- قرأتُ الجريدةَ بعدَ المساءْ..
فأينعَ في قهوةٍ منْ سَديمِ التَّملِّي
قبيلَ ٱعْتلاءِ المزاجِ ..
بقايا التّجلِّي صريرُ البكاءْ..!
- على منْ ؟ - علامَ النّحيبْ ؟
و تلكَ الزّوابعُ ألوتْ عليَّ..
على المنهكينَ بشُربِ الرّجاءْ..
وُجُوهـًا تَوَشَّح..
في حُسْنها المرمريِّ
قناعٌ ، بَدَا مثلَ ليل الغرابيبِ..!
كيف له أنْ يـمُدَّ
السَّوادَ بلونِ السّناءْ..؟
- قرأتُ الجريدةَ وحدي..
يُعلّلني في المدى شبَحُ
الذّكرياتِ الخزامى..
و طيفٌ لها منذ أعمقَ
مِن حُبِّ (قيسٍ ) لـِ ( ليْلى )
هوَى في ٱعْترافاتِ جُنح الظـَّلامْ..
يعانقُ ليلى ..و يخنقُ قيسًا
بحبل الغرامْ..
سؤالاتُـها تتقصَّى
الزّوابعَ وَسْطَ الفلاةْ..
و تلكَ السُّطورُ ،التي قد تعشّقَ
طيفُ الغرامِ بها كلَّ حبلٍ ،
تناثر في وحْيِها نَدمٌ مستطيرْ ،
و فُوهُ الزّوابعِ أشرعَ..
كِذْبتَها للرُّفاتْ .
- قرأتُ الجريدةَ..
ما كان يـجدرُ بي أنْ أُلبـِّي
صدًى قد تدلّى
بغُصنِ الشّريدةْ..!
و ها كلّما خُنتُ سطرًا..
نفاني الخيالُ ..و عذّبني
في مداهُ الحنينُ ،و علّمَ غمْزَ
الحروفِ .. ٱنْتشاءَاتـِها..
عينُ تلكَ القصيدةْ..!
- قرأتُ الجريدةْ..
مسحتُ الغبارَ
عن السَّطرِ..
أبكي، و لمْ أكترثْ
برنينِ الرّحيلْ..
و لكنّني حين شُقْتُ رُؤاها
بآخِر سطرٍ ، هوَتْ
عبرةٌ كصريعٍ قتيلْ..
و رُحتُ أعاودُ حظـِّي
مع الجرح علِّيْ
سأقرأ يومًا بذاتِ الجريدةِ
فصلا جميلْ.