شمس الظهيرة تدفعني مثل شرطي مسعور
إلى وجهة مجهولة،
و قلبي عصفور أمازوني يعزف نشيده اليومي
فوق أيكة المستحيل.
حلم تيهته الريح في مجاهيل اليومي
لست الرجل الذي يقف على شفير الموت ممتطيا حصان النوستالجيا
و لا حمال تفاسير جاهزة عدِمته النصوص.
لو أمكن لي، لكنت سائحا بلا نعل يشج غابات إفريقيا نصفين
و لفرَّغت حنين المسافات في صحراء الجنوب.
أعرفها تلك الرمال الجنوبية الممتدة في جسدي مثل قبلة حامية.
أي الأناجيل أحمل إلى قومي،
و أنا أكره الكتب و القوانين
و قبعات الوعاظ المليئة بالأشباح
أي الأناجيل أحمل إليكم يا قبيلة التائهين.
لست إلا حارسا ظلَّلَه بريق الينابيع
يطل على الصبح
من شرفة عزلته
يرقب شظايا الوقت،
و قد تطايرت في وجهه
لا أملك كتابا
و لا موعظة للغائصين في لجة تيههم
أنا كائن خذَله نيسان
فراح يصرخ في وجه بقية الشهور.
هل كان ضروريا أن أشد جسدَ فكرتي
بحبل المتعة الواهي
و أَلُمَّ خصلتها بمزيد من الحنان
و أردد في الهزيع الأخير من الكأس
تفاصيل حبرها
كي أسترد شمس محبرتي.
هل كان ضروريا
أن أشنق عنق فكرتي يخيط الحبر
كي تستمد القصيدة الملعونة
دم صدقها من جسد معجمي.