البُخورُ الذي في شِفاهِ الشتاءِ احترَقْ
الذي رفَّ في النار
واحتارَ واحتارَ
ثم انطلقْ
الذي قال وهو يُساق:
لماذا دمُ الأغنياتِ يُراق
وينفردُ الصمتُ بالصوت
والليلُ يغشى الحدَقْ؟
البُخورُ الذي لم يكنْ ذاتَ يومٍ بُخورا
وكانَ رَفِيفًا / سريرًا لمعزوفةِ الريح
بحرًا / حريرًا لرَقصِ النسيم الصَبُوح
مياسِمُه تنسجُ النورَ طيرا
تُشَجِّرُهُ برَنِين التسابيح
أزهارهُ مُهرًة مُهرًة تتطلَّقُ من أفقِ الروح
أغصانهُ تتسوَّرُ أضلاعَ فرحَتِها
لاقتطافِ السُهَى من مسام الفضاءِ الفسيح
وكانَ يسيرُ بلا حرَسٍ في بلادِ التماسيح
يطفو على الحِسِّ مُختفِيًا بالوضوح
وكان ..............
البُخورُ الذي حين مسَّتْ أصابعَه النارُ
قبَّلَ فاهُ الفرارُ
ودارَ الزمان !!