قامت زوجتي بضرب وتوبيخ طفلي الصغير بعد أن أخل بالنظام العام المنزلي فوجدتني أكتب هذه القصيدة:
لاَ تَضْرِبِيهِ فإنّ الضَّرْبَ يُدْمِعُـهُ = فَالطِّفْلُ مُهرٌ وما ضَرْبٌ سَيَنْفَعُـهُ
هَذَا الفَتَى قَمرٌ لاَ تَضْرِبـي قَمَـراً = قَدْ كَانَ فَجْراً وَبِِشْراً جَاءَ مَطْلَعُهُ
هَلْ تَذْكُرِينَ لَيال كانَ يَمْلؤنا = شَوْقٌ إلَيْهِ وَحُبٌ لَسْتُ أدْفَعُـهُ
حَتّى الْمُنَاجَاةُ قَدْ كُنّا نُرَدِّدهاَ = لحْناً, ترانيمَ عَطْفٍ كَانَ يَسْمَعُهُ
جَاوَزْتُ فِي حُبه حَدّاً غَدَوْتُ بِهِ = طِفْلاً, وَقارِي جَوادٌ كَانَ يَتْبَعُـهُ
كَمْ كَانَ يَهْتِفُ بِي وَالصَّوْتُ خَائِنُهُ = حَتَّى غَدَا مَالِكاً للقَلْبِ يُمْتِعُـهُ
قَدْ مَرّ عامٌ علَى مِيلادِهِ فَغَدَا = مُشَاكِساً, مُعْلناً جَهْراً تَمَنُّعَـهُ
هَذا الفَتَى بَذْرَةٌ لَوْ كُنْت مُصْلِحهَا = أحْضَى بعِزٍّ ولِلأمْجَادِ أصْنَعُهُ
قَدْ جَاءَ مِثلِي كَمَا قَدْ كُنْتُ مُنْتَظِراً = بلْ جَاءَ للَْْْمَجْدِ وَثَّاباً وَيَزْمَعُـهُ
وَالْمَجْدُ دَرْبٌ بِهِ الأهْوَالُ قَاهِـرَةٌ = كَالنَّهْرِ مَنْ غَيْرُ سَبّاحٍ سَيَقْطَعُهُ
قَدْ كَانَ لِي وَالْهوى حَرْبٌ وَمَلْحَمَةٌ = لَكِنَّ هَذا الْهَوَى مَاكُنْتُ أصْرَعُـهُ
حُبُّ الْبَنِينِ فَرَاشَاتٌ وَ أغْنِيةٌ = وَاللّحْنْ فِيهَا بَسَاتِينٌ تُوَسِّعُـهُ
مَنْ كَانَ مِثْلِي بِحُبِّ الْحُبِّ مُتَّهَمٌ = حُبُّ الْبَنِينِ شِفَاءُ مِنْهُ يَمْنَعُـهُ