سقطت رموز الاستبداد والفساد والعطالة.. ولم تسقط بعد...يبس ربيع الثورة وصار هشيما تؤججه نيران الفرقة والتعصب..مشاهد ملحمية في الشوارع والميادين..عند ملتقى شارعين كبيرين..كان الناس يركب بعضهم بعضا..يتفرجون في ذهول على جماعة ملتحين مدججين بالهراوات والسيوف ينزلون ضربا وقرعا على رؤوس رجال ونساء عاديين مسالمين أنيقي المظهر...فجأة وقفت سيارة رباعية الدفع.. بيضاء اللون.. تحمل علامة تلفيزيونية لقناة غربية مشهورة تتربع على على عرش الصورة..نزل منها ثلاثة زعران أولهم فارع الطول يضع على كتفه الأيمن كاميرا..هيأ له اللآخران مكانا يتيح له الرِرؤية بوضوح..ووفرا له التغطية على مستوى ظهره..أخذ يصور وقائع وأحداث ما يجري..بعد وقت قليل جدا..دوت كلمة "سطوب"..توقفت الحركة وضعت السيوف والهراوات جانبا تقدم مستخدم فوضعها في السيارة..مسح الملتحون والمسالمون ماعلق بثيابهم من تراب ودماء..تعانقوا وتبادلوا التهاني على انجازهم الرائع..ثم اختفوافي الزحام.