عن منشورات اتحاد كتاب المغرب، صدرت مؤخرا للكاتب المغربي مصطفى يعلى دراسة بعنوان: "نحو تأصيل الدراسة الأدبية الشعبية بالمغرب"، تقع هذه الدراسة في 120 صفحة. تتصدر الدراسة لوحة تشكيلية للفنان المغربي خليل غريب.
تضم الدراسة المحاور التالية: "أما قبل"، "نحو تأصيل الدراسة الأدبية الشعبية بالمغرب"، "الأدب الشعبي موضوعا للدراسة الأدبية"، "الحكاية العجيبة بين الشفاهية والكتابية: ائتلاف في الثوابت"، "واختلاف في التفاصيل"، "قراءة في حكاية مغربية عجيبة"، "نحو تلقي القصص الشعبي : قراءة في حكاية شعبية"، "وظائف المرأة في الحكاية المغربية المرحة"، "التكرار باعتباره مكونا بنائيا في الحكاية"، "أما بعد".
قد جاء في ظهر الكتاب: «تتركز مقصدية الأبحاث المدرجة بين دفتي هذا الكتاب، على محاولة استطلاع بعض القضايا المرتبطة بالأدب الشعبي، واستنطاق عدد مهم من نصوصه السردية، بهدف الإجابة تطبيقيا عن طائفة من الأسئلة الملحة في حقل الدراسة الأدبية الشعبية، من مثل: كيف نظرت النخب المثقفة في المغرب إلى هذا الأدب المغبون؟ وكيف ولماذا ومتى شرعت هذه النظرة في التحول من الضد إلى الضد؟. ومن هم الجنود المجهولون الذين كانوا يعنون به في مرحلة التأسيس الصعبة، عاملين في دأب وإخلاص ونكران ذات، من أجل تأصيل وإرساء الدراسة الأدبية الشعبية في المغرب، بهدف إعادة الاعتبار إلى أدب همش تحت طائلة فهم ووعي مغلوطين طال أمدهما؟.
ثم، هل هذا الادب يستحق بشكل عام في المغرب وغير المغرب أن تبذل من أجله جهود مضنية من أجل جمعه ودراسته؟. فأية ثيمات وأية جماليات وأية وظائف وأهداف، وما إلى ذلك من مواصفات وإشكالات هذا الأدب تغربي ببذل هذه الجهود وتبررها؟ بل هل هذا الأدب موجود أصلا؟. وإذا كان موجودا، فما هو حجم التراكم المتحقق لمتونه؟. وقبلا، أيملك فعلا خصوصيات تربطه بالتربة المحلية والوطنية والقومية، مع العلم أنه ينتمي في الاصل إلى حقل أوسع هو الحقل العالمي؟.
وأخيرا، هل يمكن أن يكون المنجز الأدبي الشعبي مصدر إلهام وإغناء لمختلف أجناس وأنواع الأدب الرسمي ذاته، فيخصبها بالأساطير المثرية والرموز العميقة واشكال التعبير المدهشة، فاتحا أمام مبدعيها افاقا شاسعة في مجال الخلق والتجريب والامتياح، تساعدهم تعبيريا في إنجاز عملية تحديث أساليبهم وتنويع أنسجة وبنيات نصوصهم وتعميق منظورهم ورؤاهم؟.»
والكاتب المغربي مصطفى يعلى، شاعر وناقد من مواليد القصر الكبير، حاصل على دكتوراه الدولة من كلية الآداب بالرباط، اشتغل مصطفى يعلى بالتعليم الثانوي إلى حدود سنة 1977، ثم التحق أستاذا جامعيا بكلية الآداب بالقنيطرة، بدأ النشر سنة 1966 بظهور قصته «سأبدأ من الصفر» على صفحات جريدة «الأنباء». ثم نشر كتاباته بمجموعة من الصحف والمجلات: العلم، الاتحاد الاشتراكي، البيان، أقلام، الثقافة الجديدة، آفاق، الكاتب العربي،... يتوزع إنتاجه بين الكتابة القصصية، والدراسات الأدبية، و"نحو تأصيل الدراسة الأدبية الشعبية بالمغرب" هو الإصدار الحادي عشر بعد "أنياب طويلة في وجه المدينة" (قصص) سنة 1976، "دائرة الكسوف" (قصص) سنة 1980، "لحظة الصفر" (قصص) سنة 1996، "امتداد الحكاية الشعبية" (دراسة) سنة 1999، "القصص الشعبي بالمغرب) (دراسة) سنة 2001، "السرد المغربي بيبليوغرافية متخصصة (1930-1980) سنة 2002، " القصص الشعبي: قضايا وإشكالات" (دراسة) سنة 2007، "السرد ذاكرة" (درسة) سنة 2009، "شرخ كالعنكبوت (قصص) سنة 2009، "ظاهرة المحلية في السرد المغربي" (دراسة) سنة 2011.