرة ؟ آشمن هدرة ؟

الرجل 1
(مُهدئا)
غير تهدن..ماتقلقش.

ادريس
فهّْموني آش كاين !

الرجل 2
شي ناس من الحومة شافو بنتك زينب كاتمشي مع
واحد الشاب، وانت عارف الاخبار بحال هادو
كيف كينتاشرو بحال العافية فالتبن.


الرجل 2
(يتظاهر بالتردد)
ودابا كيقولوا عليك ...

يتبادلون النظر فيما بينهم ...

الرجل 1
(يُكمل)
كيقولوا ماعندك شخصية، وماعندك حكام
على مراتك وابنتك، وهوما اللي مشيين
كلمتهم عليك ..

ادريس يُصاب الدهشة ..

ادريس
بنتي أنا ؟ مايمكنش

الرجل 1
وعلاش مايمكنش ؟ بنات اليوم كلهم إذا لقاو الفرصة
 ومالقاوش اللي يحكمهم واللي مايديرش عليهم الدخول
والخروج بالحساب  كيديروا هاد الشي

ادريس
(مستنكرا)
إذا كانت كاتمشي مع شي حد كنا غادي نعرفوا،
ماعمرها ماخبات علينا شي حاجة أنا وامها.

الرجل 1
الله يهديك آ السي ادريس..واش باقي نية حتى
لهاد الدرجة.

الرجل 2
وماشي بعيد تكون امها عارفة ومخبيين عليك،
راه النسا هادو ومايجي من ريوسهوم.

ادريس يضع يده على رأسه في حزن شديد



الرجل 1
عارفين هاد الهدرة قاسحة عليك، ولكن
أما حْسن ؟ تعرف الحقيقة ماحدا باقا طرية
ولا تبقا عايش فدار غفلون يتشفى فيك
اللي يسوا واللي مايسواش ؟

الرجل 2
وحق الله العظيم إذا ماكناش كانعزوك مانجيو عندك ونديروا
معاك هاد الشي، أنا الصراحة قلبي تايضرني ملي تانسمع
  ادريس تاتحكمو مرتو ..

ادريس
آش ندير يا سيدي ربي..آش نديري..

الرجل 2
دير كيفما قال سيد الخلق صلى الله عليه
وسلم ..

الرجلان الآخران
(بصوت مسموع)
وعليه أفضل الصلاة والسلام

الرجل 2
(يتابع)
"علقوا السواط حيث يراه أهل البيت، فإنه
 أدب لهم"..أدبها وحْكم عليها السيطرة ديالك،
وكون حْرش، وماتبقاش هاكدا درويش وحاني
داك الراس وماعارف شكايدور حداك...

الرجل 1
وإذا ماقديتيش عليها، زوجها وارتاح، ياك
كبيرة تبارك الله، واش كاتسنا، راه بالزواج
على بكري باش غادي تنقذها، قبل مايفوت
الفوت ويديرولها شي حاجة ولاد الحرام،
وراهوم كتار، وداك الساعة ماغتلقا فين
دير وجهك آ السي ادريس.

ادريس يشرد ببصره بعيدا

الرجل 1 O/S
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد، نخليوك تكمل
 على خدمتك وثق بيا الزواج هو اللي كيحفظ
البنات من هاد المعاصي ..

29.    داخلي – منزل ادريس – ليل

أم زينب جالسة أمام التلفاز، ادريس يؤدي صلاته.
حينما ينتهي من الصلاة ينفتح باب المنزل وتدخل زينب وتتجه نحو الداخل.

ادريس
(يستدركها في لهجة حادة)
آجي انتي فين كنت ؟

زينب تتوقف وتنظر إليه في عدم فهم...

ادريس
(يصرخ في غضب)
شحال هادي فالساعة، الثمنية ونص
علاش شمن ساعة كاتخرجي من المدرسة ؟

زينب
(مرتبكة)
ياك عارفني كانبقا مع صاحبتي
فاطمة

يبدو على الأم عدم الفهم هي الأخرى

ادريس
عارفك ؟ كيفاش عارفك ؟ علاش
شكون قاليا باللي بقيتي مع
صاحبتك فاطمة ؟

زينب
ويلي آبابا أنا ديما كانبقا
معاها كانراجعوا.


ادريس
(فبصوت غاضب)
غادي تقولوليا مع من كنت ولا قسما
بالله حتى نهرسليك الضلوع

زينب تُصاب بالذعر... تتقدم الأم منهما

الأم
آش كاين ؟ آش واقع ؟

ادريس
(للأم)
آش واقع ؟ أنا اللي خصني نعرف
آش واقع فهاد الدار مورا ظهري

الأم
آش هاد كاتقول آ ادرس نعال الشيطان،
واش البنت غادي تكذب عليك!

ادريس يصمت قليلا وهو يرمقهما بنظرات غير مريحة

ادريس
كيبان ليا مالقيتوش الراجل اللي
يحكمكوم فهاد الدار، وكالسين كاتعملوا
اللي كيرشق ليكم، مخلياها تخرج مع من
مابغات من مور ظهري..

الأم تندهش

الأم
(في غضب)
ويلي آش هاد الهدرة !!

ادريس
نقدر نعرف علاش رفضتو الحاج المحتار
ملي بغا يتقدم لها

زينب تجهش بالبكاء

الأم
كبير عليها، وعندو ثلاثة د العيالات،
واش ترضى لبنتك تكون زوجة رابعة ؟

ادريس
(يصرخ في وجهها)
هداك شرع الله، حقو، بغيتي تمنعي عليه
الحق اللي عطاه ليه الله

الأم
واخا حتى تكمل قرايتها
ادريس
مزيان، نتسنا أنا حتى ضيع شرافها
ونبقا ضحكة فهاد الحومة، وماعندي
فين نخبع وجهي

الأم
آش كاتخرج على فمك ؟ واش تسطيتي ؟

ادريس
(يسترجع أنفاسه)
سمعوا انتوما بجوج من دابا لفوق
كلمتي هي اللي غاتمشي فهاد الدار،
وانت غادي تزوجي بالفقيه هو اللي
غادي يكون بيك

الأم
(في هلع)
ما يمكنش

ادريس
أنا اللي كانحكم هنا، وأنا اللي كانعرف
 اللي يمكن واللي مايمكنش، واللي نقول
عليها هي اللي تكون..

ثم يتجه نحو الباب الخارجي، يفتحه، يخرج ويصعقه وراءه.
زينب وأمها تراقبانه في ذهول وهما غير مصدقتين ما يحدث.


30.    داخلي – غرفة يسرا – ليل

يسرا مستلقية على سريرها والدموع تنهمر من عينيها والحزن باد على ملامحها. ينفتح الباب فتظهر زبيدة، تتجه نحوها والحزن باد عليها هي الأخرى، تجلس جانبها وتضع يدها على كتفها

زبيدة
يسرا صافي آ بنتي باراكا من البكا،
راك ...

تقاطعها يسرا وهي تدفعها عنها بحركة عنيفة وتقف في وسط الغرفة

يسرا
(تصرخ بصوت باك)
طلقي مني .. بعدي مني ..

زبيدة تنظر إليها في حزن والدموع تنهمر من عينيها

يسرا
(بصوت باك)
هاد الشي اللي كيوقعلي كلو بسبابك انتي، انت السبب،
الناس كلهم كيبعدوا مني وكيحتاقروني حيت أنا غير
 بنت الحرام، عمر فحياتي ماكانو عندي صحابات بحال
كاع العيالات، غير اللي كيجي كيطمع فيا حيت كيشوفوني
رخيصة وماعندنا لا كرامة ولا شرف، كانسمع الهدرة
فالطالعة وفالنازلة ...

يسرا
(في يأس)
ولكن علاش مايتكرفصوش عليا ؟ شكون أنا باش
مايتعداوش عليا ؟ يا أنا غا وحدة لقيطة حتى باها
مامعروفش، وأمها ... (لا تُكمل)

ثم تتجه نحو الدولاب وتشرع في جمع ملابسها وأغراضها، زبيدة تهرع نحوها، يسرا تصدها


يسرا
أنا مزاوكة، الله يرحم ليك الوالدين اللي تاتعرفيهم
 إما خليني نمشي بعيدة على هنا نعيش  حياتي
 بحال كاع الناس، هاد الشي اللي طالباه  منك،
غير خليني ...

زبيدة تتراجع وهي تجهش بالبكاء، ويسرا تستمر في جمع أغراضها.

31.    داخلي – غرفة سارة – نهار

سارة منزوية إلى إحدى زوايا الغرفة وهي تقرأ كتابا، فجأة تسمع صوت الباب ينفتح فتقفز نحو سريرها وتتظاهر بالنوم، ينفتح الباب فتدخل الأم وهي تحمل صينية طعام

الأم
نوضي تغداي

سارة لا ترد. الأم تضع الطعام جانبا وهي تقترب منها

الأم
سارة .. سارة

سارة لا ترد. الأم تقترب أكثر إلى أن تصل عندها، عندما تهم بوضع يدها على كتفها، تدفعها سارة بحركة مباغتة وتنطلق راكضة نحو الباب وتجتاز عتبته. الأم تحاول استعادة توازنها واستيعاب ما حدث
الأم
(منادية)
سارة..ابنتي..

32.    خارجي – طريق سيار جبلي – نهار

حافلة نقل المسافرين تسير في الطريق ..

33.    داخلي – داخل الحافلة – نهار

زاوية اختيار لسارة وهي ضمن الركاب مسندة رأسها إلى زجاج النافذة وهي في حالة من الحزن واليأس.
تتحرك الكاميرة إلى مؤخرة الحافلة فنرى يسرا هي الأخرى مسندة رأسها إلى زجاج النافذة وهي في حالة من الحزن واليأس.

34.    خارجي – طريق سيار جبلي – نهار

الحافلة تواصل طريقها.

35.    خارجي -  أمام محطة طرقية – نهار

يسرا جالسة على الرصيف وتضع حقيبتها أمامها وهي تتطلع إلى المارة.
ربيعة (55) تسير في الشارع، فجأة تقع عيناها على يسرا فيدو عليها الفضول وهي تتقدم منها

ربيعة
باينة عليك غريبة على هاد المدينة،
ياك ما تالفة ؟

يسرا تهز رأسها نفيا

ربيعة
ماعندكش باش تركبي لمدينتكم ؟

يسرا تهز رأسها نفيا
 
يسرا
جيت نقلب على خدمة

ربيعة تمعن النظر متفحصة إياها وتتأمل جسدها

ربيعة
كاتقلبي على خدمة ؟

يسرا
أنا كانسكون فالبادية، جيت نقلب على
خدمة هنا باش نقدر نعاون والديا


ربيعة
وفاش بغيتي تخدمي ؟
يسرا
فأي حاجة المهم هو نصور الفلوس

ربيعة
(تُفكر)
إيوا يالاه نوضي وآجي معايا للدار  ديالي،
ويكون خير إنشاء الله ...

يسرا تنهض وتحمل حقيبتها وتسير مع ربيعة.

36.    داخلي – منزل ربيعة – نهار

منزل من الطراز القديم، جدرانه مزينة بالزليج، تتوسطه باحة سقفها مكشوف. هناك ثلاث فتيات في العشرينات تقومان بتنظيفه، اثنتان تقومان بتنظيف الأرض والثالثة تمسح النوافذ من الغبار.
ينفتح الباب فتدخل ربيعة ومعها يسرا التي بدت خجولة ومرتبكة ...

ربيعة
زيدي آ يسرا زيدي، مرحبا
وألف مرحبا

تصلان إلى الباحة
ربيعة
شوفي مابغيتكش تحسي براسك
غريبة، الدار دارك...

ربيعة
(تلتفت إلى الفتيات)
يالاهو آ البنات سربيو، واش هنا  غتبقاو؟

زبيدة تتجه بيسرا إلى إحدى الغرف

ربيعة
يالاه معايا باش ترتاحي وتبدلي عليك
هاد الحالة، بغيتك ليوما تفركسي ليا، حيت
غادي يجيو عندنا شي ضياف.

37.    داخلي – منزل ربيعة – ليل

تتعالى أصوات الضحك. زجاجات الخمر على الطاولة. الفتيات الثلاثة كل واحدة تجلس جانب رجل تتبادل معه الهمسات والضحكات في حميمية. ربعية تدخن أمام رجل في الخمسين يرمق يسرا بنظرات إعجاب، هي تحاول تجاهله وقد جعلت نفسها بعيدة عنهم والقلق وعدم الارتياح باديان عليها.
فجأة، تنهض الفتيات الواحدة تلوى الأخرى وهي تمسك بيد خليلها وتقوده نحو إحدى الغرف ما يزيد الشعور بعدم الارتياح عند يسرا.
الرجل الذي يجلس جانب ربيعة يهمس في أذنها وهو ينظر إلى يسرا، ربيعة تنهض وتسير مبتعدة

ربيعة
(منادية)
يسرا .. آجي بغيت نهدر معاك

تنهض يسرا وتتبعها. والرجل يظل يراقب خطواتها في إعجاب.

38.    داخلي – منزل ربيعة / إحدى الغرف – ليل

يسرا
سمحي لي آ خالتي ربيعة، طلبي
مني أي حاجة نديرها إلا هادي

ربيعة تدخن وقد ارتسمت القسوة والصرامة والبرود على ملامحها

ربيعة
هاد الشي اللي عندنا كيندار فهاد
الدار آ بنيتي، شي حاجة أخرى
الله يجيب.

يسرا
(فيما يشبه التوسل)
شوفي، خليني نجفف ونصبن ونغسل
المواعن، الشقا خليه ليا
ربيعة تطلق ضحكة عالية

ربيعة
(في قسوة باردة)
شوفي آ بنيتي أنا مافتحاش هنا خيرية مسكنا فيها عباد
الله فابور ، غاديري داك الشي اللي كانطلبو
منك ولا باب الزنقة وسع من كتافك.

39.    خارجي – ساحة الثانوية – نهار

التلاميذ مُتجمهرون حول لوائح إعلان نتائج البكالويا.
زاوية اختيار لفاطمة وهي تتطلع إلى اللوائح في قلق وفضول، فجأة تجحظ عيناها في فرح وتتراجع مسرعة نحو زينب التي تقف بعيدة عنهم، تقترب منها وتُعانقها.

فاطمة
زينب ..مبروك عليك جيبتي bien

لا تبدو أية علامات الفرح على ملامح زينب

زينب
(في يأس)
بحال bien  بحال passable .. ما بقا
عندي ما يدير بهاد الباك أصلا.

40.    داخلي – منزل ادريس / غرفة زينب – ليل

زينب أمام دولاب الملابس تجمع أغراضها في حقيبة في صمت وحذر شديدين.

41.    داخلي – منزل ادريس - ليل

الأنوار مطفأة، ويسود صمت في أرجاء المنزل. زينب تخرج من غرفتها بخطوات حذرة وهي تحمل حقيبتها وتجتاز وسط المنزل وتتجه نحو الباب الخارجي تفتحه بحذر محاولة ألا تُحدث أي صوت وتخرج وتغلقه وراءها.



42.    خارجي – الحي – ليل

زينب تسير في الحي في حذر والتوتر والخوف باديان عليها. فجأة تسمع أصوات ضحك شباب مُخدرين آتين من الشارع الذي تلتقي به، فتقرر الاختباء خلف برميل قمامة حتى يمروا. يمرون قبالتها بضعة شباب مخدرين وفي حالة ثمالة يشربون الخمر ويدخنون المخدرات ضمنهم فتاة في العشرينات يأخذها أحدهم بين أحضانه. تضل زينب واقفة وهي تراقبهم في ذهول، حيث يقوم شاب آخر بدفع الشاب الذي يحتضن الفتاة ليأخذها منه

الشاب
(ينتزع منه الفتاة)
مالك مابغيتيش تشبع !؟

تضل يسرا تراقبهم فيشرد ذهنها وتضل تُفكر للحظات، ثم تغير طريقها وتعود من حيث أتت في إحباط.

43.    داخلي – منزل عائشة/ممر – ليل

يسرا تسير في ممر منزل قديم شبه مُهدم، زجاج نوافذه مكسورة، جدرانه غير مطلية والقمامة مرمية على الأرض. تصل عند باب وتطرقه، ينفتح الباب فتظهر عايشة (65)

يسرا
(تسلمها النقود)
مساء الخير آ خالتي عايشة، هاكي الفلوس
دالكرا، صبري عليا شي يوماين ونكمل ليك..

عايشة تستلم النقود، تعدهم، ثم تدعو يسرا للدخول

عايشة
(تُفسح ليسرا الطريق للدخول)
زيدي آبنتي جابك الله ...

يسرا تدخل، فتغلق عايشة الباب.



44.    داخلي – منزل عايشة – ليل

يسرا جالسة تتأمل المنزل أثاثه جد متواضع وغير مرتب. تتقدم عايشة وهي تحمل هاتفا نقالا ...

عايشة
(تسلم الهاتف ليسرا)
هاكي غوتي ليا على واحد النمرا،
 السمية عمر.

يسرا تمسك الهاتف، تبحث عن الرقم، تضعه في أذنها تنتظر والمرأة تنتظر معها في شوق، ثم تهز رأسها نفيا..

يسرا
مطفي

يبدو الاستياء على ملامح عايشة، ثم سرعان ما تستعيد حيويتها

عايشة
عاودي غوتي ليه، ع الله يطلع هاد المرة

يسرا تطليق تنهيدة استياء، وهي تعاود الاتصال مرة أخرى

يسرا
مازال مطفي

يدو الإحباط على ملامح عايشة وهي ترخي جسدها وتجلس جانب يسرا

عايشة
(في حسرة)
هذا ولدي عُمر، عايش ف فرنسا، هادي عاماين
  ماجا ولا زارني ولا سول فيا، هنا خلاني، إذا
مرضت مانلقا حتى اللي يجي يطل عليا.

ثم تُطلق تنهيدة عميقة في حسرة


45.    داخلي – شقة سعيدة/المطبخ – نهار

سارة واقفة في مطبخ فاخر أمام الصنبور تغسل الصحون والأواني، تدخل سعيدة (35) بملابس أنيقة، تعطي لسارة ورقة نقدية

سعيدة
سارة، هاكي ملي تسالي نزلي
 للسوق جيبي كيلو ديال اللحم وشي
فروطة، واللي شاط ليك خوديه شري
بيه شي حاجة لراسك..

سارة
(تستلم النقود)
الله لا يخطيك آ خالتي سعيدة

سعيدة
(وهي تنصرف)
يالاه الله يعاون.

سعيدة تخرج، سارة تواصل عملها.

46.    خارجي – شرفة المطبخ المطلة على الفناء الداخلي للعمارة – نهار

سارة تقوم بنشر الغسيل في الشرفة، فجأة تلمح فتاة في العشرينات تحمل ملابسها وأغراضها وهي شبه عارية تدخل شرفة الشقة المقابلة لها وتنحني مختبئة والقلق والارتباك باديان عليها، عبر نافذة الشقة يظهر شاب وهو يسلم على والديه. فيغلب الضحك على سارة وهي تحاول منع نفسها، تراها الفتاة فيبدو عليها التضايق.
الفتاة تشرع في ارتداء ملابسها وهي تنظر إلى سارة في ضيق وانزعاج، سارة تواصل نشر الغسيل وهي تحاول السيطرة على نفسها من الضحك.

47.    داخلي – منزل عايشة – نهار

يسرا جالسة وهي تحمل الهاتف النقال وتبحث عن رقم...
يسرا
آ خالتي عايشة راه عاد عيطنا عليه ولقيناه
باقي طافي البورطابل

عايشة O/S
وخا عاودي عيطي آ بنيتي حتى يشد
 ليك الخط.

يسرا تضع الهاتف في أذنها، فجأة نسمع صوت طرقات على الباب، عايشة تتجه نحو الباب، تفتحه، فتظهر أحلام (30) بملابس عصرية والغرور والغطرسة باديان عليها، تلقي على عايشة نظرة متفحصة متعالية ثم تجتاز عتبة الباب. يسرا تضع الهاتف عن أذنها

عايشة
أحلام ؟ فين عُمر ؟ ماجاش معاك ؟

أحلام
عُمر ؟ البارح عاد سالات الأربعين ديالو، كنت غادي
 نعيط ليك نخبر ولكن والله العظيم بقيت تالفة هنا و
 وهنا ونسيت، دفناه تما

تتغرغر علينا عيشا بالدموع ويظهر عليها الحزن، ويبدو التأثر على ملامح يسرا

عايشة
مات ؟

أحلام
(وهي تتفحص أرجاء المنزل ببصرها)
وقبل ما يموت كتب لي هاد الدار ف سميتي.
عايشة ويسرا تنظران إلى بعضهما البعض ولا تعرفان ماذا تقولان

أحلام
الله يخليكوم بغيتكوم تخويو ليا داري، حيت غادي
 نصلحها باش نبقا نجي ندوز فيها الصيف.

ثم ترمق يسرا بنظرة متعجرفة متعالية وتتظاهر أنها رأتها للتو

أحلام
شْكون هادي ؟

عايشة
هادي غير واحد البنت كاريا من
عندي البيت اللي لفوق.

أحلام
(بلهجة صارمة)
مابغيت كُراي فداري، ما ناقصة صداع.

يسرا تحني عينيها في خجل وارتباك

عايشة
ماكاين حتى شي بلاصة أخرى نمشي ليها آ بنيتي،
 هاد الدار هي اللي اللي كانعرف.

أحلام
(فيما يشبه السخرية)
شوفي ليك شي دار مسنين ارتاحي فيها
آ خالتي، حتى يدى مول الأمانة أمانتو.

وتخرج. تبدو الصدمة على وجه عايشة وتفقد القدرة على الحركة والكلام، يسرا تنظر إليها في عطف وإشفاق والتأثر باد عليها.

48.    خارجي – شوارع – نهار

يسرا تحمل حقيبتها وتسير في الشارع والحيرة بادية عليها، تلمح متسولة على الرصيف معها طفلين، ثم أمام إشارات المرور سيارة فارهة عليها شاب وخليلته بثياب باهضة الثمن والسعادة بادية عليها..

يسرا V.OFF
ملي وعيت على الدنيا قررت نختار طريق شريفة
عكس الطريق اللي جيت بيها للدنيا، حافظت
على الشرف ديالي وعشت بكرامتي، ع الله يجي شي
نهار وتضحك لي الدنيا، ولكن لقيتها ماكتضحك
غير ن اللي كيبيعوا راسهم بالرخيص، وأنا
مالقيت غير الذل والإهانة والحكرة والشوفة
الناقصة !

49.    خارجي – أمام منزل ربيعة – نهار

يسرا تطرق الباب، ينفتح فتظهر ربيعة، بمجرد أن ترى يسرا حتى يبتهج وجهها وتبتسم في فرح

ربيعة
أهلا أهلا أهلا، أهلا وسهلا...

50.    داخلي – منزل ربيعة / إحدى الغرف – ليل

يسرا مستلقية على السرير والحزن باد عليها والدموع تنهمر من عينها، يأتي رجل في الخمسين يستلقى فوق جسدها ويشرع في تقبيلها في عنقها ثم في باقي جسدها فتغمض عينيها كي لا ترى ما يحدث.

    يسرا جالسة أمام المرآة وقد تلطخ وجهها بكحول العينين بسبب الدموع، يأتي الرجل يضع أمامها بعض الأوراق النقدية، حينما يقبلها على خدها تُغمض عينيها، ويغادر.

51.    داخلي – منزل فريدة / الغرفة – نهار

فريدة (23) تدخل الغرفة وهي تحمل في يدها صينية عليها كوبي عصير وصحن حلوى، تغلق الباب وراءها وتدخل. داخل الغرفة تجلس زينب والإرهاق باد عليها، فريدة تجلس قبالتها وتضع الصينية

فريدة
(وهي تمد كوب العصير لزينب)
قلتي لي مجوج من ثلاثة د النسا ؟

زينب تهز رأسها إيجابا

فريدة
يعني كلهم خصوم يوافقوا.

زينب
كيفاش ؟

فريدة
أي رجل بغا يجوج على مرتو خصا
حتى تعطيه الإذن هي، يعني ما يقدرش
يتزوج عليها إذا هي ماوافقاتش.

زينب تهز رأسها متفهمة

فريدة
وحتى الأب ديالك انتي خصو يجيب
الإذن من عند قاضي الأسرة حيت
انت فنظر القانون قاصر ومازال
ماوصلاش لسن الزواج.

فريدة
(تضيف وهي تقترب من زينب)
نصحك بواحد الحاجة، شرطي عليه أن زواجكم
يكون موثق وبإذن المحكمة، وما تنازليش
عليه واخا يضغطو عليك، راه هو اللي غادي
يضمن ليك حقوقك.

زينب تجهش بالبكاء، فيظهر التأثر على فريدة التي تنتقل للجلوس جانبها ومعانقتها

فريدة
(تربت على كتفها)
صافي آ صاحبتي صافي

زينب
(بصوت باك)
أي بنت كاتلقا فالباها السد اللي
كيحميها، إلا أنا وقف فالصف دالناس
اللي باغيين يدمروا ليا حياتي...

52.    داخلي – منزل ربيعة – ليل

تتعالى أصوات الضحكات، ربيعة ويسرا والبنات الثلاثة جالسون حول طاولة يشربون الخمر ويدخنون مع أخلائهن في أجواء حميمية. تنهض يسرا رفقة البشير (33) ويسيران نجو إحدى الغرف.

53.    خارجي – الحي الذي تسكن فيه ربيعة – ليل

شاحنة الشرطة تسير في الحي وتتوقف أمام باب منزل ربيعة.

54.    داخلي – منزل ربيعة – ليل

ربيعة تجلس وحدها وتدخن، فجأة ترتسم على ملامحها علامات القلق، تسمع طرقات عنيفة على الباب فتقف متوترة ولا تدري ماذا تفعل...

Inter cut
55.    داخلي – منزل ربيعة/غرفة 1 – ليل

ينتفض جسدا يسرا والبشير من على السرير وهما شبه عاريين وترتسم على ملامحهما علامات التوتر والقلق

Inter cut
56.    داخلي – منزل ربيعة – ليل

ربيعة واقفة قبالة الباب في رعب وتوتر،

صوت الشرطي O/S
(في صرامة)
حلي ولا نهرسوا الباب

تتجه نحو الباب والقلق والرعب باديان عليه، بمجرد فتح يتدافع رجال الشرطة نحو الداخل، أحدهم يكبل يديها.




Inter cut
57.    داخلي – منزل ربيعة/غرفة 2 - ليل

حارس يقتحم الغرفة فتصرخ إحدى الفتيات وهي تغطي جسدها بالغطاء، وخليلها يبدو عليه الارتباك

Inter cut
58.    داخلي – منزل ربيعة – ليل

الحراس يقتادون الفتيات وأخلائهن إلى وسط المنزل.

Inter cut
59.    داخلي – منزل ربيعة/غرفة 1 – ليل

حارس يتجول في الغرفة متفحصا إياها، يلاحظ ملابس مرمية على الأرض وفراش السرير غير مرتب، ثم يتجه نحو دولاب الملابس ويفتحه.

من وجهة نظر الحارس V.O.P
يسرا والبشير شبه عاريين مختبئين في الدولاب وهما يحدقان في الحارس في خوف وارتباك.

الحارس يُطلق ضحكة عالية ساخرة.

60.    خارجي – سوق – نهار

سارة تتجول في السوق وهي تشتري بعض الأغراض.

    وهي تسير مبتعدة عن الزحام تتوقف أمامها سيارة، تُطل منها الفتاة التي كانت مختبئة في الشرفة.

الفتاة
طلعي نوصلك

سارة تتوقف ويتملكها الارتباك وهي تتبادل معها النظرات

الفتاة
ماعقلتيش عليا ؟
سارة تفتح الباب وتصعد، وتنطلق السيارة.

61.    داخلي – السيارة – نهار

سارة تركب مع الفتاة وهي تقود سيارتها

سارة
سمحي ليا إذا ضحكت عليك هاد الصباح،
ماقديتش نحكم راسي

الفتاة تُطلق ضحكة عالية
الفتاة
(ضاحكة)
حتى أنا بقيت كانموت بالضحك على
راسي من بعد.

وتضحك.
تقع عينا سارة على ورقة موضوعة أمام الزجاج، تلتقطها وتقرأ عليها بالفرنسية : "إعلان عن كاستينغ اختيار ممثلة لأداء دور البطولة في فيلم. إذا كان الأمر يهمك كوني في الموعد يوم الأحد على هذا العنوان"

الفتاة تلاحظ سارة وقد بدت مهتمة بالإعلان.

الفتاة
بغيتي تمثلي ؟

سارة تتظاهر بعدم سماعها. تتوقف السيارة، سارة تستعد للنزول...

الفتاة
أنا كانسكون فالشارع اللي موراكم العمارة
الثانية على الشمال، نمرا 44.

سارة تهز رأسها ممتنة، ثم تبدو مترددة

سارة
(تريها ورقة الإعلان)
واخا نخلي هاد الورقة عندي
الفتاة
(تبتسم في لُطف)
Bien sûr.

62.    خارجي – أمام باب العمارة – نهار

سارة تنزل من السيارة وتتجه نحو مدخل العمارة، فجأة تتوقف وهي تتأمل ورقة الإعلان، تطلق تنهيدة عميقة وتواصل طريقها.

63.    داخلي – شقة سعيدة – نهار

سعيدة جالسة تقرأ كتابا وترتدي نظارات طبية، تتقدم منها سارة وقد غيرت ملابسها.

سارة
ساليت من غسيل المواعن، ونشرت
التصبين، والغدا فالفران.

سعيدة تزيح نظرها عن الكتاب وتُخفض النظارات من عينيها وهي تتطلع إلى سارة ما يُشعر الأخيرة بالارتباك.

سعيدة
صافي مشيتي ؟

سارة
باقا شي حاجة نديرها

سعيدة تُفكر قليلا. تضع الكتاب والنظارات جانبا

سعيدة
(تنهض)
دخلنا عليك بالله واش هادي حالة
ديال وحدة باغا تولي ممثلة.

تُمسكها من معصمها وتقتادها نحو الغرفة

سعيدة
آجي معايا..آجي..
64.    داخلي – منزل سعيدة/غرفة النوم – نهار

ينفتح باب دولاب الملابس، فتظهر فساتين بأشكال وألوان مختلفة.

سعيدة
نخليك تختاري بحدك ولا نعونك ؟

سارة
(في خجل)
بزاف هاد الشي اللي كاديريه معايا
آ خالتي سعيدة، والله العظيم بزاف.

سعيدة
(وهي تتفقد الدولاب)
رجعنا عاوتاني لديك الهدرة

تسحب فستانا وتعطيه لها

سعيدة
هاكي جربي هذا
تستلمه سارة. سعيدة تسحب فستانا آخر

سعيدة
شوفي حتى هذا عاود

تعطيه لها وتستمر في تفقد الدولاب.

65.    خارجي – شارع – نهار

يرتفع صوت ضجيج السيارات والمارة. سارة بفستان أنيق وتسريحة شعر أنيقة وحقيبة يدوية بلون الفستان، تتقدم نحو بناية وهي تتطلع إلى الأعلى. تتوقف، وتُطلق تنهيدة ارتياح عميقة والسعادة تغمرها،ثم تواصل تقدمها نحو البناية وتجتاز الباب.




66.    داخلي – منزل ربيعة – نهار

ينفتح الباب، وتدخل يسرا وربيعة وتسيران إلى داخل المنزل، ربيعة تبدو متعبة ومنهكة وقد اختفت من على ملامحها الصلابة والقوة وبدا عليها الضعف والهوان. تجلسان، ثم تنهض يسرا لتنصرف...

ربيعة
(تستوقفها)
بقاي آ بنيتي بغيت نهدر معاك

يسرا تعود للجلوس جانبها

ربيعة
هانتي كاتشوف آ بنتي الطريق اللي غاديين فيها
لين كاتدي، فالأخير ماكايدوم لا زين ولا شباب
كلشي كايمشي.

ربيعة
(ثم تطلق تنهيدة حسرة)
أنا عارفك انت ماشي ديال هادشي، وأنا
اللي غصبتو عليك، دابا راني ماطالبة
منك غا السماحة آ بنيتي !

يسرا لا ترد

ربيعة
(تتابع)
راه الزمان صعيب وماكاين على من تعولي ،
ماتقوليليش نخدم خدمة شريفة، ماضحكيش على
راسك، خصك ضمني مستقبلك آ بنيتي قبل ما يديك
الريح.

يسرا
(في فضول)
كيفاش



ربيعة
شوفي ليك شي راجل يكون كبير فالسن، من هادوك
صحاب الفلوس واللي كيكونوا كيمشيو من مور
العيالات الصغار، خليه يجوج بيك، من بعد
تحايلي عليه يكتب ليك شي حاجة فسميتك وهاكد
غادي تنقدي راسك.

تبدو الحيرة على ملامح يسرا

ربيعة
(تضيف)
ماتخافيش، أنا غانعلمك كيف ديري
هاد الشي.

يسرا تشرد بذهنها بعيدا.

67.    داخلي – منزل ادريس/غرفة زينب – نهار

زينب ترتدي فستانا جميلا ويبرز بعض مفاتنها، ووجهها مُزين بالماكياج، تقف أمام المرآة تضع اللمسات الأخيرة، ثم تتجه خارج الغرفة.

68.    داخلي – منزل ادريس – نهار

ادريس، زوجته، المختار ومعه رجلان يجلسون وسط المنزل وقد وُضع أمامهم الشاي والحلوى وهم يتبادلون الحديث و يضحكون في أجواء حميمية، وعلى المائدة وُضعت بعض الهدايا. تظهر زينب وتتجه نحوهم، المختار يقف ويمد يده لمصافحتها لكنها تتجاهله في تعالي وتجلس بعيدا عنه.. ادريس يبدو عليه الحرج

ادريس
(يضحك في ارتباك)
مرحبا..مرحبا..

المختار
(مبادرا)
كانضن نهدروا فالموضوع اللي جينا على قبلوا،
بالنسبة للصداق أنا مستعد ندفع اللي طلبتوه
زينب
(مقاطعة)
الصداق آخر حاجة كيهدروا فيها الناس،
نهدروا بعدا فالمهم

المختار يتبادل النظر مع الرجلين في ارتباك

المختار
(يبتسم ليخفي ارتباكه)
وا شنو هو المهم آ لالة زينب ؟

زينب
(في ثقة)
بغيت زواجنا يكون موثق، ويكون
بإذن قاضي الأسرة

المختار
(في قلق)
القاضي ؟

زينب
(بنفس الثقة)
معلوم، حيت أنا فنظر القانون مازال
موصلتش للسن القانوني للزواج، وحتى
انت خصك تجيب إذن الزوجات ديالك.

المختار يبدو عليه الارتباك والقلق..

زينب
(في حدة)
مالك سكتي ؟

المختار
لا غير ملي كانسمع الهدرة على القاضي
والمحكمة تاتجيني التبوريشة.

زينب تبتسم ساخرة ما يثير حنق ادريس


المختار
وأنا مرا واحدة هي اللي داير معاها
الكاغيط، أما جوج النسا لخرين تزوجت
بيهم غا بجوج شهود والفاتحة.

زينب
(ساخرة)
وعلاه حتى أنا بغيتي تزوج بيا بجوج
شهود والفاتحة !!

ادريس
(ينهرها)
راه السي المختار عارف آش كايدير
وماغايدريش شي حاجة اللي تغضب الله.

المختار
واشنو فيها، راهوم عايشين معايا ولله
الحمد مانقصهوم حتى شي خير، وزيدون داك
الشي ديال الوثيقة والمحكمة والقاضي راه
غا هدرة خاوية، وزيدون ماكاينة حتى حاجة
فشرع الله اسميتها السن القانوني للزواج،
والرسول الكريم تزوج بالسيدة عائشة وهي
ماعندها حتى عشر سنين

ادريس يهز رأسه موافقا

زينب
(تنهي النقاش)
هادي هي شروطي .

المختار يستشيط غضبا وهو ينظر إلى الرجلين وإلى ادريس الذي بدا عليه الحرج، ثم يقف مغادرا ويقف معه الرجلان.

المختار
السي ادريس كنت كانتمنى العشرة
ديالنا تزيد تقوى وتوطد، ولكن
كيبان ليا ماباغيش، عموما انت
تعرف.

وينصرف ومعه الرجلان، حينما تُغلق الباب يلتف ادريس إلى زينب وهو في قمة السخط

ادريس
آشنو درتي آ هاد المسخوطة ؟ جريتي على الحاج
المختار ؟ واش عرفتي شكون هو الحاج المختار ؟

زينب
(في حنق)
أنا ماجريت على حد، وزيدون شكون بغا يكون
هاد الحاج المختار اللي مصدع لينا بيه الراس ؟
واحد جاهل كيسحابلو قادر يشري عباد الله بالزيت
والسكر وخروف العيد ..

ادريس
(في غضب)
وصايرة تاتعندي معاه وتزيدي معاه
فالهدرة وتفهمي عليه، كاتفهمي على
واحد مغرقنا فخيرو

زينب تقف وتنظر إلى وجه ادريس في تحفز

زينب
(في عناد)
إيه كانفهم عليه وإذا كنت انت حنيتي ليه
الراس وسكتك بالقفة أنا لا، مابغيت منو والو
حيت أنا عندي كرامتي ماشي بحالك انت

هنا تجحظ عينا ادريس ويتشيط غضبا، فيصفعها صفعة قوية تجعله تسقط، الأم تهرع نحوها لاحتضانها، فيستمر ادريس في ضربها وهي تصرخ وأمها تحاول منعه

ادريس
(خلال الضرب)
هذا هو الجزاء ديالي با بنت الحرام..تاتعايري
فيا..طوال ليك اللسان..علاه أنا ديك القفة
لمن كانجيبها؟ آدوي..لمن كانجيبها؟


69.    داخلي – بار – ليل

على طاولة يجلس عبد الرحمان (60) رفقة بعض أصدقائه يتبادلون الحديث، فجأة شيء يلفت نظر عبد الرحمان ويطيل التحديق إليه.
يسرا وقد بدت في غاية الأناقة، تسير في البار بخطوات متألقة وذات أنوثة، تجلس قبالة عبد الرحمان الذي لم يحرك عيناه عنها، هي تتظاهر بأنها لم تلاحظه.
يقترب منها النادل، يأخذ طلبها ثم ينصرف، فتسحب علبة سجائر وتشعل سيجارة وتشرع في التدخين في أنوثة. عبد الرحمان يواصل الحديث مع أصدقائه وهو يسرق النظرات إلى يسرا من حين لآخر، حينما تلتقي نظراتهما تبتسم هي ابتسامة خجولة فيُشرق وجهه. يأتي النادل ويقدم لها مشروبا طاقيا، وتتكرر النظرات وتبادل الابتسامات عدة مرات.

يسرا تنادي على النادل، فيظهر القلق على ملامح عبد الرحمان، يتقدم النادل وتعطيه الحساب ومعه تدس ورقة في يده وتنصرف، فيما يظل عبد الرحمان يراقبها في خيبة أمل.
يقترب النادل من عبد الرحمان ليتسلم الحساب في تلك اللحظة يسلمه الورقة خلسة دون أن يلاحظ أصدقائه ذلك، يفتحها تحت الطاولة فيجد عليها رقم هاتف، فيبتهج وجهه وتظهر عليه علامات الرضا.

70.    داخلي – مقهى – نهار

يسرا وعبد الرحمان جالسين في مقهى

عبد الرحمان
أنا رجل أعمال وعندي اسمي فالسوق، ومجوج
هذس 35 عام، وعندي ولد تبارك الله راجل
كبار منك، يعني زواجنا بغيتو يكون فالسر.

يسرا تتظاهر بالغضب وتقف مغادرة

يسرا
إيوا سير شوفليك شي شايطة.

عبد الرحمان يمسكها من معصمها،
عبد الرحمان
(فيما يشبه التوسل)
سمعيني بعدا، خليني غير تكمل ليك،
ساعة إذا بغيتي مشي مشي.

تعود يسرا للجلوس وهي تتظاهر بالتضايق.

عبد الرحمان
أولا زواجنا غادي يكون فالحلال، ثانيا انا
الله رزقني ولله الحمد بالخير، يعني معايا ماغادي
ينقصك خير، اللي طلبتيها جاتك، معايا غادي
تعيشي بحال شي ملكة.

تظهر على يسرا علامات الرضا ...

عبد الرحمان O/S
آش قلتي ؟

71.    داخلي – شقة سعيدة – نهار

الهاتف يرن، تتقدم سعيدة وترفع السماعة

سعيدة
آلو..ييه هنا كاتسكون..واخا..

سعيدة
(منادية)
سارة..سارة..

سارة تتقدم بخطوات سريعة وهي تنشف يديها بمنديل

سعيدة
(تعطيها السماعة)
شي حد بغاك.

ينتاب سارة الفضول وهي تضع السماعة في أذنها، وهي تتكلم تتغير ملامحها تدريجيا نحو الفرح


سارة
آلو..إيه هي أنا..بصاح..
واخا..وقتاش ؟ صافي..إن شاء
الله..بسلامة.

تضع السماعة وتقفز فرحا وتعانق سعيدة

سارة
(في فرح)
ختروني نمثل..ختروني..

سعيدة
مبروك..مبروك..

72.    داخلي – مقهى – مساء

سارة تسير في مقهى متجهة نحو طاولة يجلس حولها ثلاثة رجال، مدير الكاستينغ (50)، رشيد (45) ومصطفى (40)، حينما تقترب منهم يقف الثلاثة، تبدأ بمصافحة مدير الكاستينغ الذي يُعرفها على رشيد ومصطفى ...

مدير الكاستينغ
(يشير إلى رشيد)
رشيد..المُخرج.

يتصافحان،
مدير الكاستينغ
(يشير إلى مصطفى)
مصطفى .. السيناريست.

يتصافحان، هو ينظر إليها في إعجاب.

مدير الكاستينغ
وأنا directeur de casting، إذا
مازالا عاقلة عليا.

يضحكون، وهي تأخذ لنفسها مكانا وتجلس معهم.


73.    داخلي – منزل عبد الرحمان – نهار

عبد الرحمان يسير إلى صالون المنزل وهو يجفف شعره ويدندن في نغم. يجد يسرا جالسة على الأريكة، يسترخي عبد الرحمان على الأريكة...

عبد الرحمان
الله على راحة..والله الا عييت
خصني غا نرتاح

تنهض يسرا وتتجه نحوه، تقف وراءه وتشرع ف ي تدليك ظهره

عبد الرحمان
آش كاديري

يسرا
غير سكت، غمض عينك وانت
تحس بالراحة

عبد الرحمان يغمض عينيه ويُطلق تنهيدة ارتياح عميقة

يسرا
قولي آ الحاج قبل ماتجوج بيا
هاد الدار كانت خاوية ؟

عبد الرحمان
كنت مرة مرة كانجي نرتاح فيها ملي كانبغي
نكون بحدي، وكانستقبل فيها رجال الأعمال،
ولكن دابا آ لالة ولات دارك

يسرا
كتبتيها لي فسميتي ؟

عبد الرحمان
(يضحك)
ماشي المهم حتى تكون فسميتك عاد
تكون دارك، المهم هو أنك ساكنة
فيها معايا..مع راجلك..

يسرا
(تتظاهر بالانزعاج)
باش غدا ولا بعد غدا يجيو ولادك
يخرجوني منها...

 عبد الرحمان
مادام أنا باقي فالدنيا حتى
شي حد مايقدر يخرجك منها

يسرا
إيوا، وإذا مابقيتيش فالدنيا ؟

عبد الرحمان
(منزعجا)
آش هاد الهدرة آ يسرا، نعلي
الشيطان..

يسرا
(تهمس في أذنه)
الحاج، إذا كنت كاتبغيني وخايف على
مستقبالي، كتب ليا هاد الفيرمة فسميتي.

يبدو القلق على ملامح عبد الرحمان، وهو يفكر

يسرا
شنو، مانستاهلاش

عبد الرحمان
تستاهلي آ حبي تستاهلي

يسرا
إيوا

عبد الرحمان
حسبي الملكية فيديك

يسرا
(تبتسم)
مابغيتشا نحسبها فيدي،
بغيتها فيدي

عبد الرحمان يهز رأسه موافقا وعلى ملامحه ترتسم علامات عدم الاطمئنان

عبد الرحمان
واخا

تحاول يسرا إخفاء معالم الفرح من على وجهها.

74.    داخلي – مخدع هاتف عمومي – نهار

زينب تدخل مخدع الهاتف وهي مرتبكة، تضع النقود أمامها، ترفع السماعة، تدخل النقود ثم تشرع في تركيب رقم المخاطب وتنتظر، ثم تبدأ في الكلام وهي تفقد السيطرة على نفسها وتشرع في البكاء ...

زينب
(بصوت باك وهي تُدخل النقود)
آلو فريدة، عتقيني آ صاحبتي، درت ديك
الشي اللي طلبتيه مني وتعصبوا عليا،
وباب ضربني وغادي يجوجني بيه زواج ماشي
موثق.

Inter cut
75.    خارجي – شارع – نهار

فريدة تسير في شارع بخطوات بطيئة وهي تتكلم في الهاتف.

فريدة
زينب كوني متأكدة من حاجة وحدة، إذا
تزوجتي بيه بلا عقد غادي يكون زواجك منو
باطل، وأي محاولة منو باش يقرب منك
غادي تعتبر اغتصاب، من حقك تمنعيه ودافعي
على راسك.

Inter cut
76.    داخلي – مخدع الهاتف العمومي – نهار

زينب
(بصوت باك وفي توتر)
مابقيتش عارفة شنو ندير ..
مابقيتش عارفة.

تتحسس مكان النقود فتجدها نفذت، والاتصال انقطع، تعيد السماعة وهي تضع رأسها على الهاتف في يأس وإحباط.

77.    خارجي – الحي – نهار

المختار يتجول في الحي رفقة رجل في الستين ببذلة فاخرة تبدو عليه الهبة ما يوحي أنه شخصية مهمة،

الرجل
مايتسالكش آ السي الحاج..مايتسالكش، القاعدة المعروفة
هي أنهم كيتسناو حتى تقرب الانتخابات عاد كيبداو يديروا
الزرود ويوزعوا البلاغي وديك الساعة الصراحة كيولي
فاضحين راسهم بيدهم. ولكن انت حاجة أخرى بحال الا كنت
كاتربي شي شجرة..سقيتيها وتهليتي فيها وصبرتي معاها
وانت متيقن أنه غادي يجي واحد النهار وتجني الثمار
ديالها، وغادي تكون سخية معاك كيفما كنت انت سخي
معاها...

المختار
(في خجل)
ماخليتيني مانقول من بعد كلامكم نعام آ السي..
الصراحة حشمتيني

الرجل
دابا انت ان شاء الله داخل للعبة ديال السياسة
واخا تباليك شي حاجة كبيرة ومانعرف شنو، اللي
لاعبين فيها دايرين بحال الدراري الصغار هذا حاضي
فهذا وهذا كينبش فهذا، نقطة كحلة صغيرة يقدرو
يشوهوك بيها ويقضيو عليك..نعطيك مثال حنا
فهاد البلاد كانشربوا حتى كانبولوا فالسراول
ولكن انت كبرلماني وكممثل للأمة صورة وحدة ليك كالس
فالبار وشاد الكاس يخليو بيها دار بوك..

المختار
(محتجا)
أعوذ بالله..آش بينا وبين شي خمر


الرجل
(مهدئا)
أنا عطيتك غير مثال..دابا اسمعني مزيان

يبدو عدم الاطمئنان على ملامح المختار

الرجل
داك الفتاة القاصر اللي عاجباك، وباغي
تزوج بيها..بلاش منها.

يبدو الاندهاش على ملامح المختار

المختار
علاش نعام آ السي، واش أنا غادي ندير معاها
الحرام، غادي نزوج بيها واش الزواج ولا عيب
وكيغضب الناس ...!!

يصلان عند سيارة فاخرة، ينزل منها السائق يفتح الباب للرجل في احترام، الرجل يسحب carte visite  من جيب معطفه ويسلمها للمختار

الرجل
إذا مابعدتيش على ديك القاصر الحزب ديالنا غادي يضطر
باش يقلب على شي حد آخر فبلاصتك، يا حنا يا هي، فكر
مزيان،كانتسناك تعيطلي فديك النمرة، دابا صافي
وليتي واحد منا

يصعد السيارة، السائق يغلق الباب ويعود إلى مكانه وتنطلق السيارة0 المختار يظل يراقبه ثم يتأمل الورقة ويظل يفكر للحظات، فجأة يمزقها



المختار
(يخاطب نفسه)
هادي سنين وانا كانخطط ونفرق فالقفاف باش
يجي واحد النهار نلقى راسي مضطر باش نضحي
بهاد الشي كامل على ود ديك الشويطينة، ولكن
تستاهل المسخوطة، علاه أنا شحال باقي ليا فهاد
الدنيا آش غادي ندير بشي برلمان ولا بشي صداع الراس ؟

78.    داخلي – شركة – نهار

محمد (28) يسير في ممر الشركة إلى أن يصل إلى مكتب السكرتيرة

محمد
الوالد كاين ؟

السكرتيرة
(تهز رأسها نفيا)
لا مزال ما جا

تظهر علامات الحيرة على محمد وهو يمسك هاتفه النقال يركب رقمنا ويضعه في أذنه

محمد
آلو الوالدة، الوالد خرج من الدار
ولا مازال ؟..آشنو ؟ فالصباح بكري ؟  
لا مازال ماوصل يالاه بسلامة

محمد يعيد الهاتف إلى جيبه ويشرد بذهنه، يتقدم منه خالد(25)، يربت على كتفه

خالد
محمد ياك لا باس

محمد
واحد الوالد مابقاش عاجبني هاد
الأيامات، مابقاش كيعمر لا فالشركة
لا فالدار، وتليفونو ديما مطفي، ما
بقينا عارفيناه فين كايمشي

خالد
وا تلقاه غا كيوجد نشي projet
جديد وماباغيش يخبرنا عليه دابا.

ينصرف خالد. فيما يعاود محمد سحب هاتفه مجددا يركب رقما ويضعه في أذنه

محمد
آلو..السي كريم..كيف داير آخويا
لا باس عليك ؟..الحمد لله، شوف بغيتك
آ خويا فواحد الغرض الله يعطيك الستر.

79.    داخلي – مكتب عدل – نهار

العدل (50) يجلس في مكتب وقبالته يجلس عبد الرجمان وهو يحتسي القهوة.

العدل
وايلي الحاج ومافكرتيش فمراتك
أو ولدك محمد ؟

عبد الرحمان
(يضحك في أسى)
ولدي محمد !؟ فينا هو هاد الولد اللي
غادي يفكر فيا، حاضيني غير وقتاش نموت
باش يورث الجمل بما حمل ..

العدل
وا آش غادي نقولك حضي راسك من هاد النوع
د العيالات، راهم مستعدين يديروا أي حاجة على
قبل الفلوس..

عبد الرحمان يُطلق تنهيدة عميقة

عبد الرحمان
واش أنا باقي كارضع فصبعي باش انت تقولي
هاد الشي معلوم حاضي راسي!


العدل
(يضحك)
وعلى هاد الشي حلبات منك داك
خيتي 15 مليون وهربات


عبد الرحمان
غلطة، وأي إنسان كيغلط، يالاه قولي
دابا آش ندير مع هادي ؟

العدل
(يرفع إصبعه محذرا)
نصيحتي ليك، وياك تعملها، وياك
تكتب ليها الدار

عبد الرحمان
وأنا ماقادرش نخسر ليها
الخاطر ولا نقلقها

العدل
(يفكر)
آجي هي واش قارية شوية؟ مثقفة ؟
كاتعرف شوية فالقانون ..

عبد الرحمان
(يهز رأسه نفيا)
ماكانضنش

العدل
وا دير واحد الحل

عبد الرحمان
(في فضول)
أما هو

العدل
كتب ليها هبة، ومادام انتوما مجوجين
ماغايكونش عندها الحق باش تصرف، وفحالة
الموت لقدر الله الهبة كاتولي باطلة. انت وهمها
 باللي صافي الدار ولات ديالها وهاكدا ماغاتخسر
ليها الخاطر ماغاضيع راسك.

عبد الرحمان يُطلق ضحكة عالية من شدة الفرح.

80.    داخلي – بار – نهار

محمد جالس في بار يحتسي شرابا وهو في حالة انتظار، ثم يتقدم منه كريم (40) وهو يحمل جهاز اللاسلكي، محمد يقف ويصافحه

محمد
آمدرا وصلتي لشي حاجة ؟

كريم
إذا كنت ماوصلت لوالو كاع ماكنت
نتاصل بيك

محمد
يالاه آشنو تما ؟

كريم
(متأسفا)
صراحة خبار ماكيفرحش، الحاج عبد الرحمان
تزوج من واحد البنت فالعشرينات ومسكنها
عندو فالدار د الفيرمة، والمشلكة أنها سبق
ليها تشاد بتهمة ممارسة الدعارة.

يبدو الاستياء على ملامح محمد

محمد
(في حنق)
بحال الى علمني الله، كنت عارف شي
حاجة بحال هادي كاينة

كريم
وباش تكمل الباهية، ملي ماكيكونش
الحاج معاها، كيجي عندها عشيقها..

محمد يضع يده على رأسه في استياء وهو يشرد بذهنه.

81.    داخلي – بلاطو تصوير – نهار

البلاطو عبارة عن غرفة نوم، كل فرد من طاقم الفيلم في موقعه. سارة تؤدي دور زوجة مُعنفة. حيث تستلقي على السرير والدموع تنهمر من عينيها في حزن، يدخل الممثل الذي يؤدي دور زوجها وهو يحمل زجاجة خمر في يده وهو ثمل يبزق أرضا وهو ينظر إليها في احتقار...

الممثل
(يصرخ في وجهها)
واش غاتحمقيني، ياك قلت ليك
سيري وجدي راسك، صحابي بغاوك
تشطحي ليهم

سارة
مافيا، عيانة

الممثل
(وهو يفسخ حزام سرواله)
عيانة ؟ واخا ...

سارة تتراجع في خوف،

سارة
(بصوت باك)
مالك، واش ماعندك نفس د الرجال،
كيفاش كاترضى لمراتك تشطح لرجال
غراب عليها..

الممثل
(يشرع في ضربها بالحزام)
هانا غادي نوريك النفس د الرجال
كي دايرا

ويستمر في ضربها وهي تصرخ وتبكي

رشيد
(مقاطعا)
Stop..bravo..bravo Sara..
يتوقفان عن التمثيل، طاقم الفيلم يتوقف، سارة تنهض،
مصطفى يبتسم لسارة ويرفع إبهاميه لها مشجعا، فيبدو السرور والفرح على ملامحها.

82.    داخلي – ملهى ليلي – ليل

موسيقى هادئة تملأ المكان، بضعة أزواج يرقصون على إيقاع الموسيقى، سارة ومصطفى جالسين حول مائدة يتبادلان الحديث

مصطفى
ملي شديت الباك ديالي دخلت نالكلية الطب، وتما
تعرفت على واحد البنت باها كان مخرج كيعجبها
تقرا السيناريوهات ديال الأفلام اللي كان كيخدم
كانت كاتجيبهوم معاها ن la fac، وكنت كانقراهم
معاها، تما جاتني الفكرة د الكتابة، ساعة بديت
كانبحث فالدومين، أو وليت كانقضي أغلب الأوقات
ديالي فالكتابة، حتى بقيت كانقضي معظم الأوقات
ديالي غير فالكتابة، وبديت كانسمح فالقراية
بشوية بشوية، حتى خرجت من la fac  ماكملتش
فيها، واخترت طريق السينما.

سارة تبتسم له في امتنان

مصطفى
سمحي لي صدعتك، كانهدر بزاف ياك

سارة
لا بالعكس

مصطفى
وانت هدري، قولي شي حاجة

سارة
(تبتسم في خجل)
ما لاقيا مانقول الصراحة

مصطفى
غير هدري، قولي أي حاجة، عاودي ليا
على راسك
سارة
ما فيا حتى حاجة spécial، غير الخدمة
والتمثيل c'est tout

مصطفى
(في فضول)
فاش خدامة ؟

سارة
خدامة

مصطفى
عرفتك خدامة ولكن فاش ؟

سارة
خدامة خدامة

مصطفى
(مستوعبا)
خدامة خدامة ؟

سارة تهز رأسها إيجابا وينفجران ضحكا

سارة
مع واحد السيدة psychiatre
الله يعمرها دار..

مصطفى
(وهو يضحك)
فكرتيني بواحد القصة من الفلكور المغربي سميتها
"بلاد الصم" كان كتبها المرحوم يسري شاكر، كيقولك
واحد القرية الناس ماكيسمعوش، مطروشين، واحد
الصباح خرج واحد السيد اسيمتو ابراهيم من دارو
وتلقا واحد الشاب اسميتو احمد، قاليه : السلام عليكم
آ أحمد، جا احمد باش جاوبو قاليه : حرام آ عليك
آ السي ابراهيم هاد العجل ديالي راه شريتو من السوق
وتجي انت وتقولي سرقتو ليك والعجل ديالك ضاع، جا
السي ابراهيم قاليه : ييه عندك الحق آ السي احمد
الجو بارد غادي نرجع للدار ونلبس الجلابة.
وينفجران ضحكا مرة أخرة..
مصطفى يشرد بذهته

مصطفى
(يعقب وقد اختفت الضحكة)
عرفتي الدنيا اللي عايشين فيها حنا، كاتشبه
نبلاد الصم اللي مذكورة كانسمعوا فالقصة،
نقدروا نكونوا ولكن ماكانفهموش بعضياتنا،
إذن عدم الفهم والصم بحال بحال.

سارة ترتبك قليلا وهي تبتسم، فجأة تتغير الموسيقى إلى موسيقى لاتينية خفيفة تثير حماس كل رواد الملهى حيث يتدافعون لوسط الملهى للرقص، سارة ومصطفى يضلان يتبادلان النظرات،

سارة
ماغاديش ...

مصطفى يمد لها يده ويتجهان نحو وسط الملهى، يشرعان في الرقص، سارة ترقص بمهارة واحترافية عاليتين وفي انسجام تام مع الموسيقى. مصطفى يحدق فيها في اندهاش وإعجاب.

83.    داخلي – الشركة/مكتب عبد الرحمان – نهار

عبد الرحمان جالس في مكتبه يُسلم السكرتيرة بعض الملفات وتنهض مغادرة، حينما تصل الباب يظهر محمد، يتبادلان نظرة غير مريحة هو وعبد الرحمان، تخرج السكرتيرة فيُغلق محمد الباب وراءها ما يثير استغراب عبد الرحمان.

عبد الرحمان
(في امتعاش)
شكون قالك تسد الباب د البيرو
ديالي!؟

محمد لا يرد ويتجه ويجلس قبالته، عبد الرحمان يدون شيئا في ورقة ولا يرفع نظره نحو محمد حين يخاطبه

محمد
الوالد بغيت نهدر معاك
عبد الرحمان
مابقات بو هدرة بيناتنا.

محمد
لا جيت نهدر معاك فموضوع آخر

عبد الرحمان
بخصوص ؟

محمد
بخصوصك انت

عبد الرحمان
(يطق ضحكة ساخرة)
السي محمد ولا كيهتم بيا، سبحان
مبدل الأحوال

محمد
الوالد راه كيفما كان الحال راه
أنا ولدك، حرام تعامل معايا هاكدا،
والمسامح كريم، وأنا وحق الله إلا تبدلت

عبد الرحمان يرفع بصره نحو محمد

عبد الرحمان
شوف آ وليدي آ محمد ماتنساش راه أنا
اللي ربيتك، يعني طير نزل هاد التمثيل
ديالك عمرك ديرو عليا. وباش نكون معاك
صريح أنا خليتك فهاد الشركة غير على وجه
أمك، أما انت كان يصلح ليك اللي يرميك
للزنقة باش تربى و تشوف الناس كيف كاتشقى
على الفلوس اللي كنت انت غير كاتبعثر فيها.

محمد يخفض رأسه يظل صامتا مرتبكا ولا يدري ماذا يقول

عبد الرحمان
قول شنو بغيتي تقول


محمد
ديك البنت اللي جوجتي بيها واللي مسكنا
فالدار د الفيرمة كاتخونك فدارك

تجحظ عينا عبد الرحمان ويندهش

عبد الرحمان
وصلت بيك الوقاحة أنك تراقبني ؟

محمد
خلينا من هاد الهدرة دابا، دابا
غير رد بالك، وإذا ماتيقتينيش تأكد
بنفسك، راني غير خايف عليك

عبد الرحمان
(في برود)
خايف عليا، ولا خايف نجيب اللي
يشاركك الورث ؟

يرن هاتف المكتب، محمد يرتبك ويظلان هو وعبد الرحمان يتبادلان النظرات في صمت، ثم ينهض محمد مغادرا.

84.    داخلي – منزل عبد الرحمان – نهار

عبد الرحمان يسلم ورقة الهبة ليسرا التي تفتحها وتكاد تطير من الفرح، يبدو القلق وعدم الاطمئنان على ملامح عبد الرحمان.

عبد الرحمان
(يحاول الابتسام)
ها أنا يا وعدتك، ها انت آ لالة
الدار ولات دارك.

يسرا تطبع قبلة على خده

يسرا
لهلا يخطيك عليا آ الحاج، لهلا يحرمني
منك. نمشي نوجد ليك الغدا ياك

تهم في الانصراف لكن عبد الرحمان يستوقفها

عبد الرحمان
لا، خصني نمشي عاندي الخدمة
بزاف اليوما.

يسرا
(تتظاهر بالانزعاج)
صافي غاتخليني عاوتاني

عبد الرحمان
غانحاول نكمل بكري باش نرجع عندك.

يطلع على جبينها قبلة ثم ينصرف. تظل تراقبه حتى يغلق الباب وراءه، فتفتح الورقة وتنظر إليها وترفع يديها كأنها حققت نصرا.

85.    خارجي – حقول – نهار

سيارة عبد الرحمان تقف بين الحقول بعيدا عن الضيعة وهو يراقبها من بعيد.

86.    داخلي – داخل سيارة عبد الرحمان – نهار

من وجهة نظر عبد الرحمان V.O.P
سيارة تتجه نحو الضيعة، تتوقف، ويخرج منها البشير، ويدخل.

يظهر الحزن والإحباط على ملامح عبد الرحمان.

87.    داخلي – منزل عبد الرحمان – نهار

البشير مستلق على الأريكة، يسرا تتقدم منه وتقدم له مشروبا غازيا، تجلس بعيدة عنه. هو ينهض من مكانه ويجلس أمامها

البشير
توحشتك

يسرا تنهض وتسير مبتعدة بخطوات، ما يثير استغراب البشير.

يسرا
البشير بغيت نهدر معاك

البشير ينهض ويتبعها ويحاول لمسها، فتبتعد عنه مجددا

البشير
مانأجلوش هاد الهدرة

يسرا
كيف عرفتي دابا أنا مرا
مجوجة ياك

يبدو القلق على ملامح البشير

البشير
إيوا

يسرا
حسن لينا نساليو العلاقة
ديالنا

البشير
(يضحك)
غاديري عليا مرات الراجل ولا ؟

يسرا
(منزعجة)
اللي فات مات، وانا باغيا نبدا
صفحة جديدة ...

البشير
صافي دغيا دغيا، وا زعما أنا وياك
مادوزناش قليل، جربنا الحلوة والمرة،
نسيتي ملي تشدينا مع بعضياتنا



يسرا
(بعصبية)
قلت ليك اللي فات مات

البشير
وشمن ربح طالع ليا أنا من هاد
البيعة والشرية ديالك ؟

يسرا
(في قلق)
كيفاش شمن ربح

البشير
إيوا انت بغيتينا نساليو حيت لقيتي اللي
يعيشك هاد العيشة المفروهة، وأنا بغيتيني
نخرج بحال الحمار

يسرا
(يزداد قلقها)
نفهم هاد الهدرة !

البشير
بغيتينا نتفارقوا خصك تودي، ولا dossier
ديالك كامل تلقايه محطوط فالبيرو د الحاج
من نهار دخلتي للدار د ربيعة

ينهي كلامه بضحكة عالية

88.    داخلي – فيلا عبد الرحمان – نهار

تفتح الخادمة الباب فيدخل عبد الرحمان بخطوات ثقيلة والإرهاق والتعب باديان عليه

الخادمة
الحاج ياك لا باس ؟

عبد الرحمان
لا والو باس، غير عيان شوية

يتجه إلى الداخل وهي تراقبه في قلق، يسير لخطوات فجأة يقف وتزداد حالته سوء، ُثم يسقط أرضا مغمى عليه، فتصرخ الخادمة في فزع.

89.    داخلي – منزل ادريس – نهار

إضاءة خافتة. زينب ترتدي قفطانا وهي تتقدم نحو أمها بعينين دامعتين وتعانقها، وتجهشان بالبكاء معا. ادريس ينظر إليهما وهو يحاول أن يحتفظ بملامحه القاسية.

90.    داخلي – منزل المختار/غرفة 1- ليل

زينب دامعة العينين تجلس أمام المرآة بفستان نوم أبيض، امرأة في الخمسين تقوم بتجهيزها. حيث تسرح شعرها وتضع الزينة على وجهها.

Inter cut
91.    داخلي – منزل المختار/غرفة 2 – ليل

المختار يفرغ من صلاته، بعدها يرفع يديه باتجاه السماء ويردد دعاء شكر الله على نعمه.

92.    داخلي – منزل المختار/غرفة 1- ليل

ينفتح الباب فيظهر المختار وهو يبتسم ابتسامة فرح أقرب إلى ضحكة. ينتفض جسد زينب وهي تتراجع إلى الوراء والرعب والخوف باديان عليها. المختار ينتزع جلبابه ويرميه ويتقدم نحوها ويبتسم في لهفة، يقترب منها فتهرب وتتجه إلى زاوية أخرى، فيطلق ضحكة عالية

المختار
(يضحك)
آ حياني عليكم شحال عزيز عليكم
تمحنونا.

يتجه نحوها وكأنه يحاول الإمساك بدجاجة


زينب
خليني

المختار
(يضحك)
نخليك ! واش عرفتي باش ضحيت
على ودك ؟

ويواصل ضحكه ثم ينقض عليها، فتفلت منه وتلجأ نحو زاوية أخرى، فتتغير ملامح المختار نحو الغضب

المختار
آجي آ هاد المرا ولا غادي
نأدبك، راه الصبر كيتقادا

زينب
(تدمع عينيها)
علاش درتي فيا هاد الشي علاش،
آشنو درتلك

المختار
آشنو درتي ؟ سرقتيلي قلبي
هاد الشي اللي درتي

ويقض عليها فتفلت منه وتهرع نحو زاوية أخرى

زينب
واش ماكاتفهمش، وانا ماباغياكش،
بيني وبينك اكثر من 30 عام،

المختار
دابا راكي مرتي واللي عطا الله
عطاه

ويقض عليها فتفلت منه وتهرع نحو زاوية أخرى

زينب
والله لا خليتك تمسني

المختار ينظر إليها متحفزا، ثم يتجه إلى ركن الغرفة ويسحب منه حبلا ويتخذ منه سوطا ويشرعها في ضربها تسقط أرضا ويواصل ضره وهي تصرخ وتستنجد.  فجأة تركله برجله ويسقط هو أرضا والحبل يوضع فوق عنقه، فتقفز بسرعة نحوه وتشد الحبل وتسحبه وهو يقاوم، فتشرع في خنقه وهو يقاوم، ثم يستلم جسده تدريجيا وينهار، حينما يسقط جثة تستوعب هي ما يحصل فتُصاب الهلع وتُطلق صرخة مدوية، فينفتح الباب في عنف فتظهر المرأة التي كانت تعدها والذعر باد عليها

93.    فوتومونتاج

أ‌-    داخلي – بلاطو تصوير – ليل

البلاطو عبارة عن صالون منزل، أفراد الطاقم كل في موضعه. داخل البلاطو الممثل الذي يؤدي دور زوج سارة يجلس مع أصدقائه يشربون الخمر ويدخنون وسارة ترقص لهم مُرغمة والدموع تنهمر من عينيها في حزن.

ب‌-    خارجي – تلال – نهار

شمس حارقة. أفراد طاقم التصوير يصعدون جبلا وهو يحملون معداتهم، سارة ومصطفى يسيران جنبا إلى جبنا وهما يتبادلان الحديث في مرح، ثم يستريحان على الأرض والتعب باد عليهما.

ت‌-    داخلي – بلاطو التصوير – نهار

أفراد الطاقم مجتمعون حول مائدة عليها صحون الحلوى والعصائر وهم يحتفلون بانتهاء التصوير. ثم يقوم أحدهم بالتقاط صورة جماعية لهم.

94.    خارجي – أمام باب قاعة سينمائية – ليل

أمام باب القاعة عُلق ملصق لفيلم عليه صورة سارة وهي ترقص والدموع تنهمر من عينيها، في الملصق نقرأ عنوان الفيلم بخط كبير "التائهة".
حسن يتجول في الشارع فجأة تقع عيناه على الملصق فتجحظ عيناه ويُصاب بصدمة ويبدو عليه الغضب والحنق، ثم يهز رأسه وكأنه يعد بشيء ما.

95.    خارجي – أمام سيارة محمد – نهار

محمد شارد الذهن وهو يدخن بشراهة. ثم يسحب هاتفه النقال ويركب رقما ويضعه في أذنه

محمد
آلو، بغيتك فواحد المهمة، كالعادة
نقية، والحلاوة ديالي ها انت عارفها،
آش قلتي ؟

1.    داخلي – منزل عبد الرحمان – نهار

نسمع صوت طرق على الباب، تفتحه يسرا فيظهر محمد و عبد الحق (35)، يدخلان ويتظاهران بعدم الحرج وكأنهما داخلان إلى منزلهما ويتجهان إلى وسط المنزل، فيما يسرا تنظر إليهم في استغراب وامتعاض

محمد
(مخاطبا يسرا)
ياك ما انت الخدامة جديدة،
فين مشات كلثوم ؟

يسرا
(ساخرة)
الخدامة جديدة، لهلا يحييك

محمد
وشكون انت بالسلامة

يسرا
أنا هي مولات الدار

محمد وعبد الحق يتبادلان نظرات استغراب

محمد
هاد الدار ديال السي عبد الرحمان،
وأنا ولدو


يسرا
وانا مرتو

محمد
(يتظاهر بالاستغراب)
مرتو ! كاع مافخبرنا حنا

عبد الحق
(في لباقة وأدب)
واخا آ لالة غير سمحيلي لينا، راه السي
محمد جابني لهنا غير باش ناقشو شي أمور
د الخدمة، أنا محامي الشركة، إذا سمحتي
لينا ماغاديش نتعطلوا هنا

يسرا
لا

محمد
(في غضب)
كيفاش لا، واخا تكوني مرتو، راها دار
البا، وماعندكش الحق تخرجيني منها

عبد الحق يحاول تهدئته

يسرا
(في برود)
لا سيدي، هاد الدار راها داري
ماشي دار الباك

محمد
(مستغربا)
كيفاش

يسرا
كيف كاتسمع

عبد الحق
دارك زعما فسميتك ؟

يسرا
ييه فسميتي

محمد
نشوفو الوثيقة اللي كاتبث عاد
الشي ؟

يسرا تطلق تنهيدة انزعاج وهي تسير مبتعدة نحو غرفتها، حينما تختفي تتغير ملامحهما نحو المرح وهما يحاولان كتم ضحكهما

عبد الحق
(همسا)
كيجيتك ؟

محمد
(همسا)
اللي يشوفك يقول محام ديال بصح

يسمعان خطواتها فيستعيدان هيئتهما السابقة. تظهر يسرا وهي تعود إليهما ومعها الورقة، تمدها لهما فيلتقطها عبد الحق، يظل يتأمل فيها

عبد الحق
هادي هبة ماشي ملكية

يظهر الارتباك على ملامح يسرا

يسرا
بحال بحال

عبد الحق
لا ماشي بحال بحال، الهبة ماكتعطيكش
حق التصرف بالملك، إلا فحالة وحدة.

ينظر إلى محمد ثم يُكمل

عبد الحق
إلا فحالة موت مانح الهبة، يعني حتى يموت السي
عبد الرحمان عاد كيولي عندك الحق فالتصرف بها
خرجي منها الناس ولا بيعيها ولا صدقيها، ولكن
مادام السي الحاج باقي عايش يعني هاد الدار
 باقا ديالو وانتي ماعندك حتى حق فيها، ولكن
 واخا هاكداك من بعد هاد الاستقبال اللي
استقبلتينا بيه غادي نحترمو الرغبة ديالك
ونمشيو بحالنا نشوفو شي بلاصة أخرى نديرو
خدمتنا.

محمد وعبد الحق ينصرفان، تتغير ملامح يسرا نحو الارتباك والذعر وهي تشرد بذهنها.
 
96.    داخلي – منزل عبد الرحمان – نهار

البشير يضحك بصوت عال ولا يستطيع منع نفسه. يسرا جالسة تدخن بشراهة وهي في قمة الغضب.

البشير O/S
(ضاحكا)
هذا هو الحاج اللي تربط فيسرا أو اللي طلباتو
ما كيردو ليها، كنت حاسباه خاتم فصبعك زدقتي انت
اللي لعبة فيدو كيجي يتسلى بيك حتى كيشبع أو يمشي،
ولكن حتى انتوما يا هاد العيالات آش كيسحابليكم
الرجال  ولاو حوالة صافي غير كيشوفو الزين كيتسطاو ؟
ماكيبقاو عارفين لا أمهم  لا خالتهم ؟

ثم يطلق ضحكة عالية، يزيد من غضبها وانزعاجها وهي تواصل التدخين

يسرا
(تشرد ببصرها)
واخا يا ودي يا الحاج، واخا

البشير
قلتي داك المحامي قالك إذا مات
الحاج تولي هاد الفيرمة ديالك

يسرا تهز رأسها إيجابا


البشير
مادام هو كاين فالكلينيك ناعس
القضية ساهلة، نقتلوه تما وغادي
يعتبروه موتة ديال الله، ماتخافيش
ضربيها عليا ولكن القضية غاتكون
غالية عليك شوية

يسرا
(مندهشة وفي عصبية)
آش كاتخربك، قالولك عليا قتالة
ثم تنهض واقفة وقد بدأت تهدأ تدريجيا

يسرا
عموما ماخسرتش والو، أنا مازالا
مراتو، وعايشة معاه فدارو ...

هو ينهض ويتجه نحوها ويقف وراءها

البشير
فنظرك علاش كدب عليك ؟ علاش
مابغاش يكتب ليك هاد الفيرمة
فسميتك لو كان ماغاديش يتفارق
معاك كيف كان موهمك ؟

يسرا تظل صامتة ولا تدري ماذا تقول

البشير
(يتكلم ببطء)
القضية باينة، واضحة، يدوز معاك
الوقت وملي يشبع منك يقولك بسلامة،
وشكون عارف شحال من وحدة سبقاتك
لهاد الدار...

يسرا تشرد ببصرها والبشير يواصل كلامه

البشير
هذا زمان القوي كياكل الضعيف،
تخلصي منو قبل مايتخلص منك، راه
هادي هي الفرصة ماضيعيهاش من يدك
البشير
إلا إذا كنت ماسخيتيش بالدار
ديال ربيعة

ويضحك، هي تنظر إليه نظرة انزعاج،

البشير
آش قلتي ؟

يسرا
(تطلق تنهيدة عميقة)
قتلوا

البشير يبتسم في فرح

البشير
بغيت النص فهاد الفيرمة

يسرا تهز رأسها موافقة وعدم الارتياح باد عليها.

97.    داخلي – منزل المختار/ الغرفة 1 – ليل

جثة المختار على الأرض تلتقطها عدسات المحققين، ورجال الشرطة منتشرين في كل مكان، ونساء المختار وبعض رجاله يراقبون المشهد في ذهول. زينب منزوية في غرفة وهي تبكي في هلع وذهول.

98.    خارجي – الحي – ليل

طفل في العاشرة يركض في الحي وهو يردد خبر موت المختار

الطفل
الحاج المختار مات..الحاج المختار
 مات..

فيبدو الاهتمام على وجوه أصحاب المحلات ورواد المقاهي والشباب الواقفين أمام الأرصفة.


99.    داخلي – منزل ادريس – ليل

مرآة تعكس وجه ادريس وعيناه دامعتان والندم والهوان باديان على ملامحه

زوجته O/S
(صوت باك)
عمري ماغادي نسمح ليك إذا
طرات شي حاجة لبنتي، انت هو
السباب د هاد الشي كامل،
انت هو السباب.

100.    خارجي – أمام منزل المختار – ليل

سيارات الشرطة والإسعاف أمام باب المنزل والناس متمهرون هناك وآخرون يتوافدون عليهم، وهم يرددون الأقاويل ...

المرأة 1
بصح قالوا مراتوا اللي
قتلاتو ؟ ولكن شكون فيهم ؟

المرأة 2
والله مانعرف آ ختي، قالوا كان كيضربها
وهي تحشي فيه الموس

المرأة 1
الموس ؟ ماشي ضرباتو بالبوطة للراس ؟

101.    خارجي – أمام باب المصحة – ليل

البشير يجلس في سيارته المركونة في موقف سيارات المصحة، يتردي نظارات طبية ثم يخرج من السيارة وهو يحمل معطفا أبيض وحقيبة.

لقطة انتقالية للبشير وهو يتجه نحو المصحة حيث يستوقفه الحارس

الحارس
فين غادي آ سيدي ؟
البشير
(في وقار)
أنا هو الدكتور علي، عيطولي
فهاد المصحة باش نجي نشوف واحد
ال malade  عندكوم سميتو عبد الرحمان

الحارس
(في احترام)
آه الحاج عبد الرحمان، واخا سيدي
سمح ليا ماكاندير غير خدمتي

ثم يتراجع. البشير يواصل سيره ويجتاز باب المصحة.

102.    داخلي – المصحة / الممر – ليل

البشير يعبر الممر وهو يحاول أن يبدو طبيعيا.

103.    داخلي – المصحة / غرفة عبد الرحمان – ليل

البشير يدخل الغرفة ويغلق الباب في حذر محاولا أن لا يصدر أي صوت، عبد الرحمان مستلق في السرير وهو نائم. يتقدم نحوه، يسحب الوسادة من تحت رأسه ويضعه فوق وجهه ويضغط، يستيقظ عبد الرحمان ويحاول الصراخ لكن الوسادة المضغوطة على وجهه تمنعه، يحاول المقاومة عن طريق ضرب البشير على وجهه لكن البشير يواصل خنقه. عبد الرحمان يمسك بشعر البشير وهو ينتفه كآخر محاولات المقاومة، فتتوقف يداه فجأة ويستسلم ويموت. يرفع البشير الوسادة فيجد عبد الرحمان وقد صار جثة يظل يتأمله للحظات ثم يعيدها تحت رأسه وينصرف  تاركا آثار شعره على غطاء عبد الرحمان وبين أصابعه.

104.    داخلي – مطعم – ليل

مصطفى وسارة يتناولان العشاء ويتبادلان الحديث

مصطفى
عرفتي ! من نهار تلونصا الفيلم ف les salles
كلشي تايعيط عليا كيسولوني عليك، vraiment
كنت incroyable ، كاع المخرجين اللي كانعرف
كيسولوني عليك بغاو يشوفوك، من بينهم واحد
Directeur de casting ، دابا كيختار ممثلين
مغاربة باش يشاركو فواحد فيلم أجنبي inretnational
إذا سهلك الله فهادا غادي تكون هادي الانطلاقة
ديالك نحو العالمية..

سارة
(منبهرة)
Woow ، لهاد الدرجة كاع

مصطفى
ياك ديما كنت كانقوليك انت موهوبة،
وعموما ها المهرجانات جايين وغاتشوفي بعينك

فجأة تتغير ملامحها وتدمع عينيها وهي تشرد بذهنها، مصطفى يتأثر

مصطفى
(في فضول)
نتمنا يكونوا دموع الفرحة،
وماشي د شي حاجة أخرى

سارة
عندي واحد المشكل فحياتي، سمح
ليا ماقدرتش نقولك عليه

مصطفى
(في اهتمام)
شمن مشكل ؟

سارة
مانقدرش نهدر عليه دابا، غير
اعذرني عفاك، من بعد إذا قدرت
نعاودلك عليه غادي نهدر

مصطفى
Bien sur bien sur ، ماضغطيش على
راسك. المهم فهاد اللحظة ماتفكري
حتى فحاجة، فكري غير فالمستقبل
والنجاح اللي كيتسناك

105.    خارجي – أمام باب العمارة– ليل

سيارة مصطفى تتوقف، تنزل سارة، مصطفى ينطلق مبتعدا وهي تلوح له بيدها مودعة ثم تتجه نحو مدخل العمارة.

106.    داخلي – سلالم العمارة – ليل

سارة تصعد السلالم فجأة تتوقف وكأن شيئا لفت انتباهها أو سمعت صوتا ما، تستدير فتجحظ عيناها ويصيبها الذعر.
ترى حسن وهو يصعد وراءها وينظر إليها متحفزا، تحاول أن تقول شيئا لكنها لا تقدر بسبب الرعب وهول الصدمة، يتقدم منها ويسحب خنجرا ويوجه لها عدة طعنات في بطنها، ينفتح فمها وتلفظ أنفاسها الأخيرة وتسقط أرضا، والدماء تسيل وتنزل عبر السلالم.

107.    خارجي – أمام مقهى – نهار

البشير يخرج من المقهى ويسير مبتعدا، سيارات الشرطة تعترض طريقه فيرتبك ويبدو عليه الذعر، ينزل كريم ومعه بعض رجال الأمن يتجهون نحوه ويكبلون يديه ثم يقودونه نحو الشاحنة وهو يتظاهر أنه لا يعلم لماذا يفعلون ذلك

البشير
آش كاين ؟ غير قولولي آش كاين بعدا ؟

لا يردون عليه، يدفعونه نحو الشاحنة في عنف ويغلقون الباب وينطلقون.

108.    داخلي – مخفر الشرطة / مكتب كريم – نهار

كريم جالس في مكتبه وهو يدير عجلات الكرسي ويرمق البشير بنظرات فاحصة ومتشككة تثير ارتباكه فيخفض رأسه إلى الأرض وهو يعبث بأنامله.
يُطرق الباب فيدخل رجل وهو يحمل في يده ورقة، يسلمها لكريم

الرجل
تقرير المختبر، نتائج الحمض النووي
د العينات د الشعر اللي لقينا أمام
الجثة منطابقين مع عينات شعر المتهم،
يعني أنهم لنفس الشخص

البشير يغمض عينيه ويتنفس في عمق واستسلام، كريم يرمقه بابتسامة ساخرة

كريم
شنو دابا ؟ غادي تكر ولا غاتبقا
تمرض فينا ؟؟

109.    خارجي – حقول – نهار

سيارات الشرطة تسير نحو منزل الضيعة.

110.    داخلي مخفر الشرطة / مكتب كريم – نهار

كريم جالس في مكتبه وأمامه يجلس ضابط أمام الآلة الكاتبة يدون الأقوال، البشير ويسرا يجلسان قبالة بعضهما، وهي في قمة التوتر والارتباك

يسرا
(في توتر وعصبية)
أنا هاد السيد ماكانعرفوش،
عمري شفتو

كريم
(في هدوء)
ولكن هو كيقول بلي انت اللي طلبت
منو قتل الحاج باش تستافدي من الفيرمة،
يعني انت اللي عندك مصلحة فالموت ديالو.

يسرا
(بنفس العصبية)
مصلحة ! بالعكس أنا الحاج عمرو ماحرمني
من شي حاجة، واللي كنت كانطلبها منو
كان كيجيبها ليا...

كريم يٌفكر، فجأة يسحب البشير هاتفه النقال ويضعه على المكتب ويُشغل المحادثة التي دارت بينه وبين يسرا حينما كان يعرض عليها قتل عبد الرحمان وهي وافقت، خلال ذلك يسرا تنهار تدريجيا، فيما يظهر الفضول والمفاجأة على ملامح كمال والضابط

البشير
(يوضح)
سجلت هاد الهدرة باش نضمن أنها غاتوفي
بالوعد ديالها وتعطيني النص فالفيرمة.

كريم يطلق تنهيدة ارتياح عميقة وهو يستند إلى مكتبه، ثم يبدو عليه الاهتمام والفضول

كريم
أجيو بعدا شكون اللي قاليكوم
أن الهبة كاتسمح للمنوح له حق
التصرف بالملك فحالة موت المانح

يسرا والبشير يتبادلان النظرات، كريم يسحب ورقة الاعترافات ويضعها أمامهما ليوقعاها، يسرا تهم في قول شيء ما لكن كريم يقاطعها

كريم
(في صرامة)
وقعي هنا

يوقعان، فيما يظهر عدم الاطمئنان على وجه الضابط ..

111.    خارجي – أمام مخفر الشرطة – غروب

كريم يخرج من باب المخفر وهو يشعل سيجارة ويسير مبتعدا على قدميه. الضابط يخرج راكضا ليلحق به

الضابط
(مناديا)
الشاف !

كريم يستدير،

الضابط
كانضن أنه كاين شي طرف آخر مستفد من
الموت د الحاج، وهو اللي كان كيحرك يسرا
والبشير

كريم يطيل التحديق في عيني الضابط، ثم يدير ظهره ويواصل سيره وهو يضحك في سخرية.

112.    خارجي – أمام باب منزل ادريس – نهار

يد تطرق الباب، ينفتح فتظهر أم زينب وهي في حالة حزن تام، الطارق هو رجل في منتصف الثلاثين

الرجل
صباح الخير آ خالتي ..راني جيت
بواحد الخبار كيفرح ان شاء الله

لا تبدي الأم أية مبالاة بكلام الرجل

الرجل
زينب طلعات براءة..

هنا تتفاجأ الأم وتجحظ عيناها

الأم
براءة ؟ مافهمتش ؟

الرجل
القاضي حكم عليها بالبراءة، حيت
كانت كادافع على راسها..

الأم
وفينا هي دابا ؟ امتى يطلقوها؟

الرجل
دابا هي كاينة فالحبس الاحتياطي غادي دوز
تما شهرين ساعة غادي تخرج وترجع لعندكم..
يالاه السلام عليكم.

ينصرف الرجل فتقترب اللقطة من ملامح الأم حيث يظهر على ملامحها مزيج من الارتياح والقلق والتوتر.
113.    داخلي – محطة طرقية / شباك التذاكر – نهار

المكان مزدحم ونسمع صوت الضجيج، زينب تستلم التذكرة وتتقدم وهي تحمل حقيبتها.

114.    خارجي – المحطة الطرقية / موقف الحافلات – نهار

زينب تحمل حقيبتها وتسير وسط الزحام، ترتفع اللقطة إلى الأعلى فيصبح المنظر عاما للحافلات والمسافرين وهم في حالة نشاط وحركة.


نهـايـــة



 
  سيناريو: مُـعـاد مُـحـال-المغرب (2013-08-31)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

مُـتـمـردات-سيناريو: مُـعـاد مُـحـال-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia