احتفت رابطة الإبداع الثقافي بالقصر الكبير الجمعة 31 غشت 2012 بقاعة النادي المغربي بالإصدارات الجديدة للأكاديمي الدكتور أحمد هاشم الريسوني، وفي كلمتها التي ألقاها الاستاذ مصطفى الورادي أكد على عدم ترك الشأن الثقافي المحلي معلقا على مشجب الزمن، لذلك مارست الرابطة فعلها الثقافي داخل الفضاء الجمعوي ضدا على التهميش واللامبالاة بقناعات لن تركن لليأس وفق أهداف تنتصر لإعادة الثقة للعمل الجمعوي الثقافي ، والمساهمة في دعم الممارسة الديمقراطية ضدا على القبح، ورفع الحصار عن المثقف، والإيمان بالحوار، وتدبير الاختلاف بمد اليد لكافة الفاعلين ....
باقتدار لافت أدار الندوة الشاعر المغربي عبد السلام دخان، وأطر قبسها الأول الدكتور حسن الطريبق فأشار إلى قدرة المحتفى به على سبر النصوص الشعرية، فهو مفعم ومفرط في حساسيته الإبداعية الممتدة الروابط: بحثا علميا أكاديميا، وإبدعا..... .
واعتبر الدكتور حسن الطريبق أعمال الدكتور أحمد هاشم الريسوني ذات موازاة تجمع بين العمل العلمي الجاد الذي يركز على الشعر المغربي تجميعا ودراسة، والشعر النثري اللاهث بطبيعة إحساس حقيقة ميزتها الأصالة والرصانة .
- القبس الثاني بعتبة : ( شطحات في منتهى الغناء ) كان للشاعر المغربي المهدي أخريف، فبعد أن قدم نبذة عن الشاعر من حيث النشأة والتربية والمؤثرات والتشبع بعشق الطبيعة الجبلية والتفرد الذي لم ينح منحى شعراء الحداثة العرب..
إن دواوين الشاعر أحمد هاشم ( مرتيليات 1998،الجبل الأخضر 1999،النور 2000،لا 2012) غنائية متميزة بشطحاتها ومدح الأمكنة، فمفرداتها المحترقة حد الشبق تحاول الإمساك بالنار، إنها نصوص شعرية ملتبسة أحيانا ،حاضرة بقوة بدون ضجيج تمد اليد للحياة في مغامرة "شطحية" ميزت مسيرته الشعرية منذ الانطلاقة الاولى.
إيقاعا القصيدة الريسونية أعلت شأن العبث بالمعنى، وهي قصيدة تتنامى وفق حركية تنويعات ...
- الدكتور عبد اللطيف شهبون أطر المؤلف/ الأطروحة :" إبداعية الكتابة ، دراسات في التحديث الشعري عند محمد الصباغ " وخلص الى ميزتين :
- انتصار المؤلف لفكرة الأدب المغربي فهو ليس بالضرورة صدى للأدب العربي في المشرق .
- عمل المؤلف أطروحة يكتبها مبدع عن مبدع، ولغته ذات جنوح وإبداع وانزياح .
لقد توفق الدكتور أحمد هاشم الريسوني في توظيف المنهاج التاريخي، وتخصيب الرؤية كما توفق في مقارباته الاستنباطية الناهلة من الثقافة الاسبانية ..واجتهد في مسألتين :الربط بعض الدلالات المشتركة بين النقاد القدامى والمحدثين، ونحت تيمات باعتماد منهاج القراءة الموضوعاتية والمنهاج التاريخي .
عمل الدكتور الريسوني يرد الاعتبار لشخصيات أدبية كبيرة ،وهو دعوة للدفاع عن الأدب المغربي .
الدكتور العلامة "عبد الله الترغي" بسط المسيرة العلمية للمحتفى به منذ التحاقه بكلية الاداب بتطوان طالبا ثم أستاذا للتعليم العالي، واعتبره منتجا يجمع بين الإبداع الشعري والكتابة النقدية .
المحتفى به الدكتور أحمد هاشم الريسوني قدم رؤيته للكتابة بين ماهو نقدي وماهو إبداعي واعتبر طريق الإبداع صعبة، فالمتعة تدفعه للمستقبل الحالم بحلم مطلق لمواصلة الحياة والانطلاق في الكتابة لممارسة عشقها .
واعتبر أحمد هاشم كتاباته النقدية فرصة للتأمل، وكتاباته الشعرية محفزا ذاتيا لعشق موغل في اللانهائي، وأن الكتابة حلم الحالم في البحث عن آفاق منفتحة على رؤى مسوقة للأزمنة ،،وما اختياره لأعمال "محمد الصباغ" إلا لأنها بذوات متعددة من الكتابات فالصباغ لم يلق ذاك الاهتمام فهو رائد قصيدة النثر الأدبي (أنا والقمر) وله اهتمام بأدب الطفل والكتابة الرومانسية.
إن تحريك أحمد هاشم الريسوني لبحيرة الصباغ الآسنة، عودة إلى النبوغ المغربي الذي يمتلك أدبا متميزا ،كما أن الكتابة عن الصباغ منحتني الكثير من التجديد الفني يقول أحمد هاشم .
وختم المحتفى به بقراءات شعرية من ديوانه الأخير""لا "":
لملم الرهط جلابيب النهار
ثم تزاحموا طوابير...
...........................
..........................
كم يلزمني من جسد
أن اخرج من جسدي؟