سبق لنا أن أطلقنا لقب " أب السينما المغربية " على المخرج الراحل محمد عصفور ، 1926 ـ 2005 ، باعتباره أول مغربي وقف خلف الكاميرا كمخرج وانخرط في عوالم السينما بشكل مبكر منذ مطلع الأربعينيات من القرن الماضي ، ويحق لنا اليوم أن نطلق لقب " أم السينما المغربية " على زوجته السيدة ماكدلينا بولين نوري فاطمة ، بمناسبة أول تكريم لها من طرف المشرفين على ادارة ملتقى زرهون الوطني لسينما القرية في دورته السابعة ، من 10 الى 12 ماي 2013 . فهذه المرأة المغربية ذات الأصول الغربية ، المزدادة يوم 20 يوليوز 1926 بألمانيا ، وقفت الى جانب زوجها الراحل منذ تعرفت عليه سنة 1948 وارتبطت به شرعيا سنة 1949 وآمنت بموهبته وانخرطت معه في مغامرة العشق اللامحدود للسينما وتقنياتها ، مشكلة بذلك سندا ماديا ومعنويا له ولتجربته السينمائية الرائدة . لقد رافقت السيدة فاطمة زوجها الراحل في جل محطات حياته ومسيرته الفنية واضطلعت الى جانبه بمهام التشخيص والتصوير وكتابة السيناريو والماكياج والمساعدة في الاخراج والتوضيب وغير ذلك من التخصصات السينمائية ، بل كانت تقوم بأدوار أخرى موازية كاعداد الطعام للممثلين والتقنيين أثناء تصوير الأفلام ومساعدة زوجها في ادارة شركة الانتاج التي أسسها سنة 1966 تحت اسم " عصفور فيلم " . لقد كانت هذه السيدة بحق امرأة استثنائية ومتعددة المواهب شأنها في ذلك شأن زوجها الراحل محمد عصفور ، الذي لو كان حيا بيننا لحظة تكريمها الى جانب مصمم الديكور مولاي الطيب العلوي عشية السبت 11 ماي الجاري بدار الثقافة بمولاي ادريس زرهون ، لما تردد في الجهر بأن " وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة " . فتحية لهذه السينمائية القحة التي كان حضورها لافتا في أفلام زوجها " اليتيم " و " بوخو النجار " و " عيسى الأطلس " ، التي سيعاد عرضها بمناسبة هذا الاحتفاء ، الذي سبق لنا أن اقترحناه على منظمي مهرجاننا السينمائي الوطني عبر المنابر الاعلامية . لكنهم مع كامل الأسف لم يلتقطوا الاشارة.