ظميئـُكِ.. فأطفئي شـَـرََري
بكـوثــَـَر ِ نـَبْـعِـك ِ الـخـَصِـر ِ(1)
بـِنـَفـْح ٍ من رحيـق ِ الـروح ِِ
لا مــن كــأس ِ مُـعـْـتـَصَــر ِ (2)
أضـيـئـي لـيـلَ مُـغـْـتـَـرِب ٍ
عَـقـيـمَ الـنـَجْـم ِ والـــقــَمَـر ِ
وَلــوْدَ الـهَـمِّ والأحـــزان ِ
أضـحى بـائــسَ الـــوَطـَـر ِ
أضـيـئـيـني بدِفْء ٍ مـنـك ِ
أو بـِلـَهــيـب ِ مُـجْـتــَمـِــر ِ(3)
ونـُـصْـح ٍ أسْــتعـيـنُ بــه
عـلى مُـسْــتـَذئِـب ٍ أشـِـر ِِ
عسى بُسـْـتانيَ المـذبوحُ
يغدو ضاحِـك َ الـشـَـجَـر ِ
أضـيـئـيني لـعَـلَّ الـلـيـل
يُـفـْـضي بيْ إلى سَــحَـر ِ
ويَكْسـرُ صمتهُ الوحشيَّ
فـي تــرنـيــمَـة ٍ وَتـَـري
ظمـيـئـاتٌ إلى قـَدَمَـيْـك ِ
يا أختَ الهَـوى غـُدُري (4)
فـيا نهـراً من الصلوات ِ
يا حَـقـلا ً مـن الـخـَفـَـر ِ
رأتـْـك ِبصيرتي حُلـُما ً
يُكـَحِّـلُ بالندى بَصَري
ونـــافِــذة ً تـُطِـلُّ عـلى
غـد ٍفي لـيل مُحْـتـَضـَر ِ
وقــنـديـلا ً أنـش ُّ بـــه ِ
دُجى مُسْتـَوْحَش ٍ خـَطِر ِ
فـما ربحي مـن الـدنـيـا
وقلبي منك ِ في خـُـسُـرِ؟
فصُـبّي في دمي نـَسَـغـا ً
لِـتورقَ وردة ُ الـسَّــمَـر ِ
وماءَ الضـوء ِفي مُـقلي
ليغدو َ مُـعْشِـبا ًحَجَـري
ومُـرِّي فـي مَـفـازاتـي
سَـحابا ً نازفَ المَـطـَـر ِ
أعينيني عليَّ .. عليك ِ..
إنَّ الـقـلـبَ في ذعُــــر ِ
أغـيثـيني فقد هُـزِمَـتْ
خـيولي دون مُشـْتـَجَـر ِ
ويا نهرا ً من الصَبَوات ِ
لا تـشْــمـتْ بـِمُـنـْـدَحِـر ِ
فإنَّ سواحِلَ "الخمسين"
مُـشـْـرِفـَة ٌ عـلى جَـزَر ِ(5)
خـَلِـيُّ القـلب ِ إلآ مـنـكَ
في طاحـونـة ِ الـسَّـهـَـر ِ
على عَثـَر ٍمَشيْتُ العمرَ
دربــا ً غـيـرَ ذي عَـثـَر ِ
أضيعُ فـَيُـسْـتـَدَلُّ عَـليَّ
بين الناسِ من ضَجَري
فكوني لـلغـريب ِ الدارَ
كوني غـايــة َ الـسَّـفـَر ِ
***
يُـماطِـلُ وجهُها عـَيـنيَّ
في صَحْــو ٍ وفي خـَدَر ِ(6)
ولولا عطروردِ الصوتِ
مـا لـوَّنـْتُ مــن صُـوَر ِ
فلا أذني التي عَـشِقـتْ(7)
حَـدائـقـَها ولا نـَظـَري
ولكن ْ شـاءت ِ الأقدارُ
مـن قـلبي عـلى كِـبَـر ِ!
مقاديـرٌ .. وهل لِـلمَـرءِ
مَـنجى ً من يَـد ِ القـَدَر ِ؟