الدكتور أبو بكر العزاوي أو الصورة المغايرة للحجاج اللغوي العربي-أعد الملف: يونس إمغران
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
ملفات

الدكتور أبو بكر العزاوي أو الصورة
المغايرة للحجاج اللغوي العربي

   ** يمتاز الحقل الفكري المغربي بتعدديته المعرفية، وتنوع مشاريعه الثقافية، إلى درجة تجعله حقلا مستقلا، بل وذو خصوصية تختلف عما ينتجه الحقل الفكري المشرقي من أفكار ومفردات ومقترحات وبدائل حضارية.
      إن الاختلاف الفكري بين هذين الحقلين لا يتمثل في الهوية، بقدر ما يتجسد في اختلاف زوايا المعالجة للقضايا الثقافية التي يتصدى لها كل حقل بالدراسة والتحليل والنقد.. من هنا كان الحقل الفكري المغربي متميزا في الكشف عن مشاريع فكرية ذات صلة وثيقة بمجال الإنسانيات؛ جادة ومؤثرة في بناء النسق الحضاري العربي، مثل مشروع محمد عابد الجابري رحمه الله، ومشروع عبد الله العروي، ومشروع طه عبد الرحمن، ومشروح محمد مفتاح، وغيرها من المشاريع التي لمست عمق التفكير البياني والكلامي والفلسفي والأدبي للثقافة العربية.
      ويعد مشروع الدكتور أبي بكر العزاوي في الحجاج واللغة، بالغ الأهمية، ولمسة ملحوظة في سياق الإبداع العربي المغربي بما يتميز به من كفاية منهجية، وتناول تفاعلي لكل القضايا والمواضيع والأنماط التي راكمها المتن الحجاجي خلال مسيرة تطوره واستحضاراته المتتالية الواعية للنصوص المختلفة الشعرية والدينية والفلسفية والإعلامية في شقها الإشهاري.
      صحيح أن الدكتور أبا بكر العزاوي تتلمذ على يد أزفالد ديكرو صاحب نظرية الحجاج اللغوي، لكن ذلك لا يعني مطلقا، أن مشروعه قد نسج خطوطه العريضة وتحولاته المطردة متكئا على ما انتهى إليه ديكرو، بل يمكن القول أن الدكتور العزاوي قد بنى مشروعه على نماذج إضافية من المسلمات، وصور حجاجية مغايرة للبنية الفكرية الحضارية الغربية، ساهمت بشكل كبير في تحديد هوية عربية لموضوع الحجاج.. خاصة بعد أن توفق – بداية - في استحضار جماع الإنتاج العربي في البلاغة والمنطق واللاهوت، وخلص - في النهاية - إلى صياغة رؤيته المنهجية المتماسكة، ومتنه الحجاجي باعتباره كائنا حيا يستثر الذهن، ويحفز العقل، ويسعى إلى توطين نفسه كمشروع فكري مغاير.
      وعليه؛ فإن مجلة "طنجة الأدبية" قد أنجزت هذا الملف طمعا في الوقوف على أهم ثوابت هذا المشروع الفكري وآلياته، وذلك من خلال حوار طويل مع الدكتور العزاوي، ومن خلال دراسات – نعتقد أنها - توفقت في سبر أغوار مشروعه، وفي تقريبه إلى كل مهتم أو مختص.

أعد الملف: يونس إمغران



 
  أعد الملف: يونس إمغران (2017-06-19)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
أبو بكر العَزَّاوِي والحجاج في اللغة
1.تقديم
أبو بكر العزاوي، يعمل أستاذا للتعليم العالي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة مولاي سليمان ببني ملال، شارك في ندوات وألقى محاضرات في بعض الدول العربية والإسلامية والأوروبية...
  عبد الواحد التهامي العلمي (2017-06-19)
شهادة عباس الجيراري:
الدكتور أبو بكر العزاوي أستاذ الحجاجيات

بسم الله الرحمن الرحيم
تغمرني سعادة فائقة في كل مرة يتاح لي أن أضيف في رحاب "النادي الجراري" علماء وأدباء من بلدان صديقة وشقيقة، أو أن أستقبل أعضاء جدداً يكونون في الغالب من الباحثين الشبان الذين تخرجوا من مختلف الجامعات المغربية...
  (2017-06-19)
تحقق الحجاج في الخطاب انطلاقا من تحليل كتاب الخطاب و الحجاج للدكتور أبو بكر العزاوي
تسعى هذه المقالة الى محاولة إبراز أهمية مساهمات الباحث المجدد الدكتور أبوبكر العزاوي في مجال تحليل الخطاب بشكل عام والتحليل الحجاجي للنصوص والخطابات بشكل أخص . على غرار النماذج العديدة...
  هشام الشنوري (2017-06-19)
المشروع الحجاجي للدكتور أبو بكر العزاوي
إن موضوع هذا المشروع هو الحجاج في اللغة، والأستاذ العزاوي واضح في هذا الاختيار، ولا يفتأ على امتداد أعماله يؤكد على هذا التمييز، فمدخله للدراسات الحجاجية ليس المنظور المنطقي والفلسفي أو المنظور البلاغي (القديم مع أرسطو، والحديث مع بيرلمان)، بل "نظرية الحجاج في اللغة"...
  (2017-06-19)
   
   
مواضيع ذات صلة

الدكتور أبو بكر العزاوي أو الصورة 
المغايرة للحجاج اللغوي العربي-أعد الملف: يونس إمغران

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia