يا أرباب القلوب
يا أهل الألباب
أيها المحبون قبلي
أيها السالكون دروب القلوب
يا أهل العشق والغرام
يامن ذقتم حلاوة السهر
وطلة القمر
يامن تسابقتم
أيكم يحصي للنجوم عدداً
ولأمواج البحار حصراً
يامن لنسيم ليل الصيف لثمتم
واحتضنتم
يامن كحل السهد جفونكم
بسواد الصبر
والهجر
أجيبوني؟
أحببتها
فكانت لي الماء والهواء
الداء والعشق والدواء
تغريد الكروان بليل حالم
إشراقة خيوط الفجر
فوق ربى صحراء فؤادي
كانت شربة الماء
بهجير زوال الصيف
سندس يغطي حلمي الوردي
حين يضن الزمان بالرداء
وحين تبيت الأماني بالعراء
حين يشتد الوجد بروحـٍ
هي لها الروح
حين يضن المساء ببصيص شهاب قبس
حين يصبح العيش لصباحٍ قادم دربا من دروب سفه العشاق
كانت كلماتها بوقت السحر ترياقاً لروحٍ يحرقها الظمأ
ورسائلها الصباحية قطرات ندى تبلل عروقي
وتعيد سريان دماء الحب بشراييني
كانت تجلس وعرشها
بين قلبي وضلوعي
ملكتني كلي
بل إن كلي بعض ممتلكاتها
ورهن إشارة يلوح بها خنصرها
أثارتني عينيها
سحرُ كلماتها
همسها بوقت الأصيل
أحبكَ
والآن
وبعد طول الأمل
يخيب رجائي
وتنتصرالمسافات
وتنكسر الأمنيات
فتغيب
وتغيب شمس روحي
وينقطع حبل رجائي
ولايبقى سوى
الوقوف بباب الحزن
على أعتاب المنايا
لفقدها.
******
والآن أناجيكِ
هل ستجد دموعكِ غير وسائد روحي مهداً؟
ونبضكِ غير قلبي مرتعاً؟
ودمكِ غير شراييني مصباً؟
وإن كان
فلن تنعمي بعدي
ولن تسعدي بدوني
ولن تقر عينيكِ مابكيتكِ
ولن يداعب جفن أحلامكِ نوماً
مادمتُ طريح ذكراكِ
شهيداً
مضرجاً في دماءِ الشوق
ومحتضناً لهيب البعدِ والهجر
وغدر الزمان..