مدكوك البنية..قصير القامة، أنهكه شظف العيش وبؤس الحال..وشت بذلك ملامح وجهه الذابلة..قلبه يلتظ بنار التهميش والاقصاء ..عيناه تقدحان بشرارة الحقد والكراهية..دس يده في جيب سترته المتهرئة..أخرج منه سجارة من النوع الرخيص..أشعلها في لهفة وطفق يمتصها بنهم، ينفث دخانها بعنف كثور هائج..اختبأ وراء شجرة..أجال بصره بالجوار..فإذا بقضيب حديدي مطروح أرضا على مقربة منه..بدا له كسيف بتار..إلتقطه..لوح به في السماء..سحب نفسا عميقا.. حبسه في صدره.. صاح بأعلى صوته: ها..ها..أنا قادم أيتها العفاريت والتماسيح..اليوم يومكم.. سوف أقددكم قددا ولن أبقي منكم أحدا..ها..ثم ابتلعته الظلمة الضاربة الأطناب في المكان.