وكَأنِّي اليَوْمَ أعْرفُ
بَريقَ عَيْنَيْكِ
ذَائِدٌ مِنْ بَعِيد
وَرَاءَ السُّفُوحِ المُخَضَّبَةِ
بـــــالدِّمَــــــــــــــــــــاء
وَرَاءَ الأجْسَادِ المُكَفَّنَةِ
بِالضِّيَـــــــــــــــــــــــاء
وَأنْتِ تَغْرَقِين ...
وَلاَ تَكَادِي تَظْهَرين
تَنْبُتُ فِي قَلْبي
جُزُرٌ مِنَ الشَّوقِ وَ الحَنِين
تَتَنَفَّسُ الحَيَاةَ وَالعِزّةَ
وتُنَاديـــــــــــــــــــــــك
فِــلِــــسْــــطِيــــنِـــــــــي !!!
حَتْماً سَنَلْتَقِي !
هَذِهِ الدّمَاءُ المَسْكُوبَة...
عَلى أَرَاضِيكِ !
وَأُخْرَى تُرَاقُ...
حَوْلَ مَجَالِيكِ !
حَتْمًا سَتَقُودُنَـــا
السُّفُنُ إِلَى هُنَاك !
فَالبَوْصَلَةُ تَرُدُّ ...
عَقَاربَهَا إلى هُنَاك
حَيْثُ الزَيْتُونَــــــة
وخَبَرُ الأنْبِيَـــــاء
حَيْثُ رَائِحَة الخُبْز
المَعْجُونِ بِدَمْعِ النِّسَاء
حَيْثُ ضَحَكَاتُ الصِّبْيَةِ
وتَضَرُّعُ الأَولِيَاء
وحُنُوطُ الشُّهَداء
يَعْبَقُ بِهَا الهَواء
وتَخْنقُ نُفُوسَ
الظُّـلاَّمِ والأعْدَاء
حَتْمًا سَنَـــــرى
مُحَيَّاكِ الوضَّـــاء !
وقَدْ أرْهَقَتهُ
الأَحْزَانُ والخِيَانَة
والشَّحْنَــــــــــاء !
وحِينَ تَبْتَعِدِيـــن،
أَقْتَرِبُ أَكْــثَــــــر!!
وحِينَ تَقْتَربــيـن،
أَذوبُ وأَكْــبُــــر!!!
وتَـكْـبُــرُ فـــيَّ
أَحْـــلامُ اللِّقـــاء
والعِـزَّةِ و الإِمْتِلاَء!!!!
أ شْجَـاراً أَحْتَويهَا
كَيْ لاَ يَغْتَالُهَا
العُمَلاء!