عندَ الرابعةِ قبيلَ الفجر أتيتِ مشاكِسةً
تقتحمينَ وأعني تختلسينَ مجيئاً
تَـنْسَلّينَ بثنايا حلمٍ موجوعٍ ،
لا يمكنني -وإن أوْجَعهُ- قبولَ الهَتْكِ
فأحلامي مُتهتّكتي وأيضاً مملكتي ..
فحذارِ من التجوالِ هناكَ
فلا تجوالَ، ولا أقوالَ ، ولا أفعالَ ،
ولا أملَ بأنْ تقترفي النظرَ الساهمَ -والنابلَ!-
أو حتى تقليبَ رموشٍ
ولماذا أكْترثُ، الليلةَ أستأجرُ حَرَساً ليليّاً فظّاً
سأحشّدُهم في أطرافِ الأجفانِ
وعند الأذُنينِ كسدّاداتِ القُطنِ ،
وقلتُ الليلةَ أنْعُمُ في أحلامٍ لا يقربُها ذَنْبٌ أو آثامٌ
ذنبُكِ: خيطٌ يترنّحُ يهبطُ من سقفِ قِبابِ التّابو
-تابوهاتُكِ أنتِ-
فيُبْقيكِ مُعلّقةً تسقيني العشقَ الناضِحَ والنّاضبَ
ومواعيدَ رحيلٍ تبتكرينَ صياغتَها
آثامي: تتقافزُ عابثةً إذ أُبْقيكِ وأُبْقيني
في أُرْجوحةِ دورانٍ بينَ
نكونُ ، وقدْ ، ولعلّ ، ولا ، ثمّ نكونُ ،
فقلتُ الليلةَ أهنأُ بالوحدةِ
والصمتِ المتخللِ بين النوتاتِ لموسيقى شوبانَ *
ولكنّ حراكَ ظلالِ الحرسِ وهم يَـمْضونَ سِراعاً ويجيئونَ
وزعيقاً مكتوماً يُطلَقُ في همسٍ بين ذَهابٍ ومَجيءٍ
أرّقَ أحلامي ،
ثم لمحتُكِ عن مَبْعدةٍ تبتسمينَ!
أ تبتسمينَ على حلمٍ موجوعٍ ضاعَ
أم من شوبانَ الحانقِ والغارقِ في ألحانٍ مُهمَلةٍ
يمنعُها الحرسُ القُطْـنِيُّ عن الأسماع ؟
الآن سأصْرفُ كلَّ الحرسِ
وكلَّ الصمتِ المتخلِّلِ بين النوتاتِ
وكلَّ حسيسِ الوحدةِ ،
وأبقى منتظراً
لو تأتينَ
-وأعني طبعاً: تختلسينَ مجيئا!-