نظم فرع اتحاد كتاب المغرب ببني ملال ـ الفقيه بن صالح ، بتعاون مع مديرية وزارة الثقافة بجهة تادلا أزيلال احتفالية باليوم العالمي للشعر،على مدار يومين 22 و 23 مارس 2013.
ـ الجمعة 22 مارس 2013
توزعت مؤسسات تربوية بمدينة الفقيه بن صالح الحدث بحضور شعراء مغاربة إلى مؤسسات تربوية ـ تعليمية . فثانوية ابن خلدون الإعدادية ، كانت على موعد مع شاعرين وهما نزار كربوط وفتح الله بوعزة على الساعة الثالثة بعد الزوال ، بقاعة الندوات . فبعد الكلمة التأطيرية للأستاذ برناكي البوعزاوي في دلالة الاحتفاء بالشعر باعتباره ضرورة نشأت مع الإنسان كقيم جوهرية . وبالتالي ، فالشعر تعبيرات جمالية وتخييلية عديدة ومتنوعة . في هذا السياق ، تقدم الأستاذ محجوب عرفاوي بورقة نقدية في ديوان " قاب كأسين من ريحه " للشاعر فتح الله بوعزة ، مبرزا تيمات هذه المجموعة غير المفارقة للواقع والحياة عبر لغة رائقة . وهي معطيات تؤكد شعرية هذه المجموعة كلبنة تنضاف للمتن الشعري المغربي والعربي على حد تعبير العارض . وفي المقابل ، عرض الأستاذ عبد الغني فوزي تجربة الشاعر نزار كربوط للحضور كصوت جميل وعميق نحت اسمه بهدوء ، مبرزا العارض بعض خصائص شعرية أعماله الشعرية في ديوانيه " رماد عاشق " و " أحمري يبتلعه السواد " ، المتمثلة في حضور الذات اللافت ، ولكن بالمعنى الشعري ، إضافة إلى شعرنة التفاصيل في أفق رؤيوي. وبعد ذلك انهمر مطر الشعر في القاعة عبر قراءات شعرية للشعراء الحاضرين : نزار كربوط ، فتح الله بوعزة ، عبد الغني فوزي ، صالح لبريني ، أحمد البهيشاوي ؛ في نبرات وصيغ جمالية متنوعة .
في نفس اليوم مساء ، وعلى الساعة السابعة ، نظمت ثلاثة لقاءات بالتوازي . اللقاء الأول بثاتوية التغناري التأهيلية ، بقاعة العروض ، تضمن قراءات شعرية بالتتالي عبر الخيط الرابط للأستاذ سعيد الحاجي بين القراءات الشعرية مع الشعراء صالح لبريني ، عبد الغني فوزي ـ أحمد البهيشاوي . هذا فضلا عن أصوات واعدة من صفوف التلاميذ . وفي المقابل ، تخللت اللقاء مقاطع موسيقية رائقة من إعداد الفنان أحمد قرقوري .
أما اللقاء الثاني ، وبنفس التوقيت ؛ فكان في ثانوية بئرانزران التي عرفت قراءات مع الشعراء عبد الله بن ناجي ، عبد الحفيظ المريح ، فتح الله بوعزة ، هذا فضلا عن قراءات لطاقات واعدة من صفوف التلاميذ . كما تخللت القراءات أسئلة حوارية موجهة للشعراء المشاركين من إعداد الأستاذ نجيب عبد اللطيف . مما أضفى عمقا وجمالية أدت إلى استساغة طول اللقاء .
وأخيرا ، اللقاء الثالث وبنفس التوقيت ، بدار الطالب والطالبة بالفقيه بن صالح ، فكانت اللحظة مفتوحة مع الشاعرة المغربية أمال الرحماوي التي قدمها للحضور الروائي عبد الله عدالي بكلمة جميلة لماحة للشعر ودلالاته العديدة والمتشابكة ، مبرزا ذلك بمتون شعرية لشعراء مغاربة . وبعد ذلك أتحفت الشاعرة آمال الرحماوي الحضور بقراءات شعرية . هذا فضلا عن أصوات واعدة. وفي آخر اللقاء ، تم توزيع جوائز تقديرية على التلاميذ المتفوقين في مساراتهم الدراسية.
ـ السبت 23 مارس 2013 صباحا ، وعلى الساعة العاشرة ، كان الحضور بثانوية التغناري على موعد مع أوراق نقدية في " سؤال الذات في الكتابة الشعرية " . في هذا المحور تناول الأستاذ عرفاوي تجليات الذات في الكتابة الشعرية كمظاهر نفسية ومعرفية وكذا لغوبة ، مبرزا ذلك من خلال شواهد ومتون شعرية . الشاعر صالح لبريني ركز على ميسم الذات في " فروسية"الشاعر أحمد المجاطي ، محددا تذويت الواقع بشكل مأساوي ـ غنائي في تجربة هذا الشاعر الفريدة . أما الشاعر أحمد البهيشاوي فجسد علاقته بالكتابة الشعرية ، مبرزا أن الذات بؤرة الكتابة . فتتخذ الذات مظاهر عدة في إحالة على مراجع تشكل التجربة الشعرية . وفي المساء من نفس اليوم ، على الساعة الخامسة بعد الزوال ، اجتمع الشعراء في أمسية شعرية كبرى بدار الطالب بالفقيه بن صالح ، فتعددت القراءات بالتناوب بكامل الديمقراطية الشعرية على المنبر الشعري أسماء شعرية وهي : ريحانة بشير ، نزار كربوط ، إبراهيم قازو ـ صالح لبريني ـ أحمد البهيشاوي ، عبد الله بن ناجي، آمال الرحماوي ، عبد الحفيظ المريح ، خديجة شاكر ،عبد الغني فوزي ، قاسم لوباي . فكان الإدهاش سيد الموقف ، من خلال نبرات وصيغ جمالية متعددة ومتنوعة في الكتابة والإلقاء . إلى جانب فواصل موسيقية أخاذة مع الفنان أحمد قرقوري ، صحبة أصوات ثرة . وفي الصميم كان القاص عبد الواحد كفيح منشط اللقاء ماطرا بدوره ، من خلال تعليقات خفيفة وظريفة تعلي من السقف بحكمة .
وفي الحصيلة ، تحول اليوم العالمي للشعر بالفقيه بن صالح إلى شبه حدث ثقافي تردد صداه ، وذهب دبيبه في المسالك اليومية ، ولو المتصلبة منها . والفضل أولا وأخيرا للشعر وحده الذي بإمكانه أن يطلع عبر بروقه كسلطة بالمعنى الرمزي والعميق للكلمة . والبقية تأتي...