كرَّم الأديب ناجي نعمان، في ختام الموسم الخامس لصالونه الأدبيّ الثَّقافيّ (2012-2013)، رجلَ المآثر والكتابات المونسينيور جورج يغيايان، فاستقبلَه في مؤسَّسته للثَّقافة بالمجَّان ضيفًا في "لقاء الأربعاء" الثَّلاثين.
بعد النَّشيد الوطنيّ، كلمةٌ من ناجي نعمان، ومُبادرة، قال: "شِئتُ، اللَّيلةَ، أنْ أرفعَ التَّحيَّةَ لأرمينيا، ولِشَعبها، مُفتَتِحًا، منذ الآنَ، وقبلَ الموعد بعامَين، مئويَّةَ الإبادة الَّتي ارتُكِبَتْ في حقِّ الأرمن، هذا الشَّعبِ الطَّيِّب، المؤمنِ، الفاعِل، وذلك بالبَدءِ بنَشر أبحاثٍ جديدة، وإعادةِ نشر كتبٍ سابقة، وإقامةِ النَّدَوات، على ما يُقَدِّرُ اللهُ، ويَسمَح، بالتَّعاون مع مَن يَرغَبُ منكم ومن مَعارفكم من المُهتَمِّين بالموضوع الأرمنيّ".
وتكلَّم الدُّكتور ميشال كعدي، وممَّا قالَه في يغيايان: "فكَّر بشجاعة المؤمن، فما خاف من زحزحة الجبل، وما تهيَّبَ الجَلَلَ ساعةَ تتَّسعُ الوقفةُ، وإنَّما خاضَ معاركَه الإنسانيَّةَ والرُّوحيَّةَ بقدرة قادر".
وألقى المونسينيور جورج يغيايان محاضرتَه، وممَّا جاءَ فيها: "أنا أُحبُّ وأنا أُسامِح، لكنَّ المُسامحةَ البشريَّةَ لا تعني المُسامحةَ الإلهيَّة، وعلى مَن يُريدُ أن يَتحرَّرَ، فبالحقِّ يتحرَّر. وعليه، بالتَّالي، أنْ يعترفَ بما فَعلَ هو، أو فَعلَ أبوهُ، أو جَدُّه، أو جَدُّ جَدِّه، حتَّى يرتاحَ، ويُريح!" وأردفَ: "بمعموديَّةِ السَّلام تعمَّدَ الأرمنُ، وعلى عِشق السَّلام نشأوا وترعرعوا، والسَّلامَ العالميَّ يَنشدون، سلامَ الشُّجعان والأبطال والأحرار، لا سلامَ القَهر والطُّغيان والعُبوديَّة، بحيث يكونُ هذا السَّلامُ لهم، وللعالَم أجمع، طريقَ مجدٍ ممكنٍ لِتُركيا، وإكليلَ فخرٍ دائمٍ لأرمينيا، يَنعمُ به الأبناءُ والأحفاد، وتَتباهى به الأممُ والشُّعوب".
وكانت مداخلةٌ وقصيدةٌ أولى باللُّبنانيَّة من الشَّاعر جورج شكُّور، منها: "بْيعْلى جْبينو لبنان / لمَّا بْيذْكُر هالأرمَن / عِلم ومحبِّه وإيمان / ونفحِة أخلاقُن سَوسَن"؛ ومداخلةٌ وقصيدةٌ أخرى بالفصحى من الشَّاعر رياض حلاَّق، منها: "عانى وكَدَّ ليدركَ المأمولا / ساعٍ يَرومُ من الحياة جليلا / يشقى ليبني من عصارةِ قلبهِ / أثرًا يكونُ لسَعيه إكليلا"؛ كما كانت نقاشاتٌ حول موضوع الإبادة الأرمنيَّة.
وسلَّمَ ناجي نَعمان المونسينيور يغيايان شهادةَ التَّكريم والاستِضافة؛ وانتقلَ الجميعُ إلى نخب المناسبة، وإلى توزيعٍ مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نَعمان للثَّقافة بالمجَّان ودار نَعمان للثَّقافة، ومنها كُتُبٌ ثلاثةٌ في الموضوع الأرمنيّ. كما جالَ الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة مِتري وأنجليك نَعمان الاستِعاديَّة اللَّتين افتُتحتا مؤخَّرًا في مناسبة المئويَّة الأولى لولادة الأديب والشَّاعر متري نَعمان.
***
هذا، وتميَّزَ اللِّقاءُ بحضور حَشدٍ من رجال الدِّين، من مِثل: الأب العامّ على الجمعيَّة البولُسيَّة الياس أغيا، والأب الياس خيَّاط، ممثِّلاً دير بزمَّار، والآباء رافايل جوهرجي، سيبوه غارابديان، رافي أوهانسيان، جورج بدر؛ بالإضافة إلى جمهرةٍ من مُحِبِّي الثَّقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: جوزف كِشيشيان، جو زوليكيان، يوسف عيد، جان كمَيد، ميشال جحا، حبيب ياغي، فيليب الهيبي، فريد الخوري، ريمون عازار، نبيل بو عبسي، بنت الأرز أنجِل، ندى نعمة بجَّاني، فرنسيس الحدَّاد، يِبريم آزاديان، جوزف جدعون، سمير خيَّاط، شربل عقل، قسطنطين رزق الله، أديب القسِّيس، ريتا كوروموليان، غريغوار كالوست، جوزف باليان وعقيلته آمال خوري، إميل كَبا وعقيلته تيريز عطا الله، فيكتور القارح وعقيلته سعاد نعمان، سيمون مليحة وعقيلته ماري زيَّاني، عبدو خزّوم وعقيلته كوليت عبُّود.
وكان "لقاء الأربعاء" استضافَ في موسمه الخامس (2012-2013)، إلى المونسينيور يغيايان، كلاًّ من الدّكتور يوسف عيد، الشَّريفة الدّكتورة سلوى الخليل الأمين، الدّكتورة ريما نجم بجَّاني، الدّكتور ميشال جحا، البروفسُّور مُخلِص الجدَّة.