في إطار الأنشطة التي تقوم بها الشاعرة الإعلامية عزيزة رحموني بدعوة من مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين في المكتبة الوسائطية/الرباط تمّ الاحتفاء بمجموعة من المبدعين في مجال القصة القصيرة يوم السبت25 غشت 2012على الساعة(10)العاشرة صباحا.
تضمن الحفل قراءات لكل من المبدعين:
عبد الحميد الغرباوي/ البيضاء
زوليخة موساوي الاخضري/القنيطرة
محمد ايت حنّا/سلا
كريمة دلياس/الدار البيضاء
حسن خرماز/تيفلت
رشيدة فقري/البيضاء
محمد البلبال بوغنيم/تيفلت
مصطفى الموذن/سيدي سليمان
علي بنساعود/فاس
تضمن الحفل أيضا وصلات موسيقية من توقيع الزجال الموسيقي الصديق بن بورحيم. كانت الصبيحة من تقديم الشاعر الفيلسوف عبدالحميد شوقي الذي فتح اللقاء بمقدمة مما جاء فيها: (اذا كانت الرواية صوت للجماعة يستعيد الزمن فان الشعر صوت للفرد يمثل فن الإدهاش و القصة تمثل ومضة تفتقر للانفعال الشعري و الطول السردي و لا تتعدد فيها الشخوص لكنها تمتح من البياض و الحذف و الإيحاء و هدم العالم....و نحن هنا لننصت لومضات تشبه فلاشات مصور يريد تأبيد لحظة تصعب على القبض.)
الشاعر الفيلسوف عبد الحميد شوقي أبدع في إدارة اللقاء الإبداعي و فتح باب النقاش حول القصة القصيرة بين المبدعين الحاضرين مما أغنى النقاش و أثراه و حلق بأجواء التّلقي إلى حميمية معرفية باذخة خصوصا و أنّ الآراء كانت تختلف بين المتدخّلين و على رأسهم الأديب التشكيلي عبدالحميد الغرباوي الذي أصرّ على أن الق ق ج إنتاج عربي أصلا و أن للشرق سبق تاريخي في هذا الجنس الأدبي. بينما يرى الفيلسوف /القاص /المترجم الشاب محمد ايت حنّا أن لا داعي للأسئلة الزائفة والإصرار على "مشرقة القصة القصيرة" و القول بان أمريكا اللاتينية بنت ثقافتها على الثقافة العربية لان بدايات الق ق ج معروفة بأمريكا اللاتينية و بمبدعيها كما أشار إلى أن بورخيس لم يقرأ الثقافة العربية و عرف بإدمانه على قراءة الموسوعات ..و يرى هذا الفيلسوف الشاب أن ألف ليلة و ليلة من اكبر المقالب التي حيكت ضد الثقافة العربية و لا تمثل الثقافة العربية أصلا و أعطى مثالا بالجاحظ كفكر عميق و كتاب الأغاني... و في نقطة أخرى أشار إلى ان ق ق ج تعاني من قصور في التنظير لكنها فرضت نفسها و تجاوزت النقاد المغاربة...كما جاء تدخل الناقد الأدبي محمد رمصيص رصينا موضوعيا طارحا سؤالا جذريا حول ما "أضفناه إبداعيا على صعيد التّيمة" لأنها ترتبط بكل وطن على حدة و يرى أن النقاش يكون عقيما حول السبق بما أن المبدع معني بالجانب النظري و النقدي كي لا يظل مبدعا خاما...و ختم تدخله بقراءة خاطفة لما سمعه من القراءات حيث قال أنّ لغة المبدعة زوليخة الموساوي لغة أنيقة وخلفية القصة مبنية على فلسفة معينة...كما عرّج على تيمة الصحراء أو سؤال الصحراء كمكان/مجال مفارق ملتبس زئبقي منفلت في نص الشاعرة القاصة كريمة دلياس الذي كتب بلغة شاعرية تبني الجمالية على فن الحذف ولا تراهن على فن الاستطراد... كما أشار إلى أن الليل في قصيصة الشاعرة رشيدة فقري هو زمن خاص نعيشه مع من نحب و هو مغرق في الخصوصية....
في صبيحة القصة القصيرة تناغمت اللغة الشاعرية مع الموسيقى العذبة إلا أن تيمة الموت كانت غالبة في كل القراءات...هنا يطرح السؤال الحقيقي: لماذا استدرج الموت أقلام الساردين و ورطهم جميعا في جُبّتة ؟؟؟