ألا أيّها الجرح جَنْـدِلْ نزيفــكَ
................ فقد وهن القلـب ما الـدّمُ زَمْــزَمُ
طريحٌ أنا والدَّفْقُ قدْ شقّ واديـاً
................. أأَقْضـي وأبنـائي صقور تُدَمْـدِمُ؟
يجود الهوى وهْو يهوى عشيقهُ
................. بجـودٍ صبيـحٍ في هـواه مُتيّــمُ
إذا أسـر الحبَّ قلبٌ فلنْ يعـشْ
...... .......... بغيـر هيـام وإنْ بـات يغْــرَمُ
سلِ القدس عن راهبٍ يتعبّــدُ
................. سلوا سُجّـداً فـي مسجـدٍ يتهـدّمُ
سلوه عن المعراج أحمدُ طَلّتُـهْ
.................. ومصباح كوْنٍ ظـلّ ثغـره يبسِـمُ
أنا القدس رُكني شديـد فأيّكـمْ
.................. يجود بنفسٍ؟ ثَمَّ نسـرٌ وضَرْغَــمُ
أنا الظِّلُّ لن يقْتاظ قومٌ بساحتي
.................. أنا الوَدْقُ أحييكمْ ويزدان بُرْعُــمُ
رمى اللّيل سِتْر الحياء وغـادرَ
.................. إلى سُـؤْددٍ عنـد جـيـلٍ يقـاومُ
بدا النُّبْل يرنو مُشْفقاً قَدْ تشامخَ
.................. على عَرَبٍ للقُدْس باعوا وأَسْلَـموا
على فُرُشٍ حيكتْ بعزٍّ مُمَــزَّقٍ
.................. قدِ اضْطَجَعَ النَّـذْلُ بالـذُّلّ يخْتِـمُ
وتلك جَوارٍ كُنَّسٍ حاكِها فــإنْ
.................. تكنْ عَضُداً للظُّـلْـم تنتنْ كما هـمُ
وحامِ عن الغَصْب أو كُنْ مفرِّطاً
.................. سيسمو بك الخِزْي ولْهانَ عنهــمُ
وصنْ خِسّةً والنتنَ هَبْ، هَبْهُ للجُعَلْ
.................. فَدُحْروجةُ الجِعْلان رزقٌ ومغْـنـمُ
°°°°°°°°°°°°°°
ألا أيّها الأقْصى أَيُجْـدي التَّظلُّـمُ؟
.................. وقـدْ ورم الـحِسّ والقلْـب أوْرَمُ
تصبَّرْ فما اليـأس مُـرْوٍ لحُـوَّمٍ
.................. وهـذه لبْـواتٌ لأشبـالَ تفْـطِـمُ
ملكتَ قلوباً زانها تاج قَسْــوَرَهْ
................. تـلألأ عزّاً قـام يـنْـكى وينْقِـمُ
ِركابُه إقْدامٌ فَشَوْقِيــةً(1) تُـرى
.................. صلاحيَة(1) تبدو نموا ذُلُلاً نمــوا
وفي أملٍ يا أمانــي التّحـــرُّر
.................. تعلَّـق طفـلٌ للحماسـة يضْــِرمُ
ِكـرام الصِّبـا يدرأون المذلــةَ
................. وأكفانهـمْ فـي كُُفِّـهـمْ تتظـلَّـمُ
وأرواحهمْ للقدْس تفْـدي سخيَّـةً
................... فيـا لسـمـاحـة مـنْ يتكـرّمُ
°°°°°°°°°°°°°°
ألا أيّها الأقصى أيُجـْدي التلـوُّمُ
................. ومـعتلّـةٌ جيناتـهـمْ لا تُـقَـوَّمُ
ظلَلْـتَ تنـادي صريخـاً تَبَــرَّمُ
................. وهمْ لظلام الجهْـل في العار نُـوَّمُ
أرى العزّ زرْعاً وشِبْلك يصــرعُ
.................. شياطيـن جِـنٍّ، والدعـيُّ مُذَمَّـمُ
ثروْا بدماء الشعب والطفل صامـدٌ
................. يذود عن الأقصى يصول ويحْــِزمُ
ويحيا بشِبْـلـيَّـةٍ حان نُضْجهـا
............... إذا نضجتْ فاتََكَـتْـهُـمْ وقد عَمـوا
ودامعـةٍ أبكـتْ سـحابـاً فأمطرَ
................ لـهـا عَيْـن طاعـنةٍ دمْعُهــا دمُ
نـداؤك يا قـدْس فـيـه توجُّـع
............... فنحـن نسـاءٌ هل تراهـنّ أكـرمُ؟
وسلْ بيت حانونٍ فمِرْفتْ(3) سَنِيّةٌ
.............. وكـم مـن دمٍ للـقــدْس لا يتنـدّمُ
تصبَّرْ ولا تضْجـرْ قريبـاً تحـرَّرُ
................. فقد ذُبح اليأْْس والذّبْـح أسْلــمُ
بلا أمـلٍ تشْقـى النفـوس وتُكْلمُ
................. ويُفـتـرش الـذّلُ والـذّلُ أأْلــمُ
إذا ما انْحنتْ هامةٌ ليْس تُرفــعُ
............... وإنْ رُفعتْ تخْـزى بنكْـسٍ وتغـرَمُ
مزاعـمُ تبْلـى بأذْهـان ساسـةٍ
............... ويـصْـدأَ قـلْـبٌ بغُـشّـه يثْـلِـمُ
طووْا زمناً ما طووْهُ ليلْـبسـوهْ
............... إلـى عقِـبٍ في التخـلُّـف ينْعــمُ
يضنّ قصيدي فمن لـي وقدْسُنـا
............... يظـلّ قريضـا وخَطًْبـهُ أعظـــمُ؟
أما من رشيدٍ يرْكبِ العزّ أمْــره؟
............... ومنْتـصـٍر للظُّـلْـم يعْلـو ويعْظُـمُ
متى ينهضِ الأحْرار أمْ همْ أجنّـةً؟
............... تُـنـازِل غـيْـبـاً قِـوامـهُ أنجـمُ
فهل سيعـودون والعَـوْدُ أحمـدُ؟
.............. مُـسـمّـاه نـورٌ سـبيـلـهُ أقـومُ
يحثّ على العـدْل والقـدْسُ للفِدى
.............. أيُفْـدى الهوى والحـقّ أولى وأعْصم؟
هلمّوا إلى تخليص قدْسٍ فأنْـتُـمُ
............... الصّـوارمُ أحفادُ الصحابـةِ، قدِّمـوا
أنا صخرةٌ قد صرتُ أعقلَ منكـمُ
...................... أناهضُ ظُلْمـاً وفيـه أخاصـمُ
تجلّدْ يدُ الأقصـى تشـدُّ ملبِّيَـهْ
.............. فلبّّيْـكَ يـا قُــدْسُ، اُلأَمْـرُ قَيِّــمُ.