شكلت الخطوط المنظمة والتقاطعات الجديدة في لوحات الفنانة التشكيلية فاطمة بنكيران لفتا لأنظار زوار الملتقى الوطني للفن التشكيلي المعاصر بمراكش بحركات مجالية ذات أبعاد ثقافية وفنية محضة، سواء من حيث الألوان أو من حيث تنويع العلامات والأشكال والرموز، أو من حيث التقارب الفني الممتد في كل أرجاء الفضاء، مع إظهار التشكيلات الباطنية في مساحات مسطحة بخصائص العمق الذي ينبثق من الواقع الذي يرصد العملية الزمانية بأبعاد مختلفة، حيث تستطيع بتجربتها الكبيرة وخبرتها الابداعية استعمال المساحات الخالية لتأدية مضامين في قوالب جمالية بحثة، تجذب عين المتلقي فهي لا ترسم أشكالا في فراغ معين ولكنها تُحوّل الفراغ برمته إلى شكل فني جمالي محض، تتبدى فيه موسيقى تنبعث من الحركة التي تحدثها الأشكال، فتقدم بذلك باكورة فنية جديدة في منجزها التشكيلي الغزير بالإشارات، والمتميز بالتناغم الجميل في كل المكونات الأساسية التي تشكل ماهية العمل الابداعي. كما أن التجريدات الشكلية تشكل أدوات أيقونية دالة على مناحي كثيرة في تكونات التلاقي الفني، والتفاعلات اللونية التي تفصح عن مخفيات الأعمال، وبذلك تظهر الأشكال العامة في ولادة جديدة وفي استحداثات متوالية تطارد المألوف وتتجاوز الجاهز. كما أن اختلاف الأنماط التعبيرية مقارنة مع التجربة الأولى للفنانة فاطمة بنكيران في تشكيل الأشكال والألوان وكل عناصر الأعمال تدفع بالحركة نحو التدرج على إيقاع سمفوني رائع يوحي بالتركيبية المثبتة بوعي وبشكل رصين تلقي بكل جمالياتها على لوحاتها التشكيلية.