جَمِيلَةٌ مِنْ وَجْهِها تُولَدُ شَمْسٌ وَقَمَرْ
اللَّيْلُ بَعْضٌ منْ ظَلامِ شَعْرِهَا
وَالْوَرْدُ في الْخَدَّيْنِ يَتْرُكُ الأثَرْ
كُلُّ الأغَاني صَوْتُها
وَعَزْفُ أغْصَانِ الشَّجَرْ
يَا شِعْرُ جُدْ بِأجْوَدِ الأبياتِ
كَيْ نُخَلِّدَ الذكْرى بِحَرْفٍ يَنْتَحِرْ
حَاءٌ وَ بَاءٌ قَدْ تَعَانَقَا
فَلا نَوْمٌ وَ لا سَهَرْ
كَشَمْعَةٍ دُمُوعُهَا تُذِيبُ مَا اسْتَتَرْ
أشْوَاقُنَا عَوَاصِفٌ
بَرْقٌ وَ رَعْدٌ وَ مَطَرْ
وَ غَابَةٌ يَتُوهُ في أحْضَانِهَا غَرَامنا وَ يُحْتَضَرْ
وَ لَيْلَةٌ تَهَاطَلَتْ دُمُوعُهَا
شَلالَ عِشْقٍ مُنْهَمِرْ
وَ صُورَةٌ لِعَاشِقَيْنِ قَدْ تَقَابَلا
وَيَأسٌ فِي الْعُيُونِ قَدْ حَضَرْ
مُوَدِّعَانِ رُبَّمَا اَوْ رُبَّمَا يَسْتَسْلِمَانِ لِلْقَدَرْ
تَوَالَتِ الشُّهُورُ وَ الْوُرُودُ مَا تَزَالْ
أشْوَكُهَا غَضُوبَةٌ وَ تُدْمِنُ الْجَمالْ
دِمَاؤُنا مُرَاقَةٌ وَ حُزْنُنَا يَلودْ
بِغَيْمَةٍ كئِيبةٍ وَ تَنْطِقُ الرُّعُودْ
فَنَمْتَطي خَيَالَنَا وَ نَسْبِقُ الْخَيَالْ
الى هُنَاكَ حَيْثُ لا فِرَاقَ قَدْ يَعُودْ
هُنَاكَ حَيثُ لا غُرُورَ يَنْسِفُ الْوِصَالْ
وَلَيْسَ فِي قُلوبِنَا سِوى هَوىً وَلِيدْ
أكَادُ أسْمَعُ النَّحِيبَ يُسْمِعُ النَّحِيبْ
وَ أسْمَعُ الأماكِن الَّتِي تَرَكْتِهَا هُنَا تَقُولْ
نَحِنُّ لِلْعِنَاقِ وَ الْعِرَاكِ وَ الْحَرِيقْ
الى الْمَشَاعِرِ الَّتِي تَناثَرَتْ وَرْداً وَ رِيقْ
وَ عِطْرُهَا يَصِيحُ كُلَّمَا هُنَا يَصِيحْ
ألََنْ يَعُودَ دِفْؤنا ؟ وَ دِفْؤنا يُجِيبْ:
مَضَى غَرَامُنَا وَ قَدْ تَعَوَّدَ الرَّحِيلْ
وَ لَنْ تُعِيدَ عِشْقَنَا مَوَاجِعُ الْقَصِيد