يستقبل هذا العدد الجديد من{الكلمة}، التي تصدر من لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، عدد 66 أكتوبر/ تشرين أول 2012، عضوا جديدا في أسرة التحرير هو الكاتب والروائي العراقي سلام إبراهيم، الذي انضم إلى أسرة التحرير مسؤولا عن باب قص/ سرد. وقد جاء العدد حافلا كالعادة بالعديد من المواد الثرية. حيث ينعي إلى الواقع الثقافي العربي رحيل الكاتب الكبير محمد البساطي، وقد كان من أنصار (الكلمة) وزودها برواياته وأقاصيصه، ويخصص ملفا ضافيا عنه، يقدم فيه عددا من حواراته، ومجموعة من الشهادات والدراسات عنه. كما ينعي المسرحي العراقي قاسم مطرود الذي كان هو الآخر من كتاب (الكلمة) ويقدم دراسة لأحدث أنجازاته. وتواصل الكلمة إلى جانب اهتمامها بالراحلين، الاهتمام بالحراك الناجم عن ثورات الربيع العربي المتتالية بالتعرف على ديموقراطية العبيد التي تختزنها أميركا له ولبلدانه. كما يحتفي العدد بشهادة المسرحي المغربي المرموق عبدالكريم برشيد، ويقدم دراسة ضافية عما يمكن دعوته بكينونة المسرح وماهية العرض. ودراسات أخرى عن تأثير بارت على النقد العربي، وعن الفلسفة الشاعرة، وعن واحدة من روايات نجيب محفوظ الإشكالية. وتنشر الكلمة كعادتها رواية جديدة؛ جاءت هذه المرة من العراق، تستثمر تاريخ العراق القديم وأساطيره في بنية روائية تجريبية تتغيا الحفر في تاريخ العنف في بلاد ما بين النهرين. كما تنشر رواية قصيرة للكاتب الفرنسي العظيم بلزاك، في ترجمة جديدة بديعة خص بها المترجم (الكلمة)، كما تقدم ديوانا جديدا لشاعر فلسطيني يعاند منفاه في قصائد ترسم اغتراب ذات الشاعر المثقل بانجراحات الزمن الرديء. فضلا عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب {الكلمة} المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل {الكلمة} مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات كتابنا من مختلف أنحاء الوطن العربي.
وتخصص (الكلمة) ملف هذا العدد للكاتب الكبير والإنسان النادر محمد البساطي، الذي رحل عن عالمنا فجأة، وبعد صراع قصير مع المرض، يوم 14 يوليو 2012. تجمع فيه الكثير مما كتب عنه، وبعض حواراته، وتقدم به إسهامها المتواضع في تسليط الضوء على عالمه الثري وفنه السردي الشيق، وأسلوبه الفريد. ويفتتح الناقد الدكتور صبري حافظ باب دراسات ب "محمد البساطي..وجع الفقد المضاعف"، شهادة طويلة عميقة بما تختزله من أفكار، حيث رثاءه الشخصي لصديق وكاتب أثرى الحياة الأدبية العربية بإبداعه المتميز، وقدم للرواية العربية عطاءا فريدا في لغته وشخوصه ومنهج السرد فيه. ويستعيد هنا في هذه الأمشاج التي يتضافر فيها الشخصي مع النقدي مسيرة علاقة صداقة ثرية يكشف خلالها عن الكاتب وموقفه معا. ويسعى الباحث المصري ممدوح فراج النابي في دراسته "من سكونية البطل الى حركية المجتمع" إلى طرح تأويل جديد لرواية قديمة ومحيرة لنجيب محفوظ، يخرج بها نسبيا عن سياق روايات المرحلة التي كتبها فيها. يبني فيه على قراءات سابقة اعتمدت منهج التحليل النفسي، ويوسع أفق تلك القراءات بمزيد من التفسيرات لفتح أفق التأويل على عدد من الأبعاد الجديدة. وفي مقاربته "الفلسفة الشاعرة" يتناول الباحث التونسي مصطفى القلعي كتاب زهير الخويلدي «لزوميّة العود على بدء»، فيشير إلى العلاقة الجدلية الدائرة فيه بين الشعر والفلسفة، والكيفية التي تتحاور فيها النصوص، وتشتبك الشعرية بعالم المفاهيم والمعرفة ككل في محاولتها للتعامل مع مكائد المعنى وشذراته ومع تواريخ اللغة وترسباته في ثنايا مفرداتها. بينما يكشف الناقد المغربي حسن مخافي في دراسته لحضور بارت في النقد المغربي، والعربي من ورائه، وتأثيره عليهما، عن أن إقامة بارت في المغرب لم تكن كافية لكي تؤثر أفكاره في المشهد الأدبي، وإنما كان ضروريا أن تتخلق سياقات مغربية خالصة تسمح بتلقيه، وتبلور من خلال فعاليات الحراك الثقافي نفسه الحاجة لكشوفه النقدية. وتعود الباحثة السودانية خديجة صفوت في "ديمقراطية العبيد والشرق الأوسط الجديد" إلى ما جرى أثناء اجتياح «إعصار كاترينا» للجنوب الأمريكي لتكشف كيف تتغلل بنية القهر والإفقار في الأسس التي يقوم عليها المجتمع الأمريكي، كاشفة عن حقيقة ما تسميه بديموقراطية العبيد فيه والتي يريد فرضها على منطقتنا، بتحويل بشرها إلى نظير عربي للسود في الجنوب الأمريكي. أما الناقد المسرحي أحمد بلخيري فيكتب عن "تهشيم التقليد في "مراسيم الأزمنة" للمسرحي العراقي الراحل قاسم مطرود الذي ودعنا الشهر الماضي، وهو نص التقديم الذي خص به الباحث المغربي أحدث نصوص الراحل المسرحية وتنشره الكلمة وفاء لقاسم مطرود واحتفاء بمنجزه الدرامي. المسرحي الأردني منصور عمايرة يقدم استقصاءاته التنظيرية حول أنطولوجيا الظاهرة المسرحية العربية في دراسته "المسرح "النص/ العرض" والوسائط"، ويموضع تلك الاستقصاءات على الوتر المشدود، في واقع ما بعد الكولونيالية، بين خصوصية الهوية وأهمية تجذير المسرح في التراث، وبين حالة الاستلاب للغرب الذي لا يأبه بالآخر المختلف.
وتنشر الكلمة ديوانا شعريا من فلسطين "قصائد المنفى" للشاعر حسن العاصي، ويمثل هذا الديوان الصغير مختارات من قصائد خطها الشاعر الفلسطيني المغترب في "المنفى" حيث يبدو الوطن بعيدا في الأقاصي، فيبحث الشاعر عن الأمكنة والدروب والناس فلا يجد أمامه الى وجوه "استبداد" تقتلع أوجه الجمال من كل شيء وكأننا أمام مقبرة كبيرة تسجى الأجساد داخلها وينمحي حينها كل شيء. كما نقرأ في العدد الجديد قصائد للشعراء: رامي ياسين، مصطفى سعيد، آمال عواد رضوان، صلاح عليوة، بليغ حمدي اسماعيل. باب سرد يحتفي برواية من العراق للروائي محمد علي النصراوي موسومة ب"البرقيل" حيث يستثمر الروائي في روايته الأولى تاريخ العراق القديم وأساطيره برموز الخلق والموت المستمر منذ عمق التاريخ حتى الآن في بنية روائية تجريبية تستثمر فنيّ النحت والرسم في محاولة (الفرد – الفنان) البحث عن الذات وعلاقته بـ {المكان – الحجر} وتاريخ العنف في بلاد ما بين النهرين، بمزج الرموز القديمة والمعاصرة. وتنشر الكلمة قصة طويلة عبارة عن رواية قصيرة للكاتب بلزاك وتحمل عنوان "التحفة الخفية" حيث تكشف بعمق ما يجول في روح الرسام الخالد من عوالم. وتقدم الكلمة قصة جديدة للكاتب العراقي المرموق سلام ابراهيم وهي بمثابة إعلان انضمام كاتبها لأسرة التحرير مسؤولا من هذا العدد عن باب قص. ويحفل العدد الجديد بنصوص المبدعين منصور الصويم، إسلام أبو شكير، سالم أبو شبانة.
باب النقد يفتتحه الباحث رشيد عويدة بالسؤال حول "المثقف العربي وإشكالية الماهية والتباس الأدوار"، مسلطا الضوء على مفهوم المثقف العضوي عند غرامشي، ويقرأ الشاعر العراقي علي البزاز المقيم في المغرب في "عقاب الخطيئة الأولى كان شكلا أولا ثم مضمونا ثانيا" كتاب تودوروف وما يدور فيه من النقاش حول طبيعة العلاقة بين الجمالي وبين الواقع، بينما يناقش نصير الخزرجي "جديد العروض في هندسة العروض من جديد" وتتناول الكاتبة اللبنانية مادونا عسكر أسس "فن الحوار" وأدبياته في "كيف يكون الحوار إنسانا"، ويتناول الكاتب الاسباني خافيير مارياس "سبعة مسوغات لعدم كتابة الرواية وواحد لكتابتها"، بلغة ساخرة تتناول تمظهرات الروائي في الإعلام، ويرصد مأمون شحاذة في مقال فريد "عملية سيناء في الفايسبوك"، وحول واقع الآن والهنا الفلسطيني يكتب جواد بولس "لكل عملة وجهان"، بينما يربط هاني حجاج في "نزع الثوب الثقيل" بين مفهوم "التعرية" ومصطلحات تعود لنظرية الأدب. ويسلط الباحث المصري خالد محمد عبده في نصه "مولانا جلال الدين الرومي..من أنا؟؟" على "الكلمة" المقدس والشعر والجوهر. ويناقش الكاتب الفلسطيني فراس حج محمد تجليات المعايير المزدوجة لمقولة حقوق الإنسان بين "الإنشاء الجميل والواقع المخيف".
وتستعيد الباحثة أثير محمد علي في باب علامات سلامة موسى وهو يشرح مقولة "من هو الكاتب العظيم" والمنشور في مجلة «الأديب» اللبنانية، حيث ينبري يحاور قارئ سنة 1954، وكأنه يحاور قارئ اليوم حول بعض مشاغل "نظرية الأدب"، كالتواشج العضوي بين الجماليّة والمعرفة، ووظيفة الأدب، ومعيارية سؤال عظمة المنجز الأدبي في التاريخ، ومسؤولية المثقف تجاه الواقع. كما تنشر الكلمة في باب مواجهات شهادة "تجربة حياة وحياة تجربة" للمسرحي عبدالكريم برشيد، وهي نص الشهادة التي أدلى بها الكاتب المسرحي المغربي المرموق في سوق عكاظ بالجزيرة العربية، في دورته السادسة في الشهر الماضي، ضمن ندوة تجارب الكتاب، ويكشف فيها عن علاقته مع الكتابة المسرحية باعتبارها تجربة حياة، وتجربة أبداع معا، يتضافر فيها العنصران: الحياة ومفاهيم الكتابة المسرحي. كما يضم الباب حوارا مع ريجيس دوبري والمقدس، ويستبين القارئ مفهوم المقدس ضمن أفقه الأوسع، والكيفية التي وظف بها للتأثير على العقول، كجزء من خطاب السلطة. يفتتح باب كتب محرر الكلمة عبدالحق ميفراني بمقال "السير جنب الحافة" متوقفا هذه المرة عند تجربة الشاعرة السعودية هدى الدغفق، ويقربنا الناقد الفلسطيني المرموق ابراهيم درويش من "عالم الجماعات الجهادية"، ويقرأ الناقد والمبدع حسن اليملاحي مجموعة قصصية "غرف الانتظار" متوقفا عند سرديات الانتظار داخل المجموعة، أما القاص حميد ركاطة فيقربنا من سمات التجربة الشعرية الجديدة في تونس بعد ثورة الياسمين، الكاتب خالد البقالي القاسمي يكتب "ماء كثير وغواية أكثر" محاولا الاقتراب من أسرار قصائد كتبت بخلفية معرفية، الكاتب الأردني سمير أحمد الشريف يقارب مجموعة الكاتبة محاسن الحمصي القصصية انطلاقا من دلالات العناوين وخصوصية اللغة، وينتهي الأمين المصباحي متسائلا عن الهوية الأمازيغية منن خلال نص إبداعي كي يختتم مواد باب كتب.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت:
http://www.alkalimah.net