أين الرؤى والمنهج؟
|
محمود أسد
|
داءٌ ألمَّ بنا ونحن نهرِّجُ نمشـي وراء خُزَعْبلاتٍ, تَفْلُج وكأنّنا في غفلةٍ عن أمرنا صُلبَ الرّشادُ, وغيُّنا مُتوهّجُ خلف المهازل بُعْثِرتْ ألبابنا فنفوسُنا حبلى, ولا نتحرّجُ خيُر المكاسبِ لقمةٌ, بل حفلةٌ جاد البغاثُ بها, فعمّ البهرج والدّينُ صار تجارةً بين الورى أسفي فصنّاعٌ له قد أُنْتِجوا نشروا الرّياء, وسخّروا أركانَه في كلّ يوم بدعةٌ تتبرّج أمّا الحقيقةُ فالحصارُ نصيبُها روّادُها في حفرةٍ قد أُزْلِجوا وحصادُهمْ جوعٌ, وبعضُ تأوُّهٍ زهرُ الأماني بوحُها مُتَهدِّجُ بعد الأمانِ تحوَّلَتْ أرواحُنا لحجارةٍ, لا تشْتكي, لا تُبهجُ ساداتُنا أُضْحوكةٌ, فاسْتعْذبوا ذلَّ الحياة, ولم يرَوا ما يُزْعجُ في كلِّ مُعْتركٍ تراهمْ, جُمِّعوا مثلَ القرودِ, وتسَلّقوا, وتفرّجوا إنْ شئْتَ تصفيقاً, فهمْ أبطالُه أُفّ لهمْ.. فالطّبعُ فيهم أهوجُ
رُحْماكَ ربّي؛ فالأفاعي بيننا بثّتْ سمومَ الغدر, هل نتفرّجُ؟ رحماك ربّي؛ والنّفوسُ تواكلَتْ واستسلمتْ,فمتى الخلاصُ الأبلج إنّ الرّجالَ, تحوّلوا لعجينةٍ والهْفتي؛ أين الرؤى والمنهج؟؟
|