يا صاح أنا صورتك المنعكسة على مرآة رُوحك، أنا سلوكك ومشاعرك، وأنت ترى نفسك فِيَّ، فما لا يعجبك من ذاتي فغَيِّره في ذاتك أولا تجدني بعد ذلك صورة لك.
وأنا يا صاح مرآة روحك مُعذَّبة كانت أم مُطمئنة، فأنا لست سوى شَرارة من نار جَوفِك المُلتَهب، أو قد أكون صمت السكون في أعماقك الساكنة.
إما أن أكون دفء الحب في صدرك، أو أَصِير نار الحقد ولهيب الحسد الذي فيك، فما تَرانِيهِ تَكُنْهُ فاختر لنفسك ما تشاء.
أنا موعظتك التي نسيتها، وسَيِّئَتُك التي تتهرب منها، وما سَاءَك مِنِّي تأمله في نفسك تجِدْه، لِتَعلمَ بعدها أنك ،في حقيقة الأمر، لا ترى فِيَّ إلا نفسك، وما تريدني أن أكُونَهُ، فَكُنْهُ أنت أولا، وستراني الكون من حولك يتغير.
وإذا كنت شاكا فيما قلته لك، فتأمل نفسك وأنت ترى انعكاس شَخْصِك على المرآة، فهل تُرَاكَ تنظر شبح غيرك أم هل هي صورتك؟
إنها صورتك يا صاح، وأنت لا تستطيع إنكارها، فقد تعجبك وقَدْ لاَ، لكن إن لم تعجبك فليس ذلك ذنب مرآتك لتُغَيِّرها بمِرْآة أخرى، أو تقوم بتكسيرها، وإنما عليك أن تغير نفسك وتكسر أوهامها.
وإذا لم تفعل ما قلت لك فاختر لنفسك العمى حتى لا تؤلمك الحقيقة.