( إلى الثوّار في العالم العربي )
-------------------------
...وفجأة ،
على غفلة من خفافيش الليل النائمة
في عمق المغاور الباردة
في قلب الكهوف الجامدة
تسرّبَ دفءُ الشمس من شقوق الصخور
إلى حبّات الأكسجين
المختنقة
تحت أضراس الغول العجوز
المحتبسة
بين مخالب الجليد الشخور...
هزّها بعنفٍ شعاعُ أنامله فانتفضت...
تساءلتْ ،
تسايلتْ ،
قطراتِ ماء تتابعتْ
تنادت فيما بينها وارتمتْ
في حضن الجداول ،
شقت طريقها في صمت زاحف
بين الحشائش في الجبال
بين الأشجار في الأدغال
نحو الأنهار والشلالات والبحار...
ارتطمت أمواجاً هائجة صاخبة
تنذر باحتقان الأجواء ،
بزئير الرياح والعواصف...
*******
هل شاهدتم ما حدثْ ؟
كيف تلبّدتْ بالغيوم السماءْ ؟
وانسدّ الأفقُ بأعمدة الدخانْ ؟
هل شاهدتم ما وقعْ ؟
كيف احْمَرّتْ عيونُ الارض بالبكاءْ ؟
بالنيران بالدماءْ ؟
هل تذكرون ما رأيناه عند دفن الشهداء ؟
كيف ابيضت القبور من حدّة الضياء ؟
*******
أتعرفين ما حدثْ ؟
شهدتُ ولأول مرّة ،
واشهدي معي أيتها الكائنات ،
لم نسمع نواح النساء ،
ولا عويل الأخوات والأمّهات...
أتعلمين من نطقْ ؟
وأنشدَ ورقصْ ؟
صعدت أمّي وأختي وكل البنات ،
وحتى الفتاة الحامل والأطفال ،
ظهر الدبابات...
كبّرن وهللن ، زغردن ورفعن
رأس السبابات...
التوحيد ، التوحيد !
النصرُ للأحرار ...
التجديد ، التجديد !
الغدُ للثوّار ...
*******
أين هي البنادق ؟
ها هي صدورنا...
دخلنا المعارك وسلاحُنا
أقلامٌ وكلماتْ
ألحانٌ وأنغامْ...
أنظروا صوّرناكمْ !
اِسمعوا هاتفناكمْ !
اقرأوا كاتبناكمْ !
بالهواتف والفيسَبوك... !
أسطورتنا أسطولٌ
سطرناه
رسمناه
صورناه
بفرساننا، بأنفسنا... !
منذ أنْ أذاقونا
مرارة الظلم والعذاب
كنّا مجندين ،
حرّرونا !
حرّرونا !
منذ أن حذرونا
من تلبية هذا النداء العنيف
في قاع آبارنا
لم ننتظر ، عزمنا وانطلقنا
للقاءها
هذه الحورية الجنية...
فعانقتنا السعادة...
*******
هيّا بنا إلى البساتين والوديان والحقول
نقطف الأقحوان والورود ، ونجول
نجمع النرجس بالسوسن وكل الزهور
في باقة من ألوان دموعنا ، وجنس دمنا ،
باقة حبّ جريح نهديها بقلب واحد
إلى حبيبنا الأول والأخير...
إلى الثورة !
إلى الله ... !
*******
كم هي ساحرة هذه الأنوثة الرافضة !
كم هي خالدة أنشودة الثوار !