القمر و حيد هذا المساء
لا عناق...
في هذا الليل المتوهج.
امتطى فراشات النار
وعلى ضفاف القلب المشتعل
تحترق الموجات.
العاصفة أوشكت على العبور
بلا رذاذ
أو مطر..
فلماذا يذهب البحر إلى النهر؟؟.
حروفا للقلب أخطها
و آخرى للألم.
رصاص السنين
الأقبية
القبور
الأمنيات الضائعات
الخيبات الأليفة
محابر لا تنضب مياه حروفها.
وأنا يا وطني الجريح،
لا أظنك تنسى
أو تسلو..
لا أظنك حجرا
كي تمنح قلبي..
كل هذه القسوة.
فيا فردوسي المسلوب،
أين ذهبت ظلال الأشجار
التي صنعت منها بيتا ؟
أين أجد براءة الطفولة الضائعة ؟
يا أيها الجسد اللعين
الذي يلبسني،
أرْقصْ من فرط النار
وامْنٓحْ سفني رمادها
كي لا تستحم في مستنقع الردة.
الضجيج الذي اعتقدته ربيعا
اصفرت قبل اليناعة خضرته.
فيا أيتها الترابية،
لا يخدعنك كل هذا البهاء المعتم
فالقمر لا يختال بغرته
لأن أضواءه مستعارة،
فراشه يحرقه إعماؤه
لآن ذاكرته أقصر من المدى
و أنا... ،
بعد كل هذا الخمر الأليم،
سأصحو من صمتي
الذي لم يهدأ صراخه،
سأصحو من ذاكرتي
التي لم تنم أبدا من الوجع.
سأنبت من رحم الطين
سأعلو كما النخل
حين يغازله فضاؤه
حروفا للقلب
و آخرى لأحلام الأزقة
لا...،
لن أسقط أبدا
وهما تخدعه سماؤه.