سنةٌ أخرى تمرُّ
بالعذاباتِ تمادَتْ
حلوها مرٌّ أجاجٌ
لا ترى إلاَّ حروباً
صنَعَتْ كلَّ لئيمٍ
بالخلافاتِ كوتْنا
بيتُنا صارَ يباباً
فضلُ قومي شوَّهوهُ
تشتكي تلك الرّوابي
وَخَزتْني تُرَّهاتٌ
سنَةٌ جرّتْ وبالاً
هرَبَتْ منْها الأماني
رجلُ العلمِ مُعاقٌ
بينَ يومٍ وأخيهِ
فحَصادُ النّاسِ كذبٌ
همُّهُمْ ملءُ جيوبٍ
كم تمنَّيْتُ رجاءً
إنْ تجاوَزْتُ حدودي
حصدُها نَزْفٌ وشرُّ
زَرَعَتْ مالا يسرُّ
نبْتُها جوعٌ وذعرُ
ومجاعاتٍ تكرُّ
طبعُهُ طعْنٌ وغَدْرُ
فبيوتُ القومِ قبرُ
وحديثُ الأهلِ مكرُ
وكأنَّ الفكرَ كفرُ
مِنْ جفافٍ يستمرُّ
وحكايا مَنْ يضـرُّ
طعْمُهُ في القلبِ مرُّ
فالرؤى بردٌ وحرُّ
ودعيُّ الفكرِ نَسْـرُ
توَّجَتْ مَنْ لا يبرُّ
وغراس العمرِ نَدْرُ
والمنى جنسٌ وخَمْرُ
ورجاءُ اليومِ هَذْرُ
فالأسى في النّفسِ جَمْرُ