وضع عيد الأضحى قدمه الأولى فوق عتبة البيت، عقد صاحبي العزم على أن يشتري الأضحية..ويطرد البؤس الذي يقاسمه الحياة، ويؤثث قلوب أبنائه بالفرح أخذ جهاز التليفزيون إلى "الجوطية"..حيث باعه واشترى الخروف، حل الليل... أخذ يتفرج على عائلته في غياب جهاز التلفيزيون الذي تحول قسرا بين عشية وضحاها إلى خروف العيد..يجيل ناظره بين ثنايا وجوههم ..وسط صمت مهول..سرعان ما بدا في مقلتيه ذهول، وتقلصت تقاطيع وجهه عندما اكتشف أن أبناءه قد كبروا أمام أعينه، وما عادوا صغارا كما كانوا..وهو لم يلاحظ ذلك قط..افترش الحزن وجهه..خلا بنفسه لفترة مطرقا..أقسم خلالها على ألا يدخل جهاز التليفزيون المشئوم الذي سرق منه أبناءه لسنين بيته مرة ثانية، طيلة ما بقي على قيد الحياة.