الشعر يحمِّل ريحي فوق غمام البوح،
يصول به صولة داود.
بشهاب اللحن المتوهج
يغتبق القول المضرج باصطراخ،
يبتلع الأبحر،
ينهر أنهار الصمت ،
يدمر أشباح الموت بصوت ،
يدمدم كالريح،
كعاصفة شبّت في كومة بارود،
كرنين الروح ينبت طفلا.
قل للخليل: يا زعنفة حُرّْ،
لما بهرَتْك أنغام شعر
ورأيت عروضك غضبى،
والضرب يضرب أعجازها،
والريح تسكب نطفة اللحن الهارب،
تغسل أنضاء النغم الداعر
تغسلهم بخروج بحر من حضن بحر في عُرض بحر
قلت للريح : لا فض فوك.
أيها الواقفون بلا قدم،
الماضغون هشاشة اليوم،
قد كان في كبد الشعر زعنفة
سألت يوما أترابها :
أيُّكنّ الشيطان يسكن أردافها
يملأ ثدييها نزقا
يسلخ من لحنها عبق الشعر
كل زعانف الشعر مضمخة بالريح ضجت:
متى أضع العمامة تعرفوني
أنا بنت الحلم الرخيم،
شجى الريح المدندن،
والغضب الراقص،
والموت االخارق ، والنغم الحليم.