بمبادرة من الشاعرة نداء خوري المحاضرة في قسم الآداب ، "الادارة وتسوية الصراعات"، استضافت جامعة بئر السبع بفلسطين في الأسبوع الماضي ، الكاتب والقاص الفلسطيني محمد علي طه والشاعر الإسرائيلي مئير فيزلتير . جاء هذا اللقاء الأدبي الهام ضمن الّسياق الّتدريسي الذي يُعنى بانعكاس الصراع في الأدب من كلا الطرفين ، الفلسطيني والإسرائيلي ، حيث يفتح باب الحوار على قضايا شتى وهامة تصب في صلب الصراع الدّائر بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وفهمه ، وذلك من خلال طرح وجهات النظر بشكل مستقل وبموجب توجه بحثي موضوعي وأكاديمي.
وقد تحدّث في هذا اللقاء الأديب القاص محمد علي طه عن قصّة له بعنوان: "الاستثناء والقاعدة" التي كتبها في العام 1970 وعكس فيها الكثير من جوانب الصراع القائم بين شعبي هذه البلاد، حيث قال: ليس من عادتي أن أقرأ قصصي بعد نشرها. بطل هذة القصة فلاح عربي فلسطيني بسيط منغرس في أرضه ومن وتراب الأرض يعرق عرقه. المؤسسة هي عدوه : هي الشرطة ودائرة أراضي اسرائيل وضريبة الدخل والمختار وغيرهم . وبيّن بأنه حزن كثيرًا حين قرأ قصته بالأمس لأنه وجد أن الأوضاع لم تتغير منذ اربعين عامًا. ما زلنا نخوض معركة البقاء ... نناضل من أجل المساواة ونحارب الظلم والاضطهاد والتّمييز. وأضاف: يجب أن تتأكدوا بأن السلاح الإسرائيلي بلا قائد حقيقي ، وفي هذه الأيام لم يبق في العالم سوى احتلال واحد هو احتلال اسرائيل للأرضي الفلسطينية التي احتلتها في العام 1976... هذا الاحتلال زائل ، والاستيطان زائل... انتم لستم اقوى من فرنسا التي حملت مستوطناتها من الجزائر وانصرفت. ولستم اقوى من بريطانيا. آن الأوان أن يفتح الشعب الاسرائيلي عينيه وأن يفكر وأ ن يسأل ... سوف نبقى هنا. ولا حل إلا بالتفاوض مع القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني.
أما الشاعر مئير فيزلتير ، فقد تحدّث عن قصيدتين كتبهما ، الأولى بعد حرب حزيران 1967 والثانية حين عملية الليطاني 1978. ثمّ انتقد الحرب بشدة وأكدّ أنه لا حل سوى السلام . وقال: غالبية الشعب الإسرائيلي تخاف من ثلاث كلمات ، " دولة لجميع مواطنيها" فهذا يدل على الحقوق عند الشعب وعلى أن اسرائيل دولة غير طبيعية. وأضاف: بعد سنوات سوف نشعر هذه الأمور ... إيديولجيات عديدة سقطت. قالوا اين الشعب الفلسطيني .. واليوم نتفاوض مع قيادته ... لا حل إلا بالدولتين.
هذا وعلمنا أنه سيتم العمل على تنظيم لقاءات دورية تجمع بين رجال فكر وأدب، فلسطينيون واسرائيليون تحت إطار أكاديمي لطرح الرؤى والرأي ناقدا كان أم داعما، حيث ينتج عن هذا سياق تعليم وبحث في ماهية الخطاب والحجة والموقف، يستفيد منه جيل جديد في تصميم وعي متوازن بين الحجة ونقيضها ، بهدف خلق توجه معتدل يتعامل مع الصراع المعقد على أساس من الحكمة والتوازي عوضا عن التعامل على اساس من الصدق الإنفرادي.