استنفذت أيامي
وأحرقت كل أوراقي ..
أراود هذا الصمت المطبق على الكون
يمزقه أزيـز الزنـابـق المتهالكة
على عقارب الساعات المهرولة
صوب الخلــود .
وأسلمت كل المفاتيح
لهـاوية تعشق وخز البثور الدامية ،
لتضمدها بمـاء الياسميـن ،
ورحيق الـورود .
وحضنت الأفلاك ..
فتدنت عناقيدا ،
فصارت قاب قوسين من شفتي
تستجدي القُـبل ملهبةً
تعانق انقشـاع المُحيى ..
وتلامس حُـمْـر الخدود .
ذات خريف ..
وسوس إليّ البحر،
وأغواني بغيد الجواري ، وصهوات الجيـاد ..
وكان الليل يحرسني من الليل
ويُـثـني فـيَ النزقَ الجامـحَ ..
ويطفئ جذوة الصدود .
واستدار القمر متثاقلا ،
لـمّا استقام الشوق
يجرّ فراغات البيد ،
ويطوي امتداد البين ..
علَّ صبابات الوجد تصير إلى عَوْدٍ ،
وسوالفِ العهــود .