"كريستين" غارقةٌ في كتاب للقديس (قديسها) تروتسكي.
رنّ الهاتف. انقض عليه. سمع صوت "نادية" التونسية أكّالة "الهريسة" (ذات النهدين المثيرين للجدل) على الطرف الآخر تستحثه وهي تضحك:
ـ النار... النار... أسرِع... أسرع وإلا ناديتُ رجال المطافئ!
تلعثم ونطق بكلمات غير مترابطة كان آخِرُها: "حسناً... حسناً... حالاً... حالاً".
نهض ليلبس ثيابه بينما "كريستين" تسأل:
ـ مَنْ يا حبيبي؟
ـ إنه كمال... تدهورت صحته... يجب أن أرافقه إلى قسم المستعجلات في مستشفى "القديس جوزيف"... زغَبَهُ الله وأكل "الهريسة" و...
ـ آه... مسكين!... اذهب... اذهب بسرعة... ليس له غيرنا في هذه المدنية...
قبَّلَها على جبينها بحنان الزوج المخلص وهرول خارج البيت وقد نبتت له ساق ثالثة... (لم ترها "كريستين").