-1-
هَـذا الجَـسَـدُ،
لاَ يضِلُّ طَريقَه،
رَغْمَ انْحِنَـاءَات،
السُّحُبِ الضَّاغِطَة.
رَصَاصِيَّةٌ هِـــــيَ،
عِـنْدَ اِنْـحِـبَــــاسِ،
الـــــهَـــــــــــوَاء.
ثَـقِـيلَـةٌ ثِــقــلَ،
الأزْمانِ الزُّجَاجِيَّة.
زُجَــاجِـية لأنَّـهَــا،
تُـدْمِـي عُـيٌـونَكَ،
وَتُرِيكَ الجِـرَاحَ،
عَنَـاقِيدَ...مُتَدَلِّيَة،
قَـطَـرَاتُهَا دُمُوعٌ،
رَمَــــــــادِيَّـــــة.
-2-
هَـذا الـجَـسَـدُ،
مَازَال يَمْشِي،
مَعَ انْعِطَافَاتِ،
الرِّيحِ فِي كُلِّ،
زَاويَــــــــــة.
رَغْمَ انْـحِـدارِ،
الطَّريقِ الذِي،
ضَـلَّ طَـريقَه.
رَغْمَ تَرَسُّـبِ،
المَـبَـادِئِ فِي،
أوْحالٍ عَجَنَتهَا،
الـبَــشَــريَّــــة.
بَشَرِيَّة زَمَانِنَـا،
الـمَـفْـتــــــون!!!
الـمَجْـــنُــــون!؟؟
قَـدْ بَــاعَـــهَــا...
لِيَشْتَري شَهْـدَ
العَيْشِ الضَّنكِ،
الـمَغْــبُــــــون!!!
بَــاعَ الـعِـزَّة،
و الإنسانية،
و نَسِيَ تَـرَبُّـصَ،
الـمَــــنُــــــون!
مِنْ أجْلِ حَيَــاةِ،
الـمُجُـــــــــون!
وَ التِي سَمّوها،
حَــــضَـارة!!!؟
هِيَ حَضَارةُ الزَّرَجُون1
وَ الفَتْكِ وَ الشُّجُون.
لاَ يَهْنَأ فِيهَا البال،
وَ لاَ تَغْفَى الجُفُون،
و كلُّ عَزِيزٍ فِيهَا،
يَــــــــهُـــــون.
-3-
الكُلُّ يَسْلخُ جِلْدَه،
و يَلْبِسُ ثَوبَ الرَّاقِص،
فَإمَّا أنَّكَ رَاقِصُ،
الفُــتُــون...
وَ إمَّا أنَّكَ رَاقِصٌ،
عَلَى جَمْر السُّجُون.
حَتَّى الطَّير...
هَجَرَت الوُكُون،
واحْتَرَفَت التَّسَكُّعَ،
و الـــرُّكُـــــون.
تَطْلُعُ الشَّمْسُ،
مُــتَرَدِّدَةً ...
هَل تُدْفِئُ وُجُوهَ،
الخَائِنِينِ الباردَة؟
أمْ هَلْ تَنْحَنِــي...
انْحِنَاءَة القَلْبِ،
المَهْزُومِ المُتَوَانِي؟
أم انْحِنَاءَةَ اللَّيْلِ
الخانِعِ المُتَوَاطِئ؟
أيُّ خَلْقٍ تَطْلُعُ ...
عَلَيْهِم أضْوَاءُ،
النَّهَار الوَانِي؟
حُبْلَى بِهَمِّ الظُّلمِ،
مَخْنُوقَة بِعَفَنِ القُلُوب!
يَسْتَطِيعُونَ سَجْنَه،
إهَـــــــانَـتَـه،
تَـــدْمِـــيــرَه،
و إذاقَـتَهُ كُــلَّ،
الــعَــذابَـــات!
و الـهَــوَانَـات!
و الإهَــانَــات!
هَل فِعْلاً قَتَلُوا،
فِيهِ الإنْسَان؟
أمِ الإنْسَانُ لاَ يَمُوتُ،
لأنَّهُ إنْــسَــــــــــان؟
-4-
هَلْ تَسْتَطِيعُ أنْ،
تَسْرقِ أفْـرَاحِي؟
فـَإشْراقِي يَـبْـدَأ،
عِـنْـدَ مَغِـيبِي.
و بُزُوغِي يَكُونُ،
يَوْمَ انْتــهَــائـِي.
كَمَا أخْتَارُهُ...أنَا
لاَ أنْتَ!!!
هَـذا الجَـسَـدُ،
لا يَضِلُّ طَريقَه!
فَفِي القَالَبِ خَيْطٌ،
مِن أقْبَاسٍ خَالِدَة.
هِيَ لُبُّ الفِكْر،ِ
حَيَاةُ الفُؤَادِ...
وَ أنْوَارٌ من عَوَالِمَ،
رَاشِـــــــــــدَة!
انْظُرُوا إلَيْهِ!
سَـــاقِـــطٌ !
مُـتَــآكِــلٌ !
مُــتَــهَـالِـكٌ!
و في نَواته،
قُوَّة مَاجــــدة!
حِينَمَا يَحْيَـــى،
الإنْسَانُ فِينـــا!
نَقِيـاًّ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ،
مُنْعَتِقاً مِنَ القُيُودِ،
الــمُــصْـفِـــدَة!
سَيَنْبُتُ الخَـيْــرُ،
فِي قَـــلُــوبِــنَـا،
دُونَ عَــنَــاء...
دُونَ شَــقَــاء...
فَنَحْنُ لاَ نَعْرفُ،
مَفْعُولَ المَحَبَّـةِ،
في الأرَاضِــي،
الــجَــدْبَـــــــاء.
------------------
1- الخَمر الذهَبِيَّة اللَّون