(1)
ما زالَ ذو الشَّرى يثملُ في مدخل السيق
ويمارس عشقاً اسطورياً
فوق صخرة اللات
يقتفي أثرَه نقشُ الحناء
على يديها
وسرابٌ في ذاكرة حمّالات العنب
(2)
بئرٌ يضاجعها الماء
أعاثت في النفس فساداً
وتلهَّت بالعطاش
وثمَّة قمرٌ يمارس الحبَّ
في وضح النهار
وربما استفاق شَعرٌ ليليٌّ
على كتف راهبة ديرٍ
يخبئه ظلٌّ قديم
(3)
طريقٌ مُكتنزُ الرَّملِ
يمازحُ الأقدامَ بإظهار الأثرِ
في مهبِّ رياحٍ شرقية
ورغما عنها تلك الشجرة اليابسة
يتعلق فوق أغصانها قمرٌ ورديٌّ
وبقايا سحابةٍ
رشقت أطفالها
فوق صخرٍ أثقلَ كاهله الغبارُ
(4)
ربما غازلت فتاةَ القصرِ
اسطورةٌ بدويةٌ
في غناء خزنةٍ
رقصت في ظلالها
آلهةٌ عليا
وربما للوهلة الأولى
كشفت وجهها
أعجوبةُ النَّبَطِ
(5)
يتدلّى ضوءٌ نهاريٌّ
على صدر بترا
يتجلّى كطيف إلهٍ
تعربشَ صخراً متورّدَ الخد
لم يغفل
ولم يقايضْ سراباً
خشية العطش
(6)
يتجمهرُ كأحلام العذارى
سربُ الحمام
أفلتت منه ذاكرة الحجر
وتراشقت في رداءٍ سماوي الصفاء
ما تبقى منها
ليلةٌ صيفية
أو زمناً رصاصياً
في قصاصة ورق
(7)
لا أنوثة إلا بترا
وربما على جيدها
نبتت شامةٌ سمراءُ
وقصيدة شعرٍ جاهليةٍ
وشردَ بفكره بين أهداب
الرّبات زهرُ البيلسان
هكذا
يظل التورُّدُ شأن بترا
تلك المدينة الخجلى