احتضن المقهى الأدبي (ميرابيل) بوجدة ليلة الأحد 14 يوليوز 2013 بعد صلاة التراويح وإلى حدود الواحدة صباحا حفلا بهيجا لتكريم أحد شيوخ الشعر بوجدة خاصة والوطن العربي عامة، إنه الشاعر محمد علي الرباوي الذي عرف منذ بداياته الشعرية بتواضعه وشموخه، بكثرة شعره وقلة حديث، بقوة كلماته وليونة معاملاته، أحبه الكثير لأنه كان المساند الرسمي لكل شاعر مبتدئ، وناصح رشيد لكل أخاذ طريق التوسع والتملك.
استهل الحفل بكلمة لمنسق المقهى الأستاذ عبد السلام بوسنينة الذي رحب بالحضور وقدم شهادة في حق المحتفى به، ثم استهل النشاط بتقديم لمسير الجلسة الأستاذ مومن الصوفي وهو أستاذ جامعي تخصص اللغة الإسبانية، الذي نوه بالشعر محمد علي الرباوي، وأشار إلى مميزاته الشخصية والإبداعية.
ثم تناول الكلمة الدكتور الأستاذ مصطفى سلوي الذي قدم ورقة حول الأسطورة في شعر محمد علي الرباوي من خلال قصيدة باب المنصور، حيث أشار إلى أن الأسطورة التي يمتلك ناصيتها الشاعر ليست أسطورية غامضة أو مبهمة، وإنما هي من صلب الشاعر ومن ثقافته، ومن ثمة وجب الإلمام بتلك المرجعيات حتى يتوصل القارئ لمكنون شعره.
تلاه الأستاذ الدكتور محمد دخيسي الذي عرض بالشرح والتحليل قصيدة (سلطان باليما وبوجميع في سبع موجات) حيث لفت الانتباه إلى أهم مكونات هذه القصيدة، سواء منها التاريخية أو الفنية أو الاجتماعية وغيرها.. وأكد أنه حظي بطلب الشاعر ذاته في يوم سابق لإسماعه هذه القصيدة، فتركت أثرا إيجابيا لديه جعلته يشتغل عليها ويقوم بقراءتها.
أما الأستاذ الزبير خياط فقدم شهادة في حق المحتفى به الشاعر محمد علي الرباوي من خلال نص إبداعي يجمع بين النثر والشعر، ذكر فيه بأهم مراحل تعرفه على الشاعر، وأهم مميزاته الشخصية والاجتماعية والفنية والإبداعية.
ثم كان لصديق الشاعر مولاي أحمد الكمون الفرصة للتعبير عن بعض أسرار الشاعر، الذي وصفه ببراءة الطفولة وحلم كبار العلماء، وبكونه كان ميالا إلى الاطلاع على كل ما يصادفه من كتابات، حتى كان شعره كيمياء المكان والزمان بامتياز، نهل من كل المنابع فتنوعت مشاربه.
آخر مداخلة تلاها الأستاذ محمد نوالي نيابة عن صديق يوسف السالمي الذي تعذر عليه القدوم لأسباب صحية، فكان عرضه مقاربا لسمة الوصل والفصل في ديوان (من مكابدات السندباد المغربي)، حيث أشار إلى بعض ملامح الوصل بين الجمل في الديوان، باستعمال واو العطف حينا وتغييبه تارة أخرى.
كما قدم كل من الشاعر محمد لقاح كلمة مقتضبة ثمنها بقصيد مهداة للشاعر محمد علي الرباوي، وتلاه الشاعر محمد ماني بقصيدة أخرى يذكر فيها صفات المحتفى به وخصاله.
بعد القراءات والشهادات، قدمت هدايا للشاعر وهي عبارة عن باقات ورد وشموع وتذاكر ولوحات تشكيلية من لدن أصدقائه ومقربيه ومبدعي الجهة. ثم تناول الشاعر محمد علي الرباوي الكلمة الذي عبر عن عدم امتلاكه الكلمات المناسبة للتعبير عن فرحه وسعادته.
تميز الحفل بتقديم حلوى وهدايا على كل الحاضرين وحفل (فاكهة) على شرفهم.