بَيْنِي وَ بَيْنَكَ
نَبْضٌ و صُورَة.
و رُمُوشٌ مُكَبّلاَتٌ
بِأدْمُعِ العَيْن مَقْهُورَة !
و كَلاَمُ وَجْهٍ
مَلاَمِحُهُ مَكْسُورَة!
و صَمْتٌ أحَاولُ
فَهْمَ مَعَانِيه المَبْتورَة.
* * *
بَيْنِي و بَيْنَكَ
عِتَابا
بالهَمس الذِي
تَحَوَّلَ كَلاَماً
والحَرْفِ الصَّامِتِ
الذِّي صَارَ كِتَابا
والسُّكُوتِ الحَارِقِ
الذِّي أصْبَحَ عَذَاباً!
* * *
تِلْكَ ابْتِسَامَةٌ مِنْكَ
هَارِبَة ٌتَسْجُنُنِي.
تُدْخِلُنِي بِحَارَ
الدَّمْعِ!
تَشْذبُني بِرمَاح
الفَرْحِ!
تُنْسِينِي أعْمَارَ
اليَأْسِ!
تُهْدينِي حَدَائِقَ
الأُنْسِ
فَأضِيعُ ولَمْ أعُد
أعْرفُ نَفْسِي.
ونَظْرَةٌ إنْ هَوَتْ
على قَلْبي صيَّرَتهُ
شَظَايَا مِرآة
أرَى فِيهَا
العَذَابَ ألوَناً!
والسَّرِاب أَلْواناً!
والأحْزَانَ ألْوَاناً!
* * *
فَامْضِ إلَى
أَيْنَ أَنْتَ ماضٍ!
فَفِي مُفْتَرَق الطُّرُق
سَأرَى
عَلى صَفْحَة المَاء
وَجْهَكَ لاَبِسٌ مَلاَمِحِي!
لنْ يَبْقَى بَيْنَنَا سِوَى
حَدِيثَ الأرْوَاح المُعذبَة!
تَهْفُو لِتَطِيرَ
إلى ما وراء الأُفُق.
لِتَلْتَقِي في خَبَايا
العُمْق !
الفِكْرُ نَشِيدٌ مُسافِرٌ
مِن قُطْر إلَى قُطْر...
يَحْتَرقُ على مَشَارفِ
الزَّمَن ... المَفْقود
لِيُولدَ فَجْراً
يَجْمَعُنَا ... بِلا قيُود!