لِلْقَهْرِ غُصّةٌ
وَبَعْضٌ مِنْ أسىً
يُضْنيكَ أوْ يَكْوِيكَ
حَتَّى تَنْتَحِرْ
أوْ تَنْفَجِر
أوْ رُبَّمَا تَعْتَادُ قَهْراً يَنْتَصِرْ
يَا أيُّهَا البَاكِي كَفَى
نَوْحاً
مَضَى عَهْدُ البُكََا
قُمْ وَاعْتَذِرْ
وَغَيِّرِ التَّارِيخَ كَيْ لا تَنْدَثِرْ
الْعَرَبِيّْ..
أنْتَ الْغَضَبْ
أنْتَ الإبَاءُ الْمُنْكَسِرْ
يَا نَبْضَ صَحْرَاءٍ تُقَاوِمُ الْعَطَشْ
وَتَرْتَوِي بِالنَّارِ مِنْكَ
تَسْتَعِرْ
أيُّوبُ صَابِرٌ عَلَى ضَعْفٍ
يَزُولُ باِلأمَلْ
وَيُحْتَضرْ
مَا كَانَ أيُّوبٌ جَبَاناً
يَرْتَعِدْ
بَلْ كَانَ مَشْغُولا بِأمْرَاضٍ تَكَالَبَتْ عَلَيْهِ
قَدْ غَدَا مِثاَلَ صَبْرٍ
وَجَلَدْ
لَكِنْ
- وَلَكِنْ قَوْلُ كُلِّ مُنْهَزِمْ -
سَنَنْتَصِرْ
قَدْ قَالَهَا الْحَدِيثُ وَالْقُرانُ وَالأثَرْ
لَنَا وَعْدٌ فَهَلْ سَيَكْذِبُ الْقدَرْ
وَهَلْ تُرى سَيَصْدُقُ الْخَبَرْ
فَلْنَنْتَظِرْ
قَدْ مَرَّ عَامٌ
تِلْوَ عامٍ
تِلْوَ عامٍ
بَلْ قُرُونٌ قَدْ مَضَتْ
وَنَحْنُ نَجْتَرُّ الْحُلُمْ
جَيْشُ الْمَغُولِ قَدْ مَضَى
جَيْشُ الْيَهُودِ سائِرٌ عَلَى خُطَاهُ يَرْتَوِي
مِنْ دَمِّنَا
كَالْعَنْكَبُوتِِ كَبَّلُوا
أحْلامَنا
كَيْ لاَ نُقاَوِمَ الْخذَرْ
وَأعْلَنوا
خَطَّيْنِ أزْرَقَيْنِ مَوْطِناً
لهمْ
وَبِالْبَياضِ كَفَّنُوا هَذَا الْبَلَدْ
حَمَامُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الّذِي يَطِيرُ مُعْلِناً
صُمودَنَا
وَمُدْرِكاً أنَّ الرَّصَاصَ كالْمَطَرْ
وَلاَ يَهَابُ الْمَوْتَ لا يَلُوذُ بالشّجَرْ
وَلا يَبْتَاعُ وَاقِياً مِنَ الرَّصاصِِ أوْ منَ الحَجَرْ
وَ رَاسِماً سُمُوَّنَا
لَنْ يَرْتَعِدْ
أوْ يَبْتَعِدْ
مَهْما اسْتَبَدَّ الْقَصْفُ في سَمَائنَا
أوْقَسَّمُوا حَارَاتِنا
حُرّاً سَيَبْقى حَوْلَنَا
شَاهِدَ عِزٍّ يَفْتَخِرْ
صُمُودُنَا حجَارَةٌ
طِفْلٌ تُهَرْوِلُ الْمُدَرَّعاتُ مِنْهُ كالشَّبَحْ
كُوفِيّةٌ تُغِيظُ مَنْ بَاعَ الْحِصَانَ وَ انْذَبَحْ
وَطِفْلَةٌ تَسَاءلتْ عَنْ أمِّهَا
وَقَاوَمَتْ نَحِيبَهَا
فَتَحْرِمُ الْجَلاَّذَ لَذَّةَ الألَمْ
وَصَوْتُ شَيْخٍ كَانَ مَسْجُوناً لذى الْعَدُوِّ
مَبْتُورُ الْيَدَيْنِ يَهْتِفُ الْقُدْسُ لَنَا
وَيَبْتَسِمْ
وَأغْنِيَاتٌ تَحْتَفِي بِنَصْرِنَا
الْمُنْهَزِمْ
وَبَعْضُ أشْعَارٍ لِدَرْويشٍ وَ ألْحَانٍ لِمَرْسِيلٍ وَفَيْروزٍ التي
تَشْذو لِتُبْكِينَا وَتُصْحينَا
وَتُوقِظُ الْوَجَعْ
يَا أيُّها التّاريخُ لاَ تُسْرِعْ
وَكُنْ مُحَايِداً
لاَ تَطْوِ قِصّةً لَنَا
كُنّا سَنَحْكِيهَا
فَلاَ تَخْجَلْ تَمَهّلْ
يَا لِسَانَ حَالِنَا
مَهْمَا تُحَاوِلْ سَتْرَنا
مَفَُْضُوحَةٌ ذُنُوبُنا