أصبح الحديث عن المقهى الأدبي –وجدة- في الآونة الأخيرة ، مستفيضا كفضاء ثقافي نشيط في الجهة الشرقية،ينظم حفلات توقيع احتفاء بالمبدعين في المجال الأدبي سردا ونظما ،وفي الجال الوصفي دراسات وقراءات ، ويشرف على تنظيم عروض أدبية وتربوية وفنية ولما كنت احمل بعضا من الهم الثقافي زرت المقهى في هذا اليوم ...غصت القاعة بالحاضرين، شيبا وشبابا نساء ورجالا أعرف منها الكثير من الوجوه المهتمة ، شعراء وروائيين وقصاصين و أساتذة باحثين و أساتذة جامعيين
خلف المنصة يجلس كل من الباحث الشاب الدكتور فؤاد عفاني والدكتور مومن الصوفي وقيدوم شعراء الجهة الدكتور محمد علي الرباوي. تتوسطهم الشاعرة حليمة الاسماعيلي وزوجها مولاي رشيد العلوي...علمت من خلال أحد المشرفين على المقهى الأدبي، أن اليوم على غير عادة المقهى يستظيف شاعرة قال -والعلم لله- أنه أول احتفاء بالعنصر النسوي،
افتتح اللقاء، الكاتب الروائي السيد محمد العرجوني بكلمة ترحيب، بدءا بالمحتفى بها و بالأساتذة المشاركين في تقديم هذا النشاط . ثم التفت إلى الحضور وخص بالترحيب وهو ينظر إلي وإلى بعض الوجوه الأخرى الإخوان والأخوات الذين شرفوا المقهى الأدبي بحضورهم لأول مرة، لا أخفيكم أني أحسست بالدفء داخل هذا الفضاء...
وانطلق الحفل................
تناول الكلمة الباحث مومن الصوفي أخذ يتحدث عن الشعر العربي واختلاف التعريفات للشعر من لغة إلى لغة من قوم إلى قوم متوقفا قليلا عند تعريف أبي العلاء المعري للشعر...، أسلم الكلمة للشاعر محمد ماني الذي انتصب وسط الحاضرين ، وبطريقته المعهودة في الإلقاء أتحف الحاضرين بقصيدة نظمها في حق الشاعرة المحتفى بها ، وتلاه الشاعر الدكتور محمد علي الرباوي في كلمة أو شهادة في حق الشاعرة التي تابع نشاطها الإبداعي منذ ديوانها الأول ، لم يفت الشاعر أن يشيد بالقصيدة النثرية مزكيا ما يذهب إليه بقصة حسان بن ثابت مع ابنه ، وبما نعت به المشركون النبي الكريم بكونه شاعر...
أحيل المكرفون إلى الباحث الشاب الدكتور فؤاد عفناني ، في ورقة تقديمية للديوان .انطلقا من مختلف الدلالات المعجمية باعتبار العلاقات والصلات التي حددها في خمسة.. ركز في تقديمه على ما لاحظه عند الشاعرة في تعاملها مع الماء في نظمها و حرصا على صدق ما يذهب إليه سعى إلى اليوان الأول للشاعرة فلاحظ أن الماء وسم بالعطش ...أما في هذا فقد أحدث الماء قطيعة مع العطش ، فبدا الماء في دلالات شتى منها"المنع" المعاناة" منها "الخصب والعطاء "باعتبار المطر مذكر والأرض مؤنثا.. لبس الماء دلالة "التطهير والشفاء "يغسل آثار الجوى، كما وظفته الشاعرة كمعادل للحياة أحيانا وأخرى معيقا لها....
بعد هذا أسندت الكلمة للشاعر مولاي رشيد العلوي زوج الشاعرة، تحدث عن بلاغة الجمال في الديوان، كما جسدتها الصورة والإيقاع ، وختم كلمته بقصيدة نظمها في حق الشاعرة
آلت الكلمة في الأخيرة للشاعرة التي أوجزت كلمة في حق الجهة وما يربطها بها من علاقات وفي حق المقهى الأدبي والمجهودات التي يبذلها ، والتفتت إلى الدكتور فؤاد عفاني تعترف أنه لامس كنه قصيدتها.. وشنفت آذان الحاضرين بإلقائها بعض قصائدها
كانت أمسية ناجحة بكل المقاييس حضور كبير ومستوى أدبي رفيع .لم يفتني أن أسأل عن الموعد اللاحق : فأسرع الفنان يحيى دخيسي يعلن يوم الثاني من فبراير 2013على الساعة الرابعة بعد الزوال موعد مع توقيع ديوان للشاعر سعيد هادف.