ذات غروب ..
كنتِ آتية كالطّيف
يُداهم وحْشَتي .
ويُؤثث الزّمان كما يَشتهي
لِيَزيد ابتهاجي و لَوعَتــي .
ذات غروب ..
كنت كالصّيف يمحو آثار النّدوب
من على وجنتـي..
ويُذوِّب جذوة من هوىً
مازال يُلهب حُرقتي .
ذات غروب ..
كان نجمُك يُعانق أَفلاكَ العاشقين
وينتشي ثمِلا يغازل نجمتي .
ذات غروب ..
كان جَوادك مُسرجا بالشّوق
يَرقُب انكسار جِيدك
الرّخاميّ على حافة صهوتــي .
ذات غروب ..
والشفقُ لاحَ ، حين رسمـتـكِ ..
وثغرُك و الشفاهُ تِرياقٌ
يؤجل مواعيـد موتي ..
ويُلغي مراسيم جنازتــي .
ذات غروب ..
أسلمتني الشمس خيوطهـا،
وسقتني راح الخلود ،
وقاسمتني سناء الحلول ،
وشَطَحـات جَذبتــي .
ذات غروب ..
دثّـرتني الرّيح من الرّيح ،
وأعارتني جواز الفَيَافـي،
وهمهماتِ الغُيوم ..
فكانتِ السّنابلُ ردائـي
والعواصف قُبّعتــي .
ذات غروب ،
ليس كالغروب،
لَمْلَمْتُ انْشِطاري وَتَوَجُّسي..
وكان الأفق يوغل في الـهروب،
ويَنْثَني حَسيرا على مُقْلتي ..
أَقَمتُ بَيارقي،
وأحرقتُ جَواز تَصَكّعــي،
وآثرت النِّـزال صَونًا لماء الوجهِ،
ومَددت أذرُعي مِلء المدى ،
واحتضنت الغروب .